38serv
جاء في حديث أبي بكرة نفيع بن الحارث الثقفي رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم سأل في حجّة الوداع “أيّ شهر هذا”؟، قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتّى ظنّنا أنّ سيسمّيه بغير اسمه، فقال: “أليس ذا الحجّة”؟، قلنا: بلى!، قال: “أيّ بلد هذا”؟، قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتّى ظنّنا أنّه سيسمّيه بغير اسمه، فقال: “أليس البلدة الحرام”؟، قلنا: بلى!، قال: “فأيّ يوم هذا”؟، قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتّى ظنّنا أنّه سيسمّيه بغير اسمه، فقال: “أليس يوم النّحر”؟، قلنا: بلى!.. إلخ. ثمّ قال: “أيّها النّاس إنّ دماءَكُم وأموالكم حرام عليكم كحُرمَة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا”.فهذه صورة من الأدب ومن التحرّج ومن التّقوى الّتي انتهى إليها المسلمون بعد سماعهم ذلك النّداء وذلك التّوجيه.وأدبهم مع نبيّهم في الحديث والخطاب وتوقيرهم له في قلوبهم توقيرًا ينعكس على نبراتهم وأصواتهم ويميّز شخص رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بينهم ويميّز مجلسه فيهم والله يدعوهم إليه بذلك النّداء الحبيب ويحذّرهم من مخالفة ذلك التّحذير الرّهيب: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلاَ تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تَشْعُرُون} الحُجُرَات:02. قال الإمام أحمد: حدثنا هاشم حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لمّا نزلت هذه الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ..إلى قوله.. وَأَنْتُمْ لاَ تَشْعُرُون} الحجرات:02، وكان ثابت بن قيس بن الشماص رفيع الصّوت فقال: أنا الّذي كنتُ أرفع صوتي على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنا من أهل النّار، حبِط عملي.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات