38serv
كشف مختصون في صحة الأم والطفل أن الكثير من الحوامل يتوفين بعد رحلة بحث “طويلة” وشاقة عن مستشفى يتكفل بحالتهن، خاصة في المناطق الريفية.قال رئيس مصلحة الولادات الجدد بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، البروفيسور جميل لبّان، في تصريح خصّ به “الخبر”، على هامش الملتقى الذي نظمته وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات نهاية الأسبوع الماضي، بالتنسيق مع مكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونسيف” بالجزائر، الخاص بعرض البرنامج الوطني للتقليص السريع من وفيات الأمهات عند الولادة لفترة 2015 ــ 2019، إن المراكز التي كان من المفروض توفرها للتكفل بالولادات الخطيرة لم تر النور بعد، رغم تسطير إستراتيجية خاصة بها، مضيفا أنه رغم وضوح البرنامج الوطني حول الولادة والحلول التي اقترحها المختصون في المجال، والتي وردت ضمن البرنامج ذاته الذي امتد من 2006 إلى 2009، مازالت نصوصه مجرد حبر على ورق بدليل استمرار وفيات الأمهات.وأرجع البروفيسور السبب إلى عدم توفر إرادة واستعداد من قبل الفرق المختصة في المجال “فهل يعقل أن تتولى مصالح الولادات بمختلف مستشفياتنا التكفل بكل الحالات بما فيها الولادات العسيرة”، مشيرا إلى أنه كان يفترض أن يتم توفير مراكز خاصة للتكفل بالولادات الخطيرة والتي تشمل النساء المصابات بارتفاع الضغط وأمراض القلب والسكري، وهي المراكز التي أدرج توفيرها ضمن البرنامج الوطني حول الولادة للفترة الممتدة بين 2006 و2009، لكنها لم تر النور لأسباب تبقى مجهولة، رغم أن عددا معتبرا من النساء الحوامل يفقدن الحياة بسبب تعقّد حالتهن الصحية جراء المعاناة من أحد الأمراض المزمنة المشار إليها سابقا، حيث أوضحت إحصاءات الصحة الإنجابية في الجزائر أن قرابة الـ19 بالمائة من الحوامل بالجزائر يتوفين بسبب ارتفاع الضغط الدموي. من جهتها، أكدت شهادة قابلات على مستوى عدد من مستشفيات الجزائر العاصمة أن رفض التكفل بالنساء الحوامل من قبل مصالح التوليد على مستوى كبرى مستشفياتنا وراء موت هؤلاء في طريق البحث عن مستشفى يقبل المشرفون عليه توليدها، في ظل الاكتظاظ الذي تشهده مصالح التوليد على مستوى المدن الكبرى وعلى رأسها الجزائر العاصمة، التي تستقبل يوميا عشرات الحالات التي تنقل لهم من عديد المناطق الريفية، يحدث هذا في الوقت الذي أكدت معطيات صحة الأمهات بالجزائر أن 600 حامل يتوفين سنوياً نتيجة تعقيدات تتعلّق بالحمل أو الولادة، بينما تفارق نصف الحوامل الحياة في المناطق الريفية في سيارات الإسعاف لدى نقلهن إلى مستشفيات بعيدة. ويعدّ النزيف الدموي من الأسباب الرئيسية المؤدية إلى وفيات الحوامل، ناهيك عن الإصابة بفقر الدم وكذا تعفنات لم يتم التكفل بها، ليطرح المختصون كذلك مشكل متابعة نسبة كبيرة من النساء الحوامل بالمراكز الخاصة طيلة أشهر الحمل، في حين يكون المستشفى الذي لم يتابع الأم ولا اطّلع على حالتها الصحية وجهتها عند حلول المخاض. وللتحكم في الوضع، أكد البروفيسور إسماعيل مصباح، في تصريح لـ”الخبر”، أنه من شأن البرنامج الوطني 2015 ـ 2019 أن يحد من وفيات الأمهات عند الوضع، موضحا أنهم يسعون حتى نهاية 2015 إلى استقصاء الوضع حول هذه الوفيات بهدف الإسراع إلى الحد منها، مشيرا إلى أنه رغم تسجيل انخفاض في الوفيات من 230 حالة لكل 100 ألف ولادة حية في التسعينيات، إلى 60 حالة لكل 100 ألف ولادة حية في 2014، يبقى عدد الوفيات معتبرا يتطلب الإسراع في التقليص منه.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات