38serv
تشهد العلاقة بين حركة حماس والسلفيين الجهاديين في قطاع غزة توترا كبيرا في أعقاب تأييدهم لاقتحام “داعش” لمخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق، وإثر وقوع أكثر من ملاسنة كلامية بين عناصر من الجانبين، قبل أن تتطور الأمور ويتم اعتقال مجموعة من السلفيين على أيدي أجهزة الأمن في غزة. تطور الأمر كما حصل أول أمس إلى تبادل إطلاق النار، وقتل أحد أفراد “داعش” في اشتباك مع الأجهزة الأمنية بغزة.في بداية الأمر، تناقلت المواقع الجهادية على الإنترنت شريط فيديو لما قيل إنها جماعات سلفية في قطاع غزة تحمل اسم “النصرة المقدسية للدولة الإسلامية”، ويظهر فيه عدة أشخاص مدججين بالسلاح يعلنون فيه أنهم جزء من الدولة الإسلامية بالعراق والشام “داعش”.وحول تاريخ الجماعات السلفية في قطاع غزة ومدى ارتباطها بالتيارات السلفية الخارجية، والأسباب التي ارتبطت بظهورها ومدى توسعها في القطاع، والعلاقة مع وجودها في سيناء المصرية، قال المحلل السياسي الفلسطيني والقريب من الحركات الإسلامية حسن عبده “حاولت هذه التيارات السلفية أن تدفع بإعلان القطاع إمارة إسلامية، وهذا الذي نذكره وحدث في رفح بمسجد ابن تيمية في 2008، وأدى إلى اشتباك مسلح بين حكومة غزة التي تديرها حماس والمجموعة التي عرفت بجماعة أبو موسى، والتي كانت تعد آنذاك من أكبر المجموعات السلفية بغزة”.وأضاف المحلل السياسي “برزت المجموعات السلفية التي تحاكي داعش والقوى السلفية الخارجية في القطاع، لكن لم تشكل هذه المجموعات الصغيرة ظاهرة في مواجهة اسرائيل”. وتابع “في هذه الفترة كانت 4 مجموعات رئيسية موجودة في القطاع: التوحيد والجهاد وجيش الإسلام وأنصار بيت المقدس والسلفية الجهادية “جلجلت”، وأخيرا جماعات تبايع “داعش”، من بين تلك المجموعات الصغيرة من عمل ضد الاحتلال الإسرائيلي، كما جرى بمشاركة جيش الإسلام في اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، أما المجموعات الأخرى فمنها من تحول للعمل ضد الداخل الفلسطيني، وتمثل ذلك في عام 2008 و2009 بتفجير بعض المقاهي ومحلات الكوافير ونوادي الإنترنت”.وقال المحلل السياسي الفلسطيني في تصريح لـ “الخبر” “ثم بدأت هذه المجموعات تتكور وتنشئ حالة خاصة بها تريد من خلالها أن تفرض رؤيتها على المجتمع، واستمرت هذه الحالة التي كان يتم احتواؤها والتعامل معها من قبل حماس”.واستكمالا لتاريخ هذه التيارات في قطاع غزة، يضيف عبده “بعد هذه الفترة قيل إن تلك التيارات عملت بشكل شبه موحد في قطاع غزة، ونظرا لتضييق الخناق عليها من قبل حكومة غزة التي تديرها حماس، وملاحقتها بسبب أعمال العنف التي قامت بها، انطلقت هذه المجموعات باتجاه سيناء، وعملت تحت مسميات مختلفة، ووجدت في سيناء بيئة ملائمة لها، والتقت مع مجموعات مصرية وجهادية عديدة، وبدأت تعمل تحت مسمى أنصار بيت المقدس”. وفي يوم 9 أفريل الماضي، أصدرت جماعة تُطلق على نفسها اسم “مناصرو دولة الخلافة الإسلامية” إعلانا بدعمها وتأييدها لتنظيم “داعش”. واتهمت الجماعة وزارة الداخلية في غزة آنذاك باعتقال عدد من أنصارها، وطالبتها بنبرة تحذيرية بإطلاق سراحهم، وهو ما ردت عليه الوزارة التي تشرف عليها حركة حماس بتصريح نفت فيه شن أي اعتقالات بحق أي جماعة.ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة عدنان أبو عامر أن ثمة مخاوف مشروعة بشأن إمكانية تفجر الأوضاع الأمنية في قطاع غزة، ونشوب توتر بين مؤيدي “داعش” والأجهزة الأمنية التي تشرف عليها حماس.ويضيف أبو عامر في تصريح لـ“الخبر” أن التفجيرات الأخيرة في قطاع غزة من شأنها أن تدفع حماس نحو استخدام القوة، وعدم السماح لتمدد أنصار داعش في غزة”، وإن حركة المقاومة “لن تسمح أبداً بانتشار فكر تنظيم داعش وتنامي أعداد المناصرين له”. ولا تتوافر معلومات دقيقة حول حجم التأييد لتنظيم “داعش” في القطاع، بينما دأبت وزارة الداخلية على نفي أي وجود للتنظيم، لكنها تقول “من الوارد والطبيعي كما في كل المجتمعات، أن يعتنق بعض الشباب الأفكار المتطرفة”.وفي 19 جانفي الماضي، خرج نحو 200 من مناصرو “داعش” في مسيرة علنية جابت شوارع مدينة غزة الرئيسية، للتنديد بالرسوم المسيئة للنبي محمد في صحيفة “شارلي إيبدو” الفرنسية.وفي ظهـورهم العلني الأول، وجـه المناصـرون التحيـة إلى زعيـم تنظيم “داعش” “خليفة المسلمين” أبو بكر البغدادي، وحملوا الرايات السوداء التابعة لتنظيم.وشنت الأجهزة الأمنية في غزة حملة اعتقالات ضمت العشرات من عناصر السلفية الجهادية في غزة، فيما تعمد أجهزة الأمنية إلى نصب حواجز في مناطق مختلفة من القطاع، ضمن حملة مطاردة تستهدف اعتقال المزيد من عناصر السلفية الجهادية.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات