38serv
خرج الإيرانيون إلى الشارع للاحتفال بالتوقيع على الاتفاق على البرنامج النووي الإيراني، في وقت رحبت معظم الدول بالاتفاق “التاريخي” الذي أبرم أول أمس بين الدول العظمى مع إيران على ملفها النووي، من لندن إلى واشنطن مرورا بباريس، باستثناء كندا التي انتقدت الاتفاق. برز التحفظ السعودي الذي يرى في عودة طهران إلى أحضان المجموعة الدولية تشجيعا للمد الشيعي في المنطقة، خاصة إذا سويت العلاقات مع الغرب. وجاءت في بيان سعودي رسمي الدعوة إلى “استمرار العقوبات المفروضة على إيران بسبب دعمها للإرهاب وانتهاكها للاتفاقيات والمعاهدات الدولية المتعلقة بالتسليح”. فيما رحبت دول خليجية مثل الكويت والإمارات بالاتفاق.وكان الموقف الإسرائيلي هستيريا إلى درجة أن الوزير الأول بنيامين نتانياهو قال إن “الخيار العسكري ما زال على الطاولة”. وسوف يتبين في 10 سنوات القادمة مدى تأثير اللوبيات اليهودية التي خسرت أولى معركة، إن كانت قادرة على إدارة الحرب لصالحها.في الوقت الراهن، يحتفل الإيرانيون بالفوز الذي حققه مفاوضوهم مع الدول الكبرى في وضع المنشآت النووية في منأى عن التفكك الذي لحق بمنشآت دول الجوار في وقت سابق. فبالنسبة للإيرانيين، الاتفاق يشبه حالة تحرر جديدة للاقتصاد والحضور في المحافل الدولية واسترجاع الأموال التي كانت محتجزة عند الغرب، إضافة إلى العودة إلى سوق النفط، وكذا انتعاش اقتصاد كان على حافة الانهيار.أما بالنسبة للدول الغربية التي كانت تدير ظهرها لإيران، فيمثل هذا البلد سوقا بـ80 مليون زبون ومساحة استثمار كبيرة. ولم ينتظر رجال أعمال فرنسيون التوقيع على الاتفاق لزيارة طهران وتقديم خدماتهم ومشاريعهم، حيث تنقل ممثلو 100 شركة فرنسية في بداية السنة إلى إيران. كما أعلن وزير الخارجية فرانسوا فابيوس أنه سيزور طهران قريبا. وتراهن فرنسا على صناعة السيارات، وقد دخلت شركة “بيجو ستروان” في مفاوضات متقدمة لإقامة مصنع سيارات بإيران، لتترك مجالات الطاقة والطيران والتكنولوجيا الجديدة للولايات المتحدة بسبب مواقفها المتشددة خلال مرحلة التفاوض.بينما قال وزير الطاقة الباكستاني إن الاتفاق سيعطي انطلاقة جدية لأنبوب الغاز الذي يبلغ طوله 1880 كم، والرابط بين البلدين. وقد انتهت الأعمال من جهة إيران في 2013، بينما تماطلت باكستان بسبب العقوبات.يشار أيضا إلى أن الصين وكوريا الجنوبية ودول أوروبية مثل ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا لم تغادر السوق الإيرانية رغم العقوبات الأوروبية التي صدرت منذ 3 سنوات ضد إيران. ويبقى الحضور الروسي غامضا نظرا للدعم الذي قدمه لافروف للوفد الإيراني في التفاوض.في مجال الطاقة أيضا شرع ممثلو “شال”، العملاق النفطي البريطاني الهولندي، في مفاوضات مع الطرف الإيراني، كما فعلت شركة “إيني” الإيطالية، في انتظار تجسيد الصفقات في بلد يمتلك المرتبة الرابعة عالميا من حيث مخزون النفط.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات