38serv
قال الأستاذ نهاد عوض، المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية “كير”، في حوار لـ«الخبر”، بأن شهر رمضان يعدّ موسم لقاء اجتماعي وروحي في الولايات المتحدة، وفرصة لغير المسلمين لتذوّق معنى الصّيام والتعرّف على شعائر المسلمين.كيف تصف للقارئ الكريم واقع المجتمع المسلم في الولايات المتحدة في شهر رمضان؟ في شهر رمضان ينشط المسلمون في الولايات المتحدة كغيرهم حول العالم، لكن شهر رمضان له خصوصية كبيرة لأنّه يعتبر موسم لقاء اجتماعي وروحي، وأيضًا هو فرصة لغير المسلمين ليتذوّقوا معنى الصّوم، ومعظم المراكز الإسلامية تجري اليوم المفتوح والإفطارات الجماعية، وأيضًا الكثير من المؤسسات الرسمية وحتّى الشّركات التجارية تقيم حفل إفطار خاص تكريمًا للمسلمين في مدنهم، تأسيًا بما قام به البيت الأبيض قبل سنوات، وهذا كاحتفاء بالمسلمين واعتراف بالمسلمين وتكريم لهم وإرسال صورة واضحة للمسلمين الأمريكيين بأنّهم جزء من النّسيج الأمريكي، وهي مناسبة للتعرّف على شعائر المسلمين. بالإضافة إلى أنّ صلوات التّراويح تكتظ كما هي بلاد العالم الإسلامي، وتعتبر من أقوى الرّوابط الإسلامية. وتنشط القضايا الإسلامية في شهر رمضان كذلك، فهو موسم ينتظره المسلمون كلّ سنة لأنّه لديهم برامج مكثّفة على المستوى الرّوحي وعلى المستوى الاجتماعي وحتّى على المستوى السياسي.وماذا بشأن اللّحم الحلال، هل يزداد الطلب عليه في رمضان؟ فكرة الحلال في أمريكا فكرة مرنة، فهناك جزء من الجالية المسلمة تعتقد شرعًا أنّهم لا يأكلون إلا ما يذبحه المسلمون، لكن أيضًا هناك فتاوى وهناك أيضًا أبحاث علمية تقول إنّ اللحوم المتوفرة في الأسواق الأمريكية هي حلال ويستهلكها المسلمون كما يستهلكها غيرهم.ما مدى مساهمتكم في تشكيل رأي عام لإنصاف الإسلام في الولايات المتحدة؟ في الواقع مؤسسة “كير” تعتبر من أنشط المؤسسات على السّاحة الأمريكية بكافة المقاييس الأمريكية، لدينا 47 متحدّثا رسميا باسم “كير”، وقد تكون من الأنشط على المستوى الدولي، لأنّها تتمتّع بسمعة دولية وخصوصًا بين المسلمين من الأقليات. فمن خلال زيارتي إلى فرنسا، التقيت مع المسلمين من روسيا وفنلندا ونيوزيلندا ومن دول أوروبية كثيرة منها بريطانيا وألمانيا وبلجيكا، ومعظمهم يعرف عن “كير” ويريد أن يكون هناك نموذج مطبّق في بلادهم مثلها، وهذا يشرّفنا أن “كير” لديها سمعة دولية وكبيرة كنموذج ناجح.ولا يوجد على مستوى أمريكا من هم بهذه الكفاءة وقادرون على التحدث إلى وسائل الإعلام المحلية والوطنية وحتّى الدولية، وهذا له مساهمة كبيرة في إيضاح الوجه الإنساني للإسلام والمسلمين. وهؤلاء المتحدّثون الرسميون لا يمثّلون أطياف اللّون الإسلامي فحسب، بل حتّى الأمريكي، فهناك الأسود والأبيض والمهاجر والمقيم والمرأة والرّجل وصاحب المظهر الإسلامي والمظهر التّقليدي والشّباب، بمعنى آخر أنّه عندما يخرج متحدّث باسم “كير” على محطّة التلفاز يشعر المسلمون بفخر لأنّه يتحدّث بمنطق قويّ ومقنع وباعتزاز عن الإسلام وبالانتماء إلى الوطن، وأيضًا بالانتماء إلى القيم الإنسانية، ومن هنا نحن مطمئنون وواثقون بأنّ خطابنا الأمريكي الإسلامي هو الخطاب الصّحيح الّذي تحتاجه الولايات المتحدة ويحتاجه العالم اليوم.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات