اغتيلت الناشطة بحركة “تنوير” الليبية، انتصار الحصائري، من قبل مجهولين رميا بالرصاص، في الساعات الأولى من صباح أمس بالعاصمة طرابلس، ثم وضعت جثتها داخل الصندوق الخلفي لسيارة كانت مركونة في الشارع. ولم تكن الناشطة انتصار حصائري الضحية الوحيدة، حيث اغتيلت أيضا عمتها المسنة، حسب مصادر أمنية ذكرت أن اكتشاف الجثتين جاء بعد تلقي مكالمة هاتفية تفيد بوجود سيارة مركونة بضواحي العاصمة طرابلس. ويأتي اغتيال الناشطة السياسية عقب موقفها الذي نددت فيه بتفجيرات القبة شرق ليبيا، وأعلنت تضامنها مع عائلات الضحايا. وقبل حادثة الاغتيال، كانت الحصائري، وهي مختصة في القانون الدولي، قد نشرت في صفحتها على فايسبوك ما يلي “خاطري نبدأ من جديد في كل شيء عدا 4 أمور.. دراستي وأمي وعمتي والشخص اللي اخترته شريك حياتي.. الباقي كل شيء وأي شيء من جديد”، دون أن تعلم أن الموت سابق الزمن واختطفها رفقة عمتها لتلتقي بوالدتها في الدار الأخرى، وأنها ستبدأ حياة جديدة لكن في غير دنيا ليبيا التي أضحت المشاهد الدموية جزءا من يومياتها. ولطالما تألمت انتصار حصائري التي كانت عضوا في تحالف القوى الوطنية، لمشاهد زهق الأرواح وسفك الدماء، ومن بين ما كتبته على صفحتها “أيا ليت دماء كل هؤلاء الشباب والعائلات والبيوت كانت ثمنا لاستقرار نتحسسه رويدا رويدا، ولكن كل تلك الجثت الطاهرة الزكية الندية الشابة ليست إلا طريقا ممهدة ليتمطي عليها المتبجحون”، ليضاف دمها إلى أولئك الذين تحدثت عنهم، كما قالت “لن تتوقف الحياة.. هناك من يسبق في المضي نحو نهايته”. وقد سبق حادثة اغتيال انتصار الحصائري سلسلة اغتيالات تشهدها ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي، واستهدفت شخصيات ونشطاء، بينهم زينب عبد الكريم زوجة مدير أمن بنغازي سابقا السيد الدرسي (الذي اغتيل هو الآخر) لما كانت رفقة أبنائها في السيارة، كما اغتيلت سارة الديب التي لم يتجاوز عمرها 23 سنة عندما كانت تستقل سيارتها بحي الأندلس في طرابلس، وفريحة البركاوي (عضو مستقيل من المؤتمر الوطني) التي اغتيلت هي الأخرى في سيارتها في مدينة درنة شرقي ليبيا، والناشطة والحقوقية سلوى بوقعقيص المغتالة في منزلها ببنغازي، والصحفية نصيب ميلود كرفانة التي ذبحت في مدينة سبها.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات