38serv
قبل سنتين، دفع تأثر عماد بن شني ببرنامج “ساف” الفرنسي لاستلهام فكرة برنامج “ألو وي” وتطويره بطريقة تكون أقرب إلى الجمهور الجزائري، اعتمادا على شخصيات من عمق المجتمع، ومن سياسيين ومشاهير، فكانت اللمسة الخاصة المميزة التي قدمها رفقة الممثلين محمد خساني ونسيم حدوش في عشر دقائق من الفكاهة اليومية، كانت كافية لتقديم لحظات من الكوميديا المميزة.ما يميز فريق “ألو وي” روح الشباب، فأبطال هذه الحلقة اليومية التي لا تتعدى مدتها الـ10 دقائق، هم ممن لم تتلوث أفكارهم بخطاب المصالح الخاصة، ولا بأهداف ضيقة، فقد حمل كل من عماد بن شني، نسيم حدوش ومحمد خساني، قبل نحو خمس سنوات، حقائبهم وأحلامهم إلى العاصمة بحثا عن فرصة لتحقيق ذاتهم، إيمانهم بموهبتم وصبرهم جعلهم ينجحون في الوصول إلى قلوب الجزائريين الذين يتابعون البرنامج بشكل دائم.يعملون بروح الصداقة، فنسيم حدوش هو بالنسبة للمخرج عماد بن شني صديق ورفيق مهنة الفن، تناقشا طويلا قبل أن يقررا إدراج اسم صديقهم الثالث في حصة “ألو وي”، الممثل محمد خساني، وذلك تقديرا لأدائه الفني وموهبته في أدوار سجلت بصمتها لدى المشاهد الجزائري، وقد زادهم عزيمة إيمان قناة “الخبر” “كاي بي سي” بالمشروع.مسيرة البرنامج أزعجت السلطة مؤخرا ودفعت بسلطة الضبط إلى توجيه إنذار إلى قناة “الخبر”، احتجاجا على برنامج “ألو وي” لما رأت فيه من جرأة سياسية وتجاوز لما يعتقد النظام أنها خطوط حمراء، لكنها في المقابل وجدت ترحيبا كبيرا لدى الجمهور، المجتمع والشعب الذي عشق قناعات فريق “ألو وي” وآمن بمشروعهم الفني، كيف لا والمخرج عماد بن شني قد نجح في الوصول إلى العدد 200 من البرنامج، في عمل دؤوب يواكب الأحداث ويسخر إلى حد البكاء أحيانا من المشهد السياسي والاجتماعي الذي تعيشه الجزائر وقد عشش الفساد، الفقر، البيروقراطية وغاب الحكم الراشد. ماهية البرنامج التي تعتمد أساسا على الجرأة وحرية التعبير، يصفها مخرج العمل عماد بن شني بالنضال الذي يحتكم إلى إيمان الفريق الدائم بأن هذا الوطن يستحق الأفضل، بأن هذا البلد الذي ضحى من أجله مليون ونصف المليون شهيد، يحتاج اليوم إلى مراجعة مع الذات، يحتاج إلى كشف زيف الخطاب السياسي للأحزاب، وتسليط الضوء على الحقائق.برنامج “ألو وي” كسر الطابوهات وعالج ظاهرة الإحباط الذي ينخر المواطن كل يوم في خطاب السلطة الوهمي، وتطرق لظاهرة العنف والعلاقات الأسرية، وتساءل لماذا كل هذا السواد في الجزائر البيضاء؟ من يؤجج الطائفية في غرداية ويصنع من الدين أداة للعنف؟ كلها أسئلة جوهرية يقدمها برنامج “ألو وي” في ثوب المدافع عن القيم والمبادئ التي تبني المجتمع.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات