38serv
صدرت بالدوحة الترجمة العربية لكتاب إيدوي بلينال “من أجل المسلمين”، انتقد فيه التوجهات المتطرفة في فرنسا التي تريد تحويل الديانة الإسلامية إلى كبش فداء جديد، ودان المثقفين الفرنسيين الذين يخلطون عمدا بين الإسلام والإرهاب، وهم تحت وطأة خلفيات أيديولوجية مغرضة. تحدث الكاتب الصحفي إيدوي بلينال في كتابه الصادر السنة الماضية عن منشورات “لاديكوفرت”، وصدرت ترجمته العربية حديثا بقطر عن منشورات مجلة “الدوحة”، عن الرقابة التي تمارسها وسائل الإعلام الفرنسية ضد الكتابات التي تحاول تقديم الإسلام في صورته الحقيقية.وتناول بلينال في كتابه الذي يثير حاليا جدلا كبيرا وسط المثقفين ووسائل الإعلام الفرنسية التي استنكرت محتواه، واقع الإسلام في فرنسا من زاوية ما أسماه “الاستخفاف الثقافي”، وذكر قراءه بعبارة مماثلة كانت تتردد في أوساط المثقفين الفرنسيين، وهي “توجد في فرنسا مشكلة يهودية”، التي انتهت بمحرقة أودت بحياة ملايين اليهود.واعتبر بلينال أنه من واجبه الوقوف مع المسلمين الذين أصبحوا بمثابة كبش فداء ومشجب تعلق عليهم جميع المشاكل. ويرى مؤسس صحيفة “ميديا بارت” الإلكترونية أن الأمر لا يتعلق بالتضامن مع المسلمين فقط، بل بمسألة الوفاء للقيم الفرنسية.وقد استلهم بلينال كتابه من مقال ألفه الروائي ايميل زولا سنة 1896 بعنوان “من أجل اليهود”، أبدى من خلاله موقفا مساندا للجالية اليهودية التي تعرضت لأبشع أنواع التحقير والتهديد عقب قضية “دريفوس الشهيرة”، وهي صراع اجتماعي وسياسي حدث في نهاية القرن التاسع عشر في عهد الجمهورية الفرنسية الثالثة. اتهم في هذه القضية النقيب ألفريد دريفوس، وهو فرنسي الجنسية يهودي الديانة، بالخيانة والعمالة لصالح الألمان.وجاء في كتاب بلينال أن اليهود كانوا محل اتهام بأنهم يشكلون أمة داخل الأمة الفرنسية، تماما مثلما يُتهم المسلمون اليوم بأنهم غير قابلين للاندماج في الأمة الفرنسية.ودافع بلينال في كتابه عن فكرة الجمهورية التالية: “من خلال الاعتراف بالأقليات يتم تحقيق ديمقراطية فعالة تقوم على التنوع والتعدد والثراء”. ومثل هذه الخطابات ترفضها وسائل الإعلام الفرنسية رفضا تاما، وتمارس التعتيم على أصحابها، مثلما فعلت مع إيدوي بلينال.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات