38serv

+ -

لماذا أيدت إيران الربيع العربي في تونس ومصر وعارضته في سوريا؟الوضع في العالم العربي غير مريح، والدول العربية تغيرت أولوياتها، وحولت بوصلتها من فلسطين إلى اهتمامات شخصية للحكومات، لذلك كان متوقعا هذا التحرك (الربيع العربي)، والدوائر الاستخباراتية الغربية رصدت هذا الأمر، لذلك بادروا بتغيير بعض عملائهم في المنطقة (رؤساء عرب) عسى أن يصلوا إلى الهدف الرئيسي، وبعد حرب 2006 بين المقاومة اللبنانية والكيان الصهيوني الذي هزم في لبنان وفي غزة، بدؤوا (الغرب) في إيجاد خطة بديلة لإراحة الكيان الصهيوني من هذه الضغوطات وإضعاف القوة الخطرة عليه، ورغم أنهم فوجئوا بالتغيير في تونس، إلا أنه حصلت تدخلات غير طبيعية من الدوائر الاستكبارية لركوب موج التغيير في المنطقة وتسييره بعيدا عن أهداف (الشعوب).الشعب السوري تظاهر بشكل سلمي لمدة سبعة أشهر مطالبا بالديمقرطية، فلماذا تقف طهران ضد حق السوريين في اختيار حكامهم؟إيران مع الحالة الديمقراطية السليمة، وما حصل في سوريا هو تهميش للشعب السوري من قبل القوى التي توافدت من الخارج، صحيح حدث حراك، وحاولت الحكومة السورية أن تتفهمه، وقامت بعزل محافظ درعا، ولكن فوجئت بخروج المسلحين، ممكن حصلت أخطاء، لكن أن يتوافد عشرات الآلاف من المسلحين من الخارج بالإضافة إلى التدخلات الخارجية المباشرة ودخول الكيان الصهيوني (على الخط) هذا ما أثار محور المقاومة، فربما تم البدء بتسويق عملية استسلامية خطيرة من خلال ضرب محور المقاومة في لبنان وفلسطين وحاولوا عرض رشاوي على سوريا لإبعادها عن محور المقاومة وفشلوا.تقارير مراكز دراسات عربية وغربية تؤكد أن سقوط العاصمة دمشق بات وشيكا، بعدما خسر النظام 77 بالمئة من الأرض، فما هي قراءتكم لهذا الواقع؟هذه رغبة اعداء سوريا، فقبل سنتين كان الوضع أخطر، فالمسلحين دخلوا العباسية في العاصمة دمشق، وكان هناك تداخل بين المناطق التي يسيطر عليها المسلحين ودمشق، أما اليوم فالوضع مختلف، فغالبية سوريا صحراء، ويمكن ان تكون في يد المسلحين، لكن الجيش والشعب يستميتون في قتال المسلحين ولولا هذا التعاطف الشعبي (مع النظام السوري) لما تم إنهاء تواجد المسلحين في (محيط دمشق).ما هو عدد أفراد الحرس الثوري الإيراني الذي يقاتلون في سوريا؟لا توجد أي قوة عسكرية إيرانية في سوريا، كل ما هنالك متطوعين إريرانيين يذهبون بشكل فردي، لكن هناك تحالف استراتيجي مع سوريا، وإيران تحاول إقناع المعارضة السورية بالحوار، واعتقد انه بالإمكان إيجاد حل سياسي بعد أن ثبت عدم جدوى الحل العسكري.ما هو الدور الذي تقوم به إسرائيل في ظل الصراع الدموي في سوريا؟الكيان الصهيوني نجح في تدمير دول الطوق مثل سوريا والعراق ومصر في سيناء، وعلى عقلاء المنطقة أن ينتبهوا لهذا الأمر، فالكيان الصهيوني يريد إيجاد الاضطراب في كل الدول العربية، فمسلحي داعش دخلاء على سوريا، وهم مدعومين من إسرائيل وأمريكا، ولم يستطع أحد تشويه الدين الإسلامي الحنيف مثل داعش، وحتى لو صرف الكيان الصهيوني الملايير لتشويه الإسلام السمح لم تمكنوا من تشويهه كما يفعل مسلحو داعش، الذين يخدمون التوجهات الصهيونية، فهم يدمرون الآثار والمساجد والكنائس ويعيشون على انقاض المباني فليس لهم مشروع حياة ولا يملكون غير الدمار. وأفضل وسيلة لتمزيق الأمة الإسلامية إثارة النعرات الطائفية، فحسب داعش فكل العالم يحق قتلهم باسم الإسلام السمح الذي جاء فيه "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، قال للعالمين وليس للمسلمين فقط، وللأسف هؤلاء (داعش) نجحوا في تقسيم الأمة الإسلامية.إذا كان داعش صناعة استخباراتية صهيو ـ أمريكية فلماذا يحاربه الغرب في سوريا والعراق؟من يشتري بترول "داعش"؟ الذي يسيطر على حقول النفط في الرقة ودير الزور والموصل وبيجي قبل استعادتها، يوميا مئات الشاحنات المقطورة تذهب للحدود الشمالية للعراق وسوريا (يقصد إلى تركيا) ويبيعونها بـ14 دولار للنفط وكلما تم تجميع 500 ألف برميل من النفط يتم تصديره عبر وسطاء إلى الكيان الصهيوني عبر وسطاء إقليميين كلهم أعضاء في حلف الناتو، وإيران لا يمكنها تحويل 100 دولار فقط بسبب العقوبات، فكيف لداعش أن تحول ملايين الدولارات من بريطانيا ودول عربية ولديهم أفضل الأسلحة الغربية، ودخلوا مدينة الموصل العراقية بآلاف السيارات الرباعية الدفع، فكيف لتحالف 60 دولة لا يستطيعون رصد هذه الشاحنات وهذه الأموال وهذه السيارات الرباعية، في الوقت الذي بإمكان الطائرات المسيرة قتل رجل من القاعدة في جبال اليمن وفي جبال تورابورا، كما تقوم بقصف الحشد الشعبي بالخطأ في العراق!لكن ألا تحملون الميليشيات الشيعية مسؤولية ارتكاب مجازر طائفية بشعة في حق السُّنة، زادت في الاحتقان الطائفي خاصة في العراق؟كل ما يحصل من مجازر سواء باسم الشيعة او باسم السنة هو تمزيق للأمة الإسلامية، وعقلاء السنة والشيعة في بغداد يرفضون هذا الأمر، فكل من يعمل هذه الأعمال ضد الإنسانية سواء كان شيعيا أو سنيا، وكما قال الإمام الخميني مؤخرا "ذلك التسنن الذي تدعمه أمريكا شبيه بذلك التشيع الذي يصدر إلى العالم من مركز لندن".هناك توجسات في العالم العربي من مشروع إيراني توسعي، تحت غطاء المد الشيعي، الذي أصبح ظاهرا في العراق وفي سوريا ولبنان واليمن والبحرين، كيف ترد؟هذه المخاوف غير حقيقية زرعت في أذهان الناس في إطار تمزيق الأمة حتى لا يتفقوا مع إيران، فلو اتحدت إيران بقوتها الكاملة مع قدرات العرب لما كانت هناك فماذا سيحصل للكيان الصهيوني؟ فإيران لا تبيع من بترولها سوى 800 ألف برميل يوميا بسبب العقوبات وعدد سكانها 78 مليونا، وإيران رغم العقوبات إلا أنها وصلت إلى الفضاء أربع مرات ولديها اكتفاء ذاتي في الطاقة النووية وكل التقنيات العلمية تدرس في إيران وبعض الدول الغربية ترسل طلابها لدراسة تخصصات علمية في إيران مثل "النانوتكنولوجي" (علم الوراثة والأنسجة) الموجودة في ثماني دول في العالم فقط، ومن بين 16 دولة في الصناعات الحربية، فإيران لا يراد لها أن تكون نموذجا لذا يخوفون من البعبع الشيعي.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات