38serv
”ما حقيقة عزمكم تشكيل كيان سياسي آخر بديل للائتلاف الوطني السوري المعارض؟ الحراك السياسي يستدعي الكثير من الإطارات، ونحن في هيئة التنسيق نجد بأن تشكل المعارضة الإطار الذي تراه مناسبا لمواجهة الحالة القائمة دون أي صراع أو تدخل من قبل أطراف أخرى. النقطة الثانية أنه من الطبيعي أن يكون تباين في الآراء السياسية، وأن يكون الحل السياسي الوسيلة الوحيدة لتحقيق نسيج مشترك بين الأطراف من خلال الشفافية الكاملة والمصداقية، نحن نعتقد في هيئة التنسيق منذ أن بدأنا في شهر مارس 2011 في مؤتمرنا الأول أعلنا التزامنا بالحل السلمي ورفضنا للتدخل الأجنبي المسلح. هاتان النقطتان كانتا سببا في تفجيرات داخل بعض كيانات المعارضة، وأقاموا في ذلك الوقت المجلس الوطني والائتلاف، ويعتقدان بأن الحل هو السلاح، ومن حقهم أن يعتقدوا ذلك، لكننا نرفض ذلك رفضا قطعيا.هناك من يعتبركم الوجه الآخر للنظام. كيف تردون على ذلك؟ من يقول إننا الوجه الآخر للنظام أقول له فليذهب ليرى معتقلينا في سجون النظام، لكن للأسف الشديد وضع المساجين لا يعرف أهاليهم عنهم شيئا وبأي سجن هم موجودون، وإن كانوا أحياء أم أمواتا، وهذا عين الظلم وقمة الإجرام، لا يسمح لهم برؤية أهاليهم، وتعامل النظام يدفع للانخراط في العمل المسلح، عندما لا يسمح لابن مثلا أن يرى والده المسجون ماذا تريد أن يفعل وهو شاب في مقتبل العمر؟ يأتي داعش ويدفع لهم أموالا طائلة للانخراط في صفوفه.ومن هي القوى المتواجدة فعليا على الأرض؟ إذا أحصينا الأسماء التي تطلق على التجمعات المسلحة وجدنا 140 إطار مسلح، القصة تبدأ بانضمام شخص من إحدى القرى لهذا التنظيم، خلال أشهر أصبح مليونيرا، وهذا الوضع أغرى العديد من الشباب الذين انخرطوا كذلك في العمل المسلح ويقومون بأعمال معروفة، مهاجمة السيارات وخطف الرجال وقتل شباب واقتحام البيوت وأصبحوا أغنياء، بتمويل من قطر وتركيا والسعودية، وهم يقومون الآن بتهجير أهالي الحسكة، فهناك نقطتان هامتان يجب الالتفات إليهما، النظام حتى الآن لم يستفد من مرارة التجربة التي مرت، ويجب عليه إعادة النظر في خطابه للشعب، وبالتالي يتحمل جزءا كبيرا من مسؤولية ما وصلت إليه الأمور، أنا الآن لست مسلحا، أنا سياسي مدني لدي الكلمة فقط، ومع ذلك حاربني بالإعلام، وبالتالي نحن لا نعلق الأمل على ما سيفعله النظام لأنه غير قادر فعل على شيء.أفهم من كلامك أن نظام الأسد انتهى.. هذا الكلام سمعناه كثيرا من هيلاري كلينتون وبعدها من جون كيري وزير الخارجية الأمريكي الحالي، وكان يقول إن نظام الأسد يعيش أياما معدودة، وهذا يجعل بعض الذين ليس لهم معرفة دقيقة بالسياسة يحملون السلاح وهذا شيء مؤسف، وبالتالي أقول إن تصريحات هؤلاء وأشكالهم مسؤولة عن تمزق المعارضة.وكيف ترى شكل الدولة بعد الأسد؟ نحن نريد دولة مدنية وأن تجرى انتخابات حرة ونزيهة وبديمقراطية ومراقبة من جهات معتمدة ومن منظمات حقوق الإنسان، ونريد إقامة هذه الدولة المدنية على أساس سيادة القانون وتساوي الناس جميعا، نحن مؤمنون بأنه من حق شعبنا أن يختار، وليس لأحد خارج هذا الشعب الحق أن يفرض نفسه بقوة السلاح.وما تعليقك على تصريحات الرئيس الإيراني التي ذكر فيها بأن إيران ستساند الأسد حتى النهاية؟ الأسد خط أحمر بالنسبة لهم، هكذا يقولون، الآن عمليات التسليح والتدريب وحشد القوات المسلحة في الأردن والسعودية وتركيا وقطر، القصد منها أن يخوضوا معركة بمقابل الأسلحة والمسلحين الإيرانيين، سواء إيرانيين مباشرين أو شيعة، ونحن نقول ما يحصل في سوريا حرام، حرام أن يدمروا مستقبل البلد وحاضره.وكيف سيمكن للثوار محاربة داعش وباقي التنظيمات الإرهابية في حال سقوط الأسد؟ في حال ذهاب بشار الأسد، أتصور أنه ستسيل دماء كثيرة ويهدم الكثير من المنشآت والمؤسسات، لكن أريد أن أوضح بأن الحرب الطائفية هي الأساس في الصراع، وهو صراع نفي (الآخر) وليس صراع قبول، لذلك حتى الحوار غير مقبول.هل تسعى روسيا ومصر لضمان بقاء الأسد في منصبه بحيث تكون المعارضة شريكة في الحكم؟ لقد خرجنا من مؤتمر القاهرة بخارطة طريق تدعو لكيفية ترجمة إسقاط النظام وليس التعامل معه، أما غير ذلك فكله عبارة عن كلام سياسي، وإذاً ستبقى الحرب قائمة وتتوسع على جانب طائفي، وسنحزن حينها كثيرا.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات