38serv
خلف قرار الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، إقرار حالة الطوارئ في البلاد انقساما في المكوّن السياسي والمجتمعي، ففيما اعتبر طرف أن القرار ضروري استدعته الظروف الأمنية التي تلت الهجوم الإرهابي في سوسة، رأى طرف آخر أن القرار جاء في توقيت غير مناسب، ومن شأنه أن يعطي الانطباع بوضع خطر في البلد، ويقضي على كل أمل في إنقاذ الموسم السياحي في تونس. نفت حركة النهضة أن يكون الرئيس السبسي قد أطلع رئيس الحركة، راشد الغنوشي، على قرار حالة الطوارئ، خلال اللقاء الذي جمعهما قبل أيام، واعتبرت حركة النهضة في بيان لها أن القرار من صميم صلاحيات رئيس الجمهورية وتفهمت موقفه، وقال العضو القيادي في الحركة، نور الدين العرباوي، أن الرئيس السبسي لم يتشاور مع الحركة فيما يتعلق بإعلان حالة الطوارئ، وقال الأمين العام لحزب نداء تونس الحاكم، محسن مرزوق، إن نداء تونس يدعم قرار الرئيس السبسي، وأن حزبه سيفي بكل الوعود التي قطعها خلال الانتخابات، فيما قال المتحدث باسم الحركة الشعبية، حمة الهمامي، إن الرئيس والحكومة التونسية يحاولان استغلال حالة الطوارئ، لإجبار التنظيمات النقابية على الالتزام بهدنة اجتماعية والحد من الإضرابات والمطالبات الاجتماعية، وكذا إنهاء ما وصفه الرئيس السبسي بحالة العصيان المدني في مدن الجنوب.ردود الفعل الشعبية والإعلامية تراوحت بين متفهم للقرار، بالنظر إلى الظروف الأمنية التي تمر بها تونس، لكن جزءا من المكوّن المجتمعي والسياسي والشعبي اعتبر أن قرار إعلان حالة الطوارئ جاء في توقيت غير مناسب، باعتبار أنه يزيد من المخاوف لدى المتعاملين في قطاع السياحة خاصة، بشأن المجيء إلى تونس، واعتبروا أن إعلان حالة الطوارئ يعني أن الوضع في البلاد في حالة حرجة، لا يتيح إبقاءها كوجهة سياحية بالنسبة للسياح الأجانب.لكن أكثر الانتقادات لقرار إعلان حالة الطوارئ، كانت موجهة إلى الكلمة التي ألقاها الرئيس السبسي، خاصة فيما يتعلق بتصريحه بأن عملية إرهابية أخرى كتلك التي حدثت في سوسة، تعني انهيار الدولة، وإعلانه أن الدستور التونسي التوافقي، بعيد عن أي مرجعية إسلامية أو دينية، إضافة إلى انتقادات لعدم اعتماده الخطاب الوثيقة في مثل هذه الحالات. أكثر المخاوف جاءت من الفاعلين في قطاع السياحة، إذ عّبر مسؤولون في القطاع ومديرو مؤسسات سياحية عن تخوفهم من أن يسهم قرار إعلان حالة الطوارئ، والمخاوف من انهيار الدولة التي عبّر عنها السبسي، في رسم صورة الدولة الهشة لدى المتعاملين الأجانب في قطاع السياحة، ما يعني انهيار موسم السياحة لهذا العام 2015، الذي يعد، حسب الخبراء، أصعب سنة اقتصادية على تونس.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات