“أطراف تريد القفز على المساعي الجزائرية بنقل الحوار إلى المغرب”

+ -

 أعلن حزب العدالة والبناء الليبي رفضه المشاركة في جولة للحوار بين أطراف الأزمة الداخلية، مرتقبة في المغرب الخميس المقبل. وقال قياديان بالحزب الإسلامي إنهما يفضلان الرعاية الجزائرية للحوار بين الليبيين “لأن الجزائر أقرب إلينا، ولأن موقفها من التدخل الأجنبي في ليبيا مشرَف”.وذكر رئيس الدائرة السياسية بالحزب، صالح المسماري، في اتصال مع “الخبر”، بخصوص حضور بعض الأطراف الليبية اجتماع الرباط المرتقب، أن حزبه “يدعم الحوار بين كل الأطراف من حيث المبدأ، ويدعو إلى التغاضي عن الحساسيات والمشاكل الشخصية مراعاة لمصلحة الوطن”. وقال إن “محاولات نقل الحوار من ليبيا إلى المغرب قد تكون بطلب من الأمم المتحدة، بغرض تفادي أي مشاكل بسبب الوضع الأمني المتردي في الداخل”.وأوضح المسماري أن حزب العدالة، المحسوب على تيار الإخوان، برئاسة محمد صوان، “يرحب بمساعي الحوار من أي جهة جاءت، ولكننا كنا نتمنى أن يستمر المسعى الجزائري بغض النظر عن رعاية الحوار من طرف الأمم المتحدة”. وعن تفسيره دخول المغرب على خط المساعي الجزائرية، قال القيادي الإسلامي: “لم نتلق دعوة للحوار من طرف المغرب ولم نستشر في مكان إجرائه، وقراءتي لهذا الموضوع أن الأمم المتحدة ربما اضطرت إلى نقل الحوار خارج ليبيا، بسبب الاضطرابات الأمنية في البلاد. ولكن رأينا في الحزب أن الجزائر هي الأنسب لهذه المهمة لأنها الأقرب جغرافيا لليبيا، ولأن الجزائريين يعرفون تفاصيل الأزمة في بلادنا أكثر من غيرهم”.وأضاف المسماري أن حزبه “يشيد بدور الجزائر في الجهود المبذولة لحل أزمة البلد، وبحرصها على فرض احترام السيادة الليبية وإبعاد التدخل الأجنبي عنها.. إنه موقف تاريخي للجزائر”. وتابع حول الدور المغربي الجديد في الأزمة: “ليس لدينا كامل التفاصيل عن المبادرة المغربية، ولكننا نلاحظ أن أطرافا تحاول القفز على المبادرة الجزائرية بنقل الحوار إلى المغرب”. وقال عبد السلام جويد، مدير المكتب الإعلامي للحزب، في اتصال هاتفي مع “الخبر”، إن “العدالة والبناء دفع الأطراف التي تريد الحوار، منذ البداية، إلى تبني الطرح الجزائري، وكان ذلك موقفا مبدئيا منا، حتى لو أننا لم نطلع على تفاصيل المبادرة الجزائرية. فقد شعرنا بأن الجزائريين متحمسون لحل أزمتنا وحريصون على أن يأتي الحل من الليبيين، عن طريق التوافق فيما بينهم وبمنأى عن التدخل الأجنبي”. وأبدى جويد استغرابا لوجود مسعى جديد يتعلق بنقل الحوار إلى المغرب بعدما كان مطروحا أن يجري في ليبيا أو الجزائر.وقد أعلن أعضاء من المؤتمر الوطني العام بطبرق (شرق) المنتهية ولايته، مشاركتهم في جولة الحوار بالمغرب. فيما قال أعضاء آخرون إنهم غير معنيين بالمسألة. وذكر أعضاء بمجلس النواب (البرلمان) المنتخب في طبرق أيضا، انخراطهم في المبادرة المغربية. أما رئيسه عقيلة صالح قويدر، فأظهر عدم اهتمام بجولة الخميس. أما جزائريا، فالسلطات تشتم من وراء “الحركة” التي تقوم بها الرباط، رائحة مناورة فرنسية أمريكية لتمكين المغرب من أداء دور إقليمي، يفلت منها منذ سنوات، وسحب البساط من تحت أرجل الجزائريين، لفائدة المغاربة، بخصوص البحث عن حلول في ليبيا.يشار إلى أن المبادرة المغربية ترعاها، في الظاهر، مؤسسة “أنا ليند.. الشبكة المغربية” التي يقودها أندري أزولاي، مستشار الملك محمد السادس. ووجهت المؤسسة، التي تلعب دور جماعة ضاغطة لمصلحة الرباط، الدعوة إلى لجنة الحوار ببرلمان طبرق المنتخب وإلى المؤتمر الوطني العام المدعوم من طرف مليشيات “فجر ليبيا”. وجمع بين البرلمانيين المتنافسين محادثات غير رسمية في 11 فيفري الجاري، بغدامس جنوبي البلاد، تحت إشراف برناردينو ليون، رئيس بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا. غير أن اللقاء لم يتمخض عنه أي شيء في اتجاه حل الصراع الداخلي.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: