38serv
مجموعة من المواطنين الساكنين بولاية بومرداس يشتكون من جارهم الّذي بنى مسكنه فوق قنوات المياه الصالحة للشّرب، ما أدّى إلى حرمانهم منها منذ 3 سنوات، فهل من نصيحة توجَّه لهذا الجار؟ للجوار في الإسلام حقوق وآداب يجب على كلّ متجاورين بذلها لجاره وإعطاؤها له كاملة، وذلك لقوله تعالى: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الجُنُبِ}، وقول الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: “ما زال جبريل يوصيني بالجار حتّى ظننتُ أنّه سَيُورِّثُه”، وقوله صلّى الله عليه وسلّم: “مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخِر فليُكرم جارَه” رواه مسلم.ومن حقوق الجار على جاره أن لا يؤذيه بأيّ نوع من الأذى القولي أو الفعلي أو المعنوي، لقول الرّسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم: “مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخِر فلا يؤذ جارَه” رواه البخاري ومسلم، وقوله صلّى الله عليه وسلّم: “واللهِ لا يؤمن، واللهِ لا يؤمن، فقيل له: مَن هو يا رسول الله؟ فقال: “الّذي لا يأمَن جارُه بوائِقَه” رواه البخاري.وقوله صلّى الله عليه وسلّم عن المرأة الّتي قيل له إنّها تصوم النّهار وتقوم اللّيل لكنّها تؤذي جيرانها بلسانها: “هي في النّار”.ومن آداب الجِوار في الإسلام: الإحسان إلى الجار وإعانته إذا طلب المعونَة، وعيادته إذا مَرِض، وتهنئته إذا فرح، وتعزيته والوقوف معه إذا أصيب بمصيبة، ولِين الكلام معه، والصّفح عن زلاّته، وعدم التطلّع إلى عوراته والتّجسس عليه، وعدم مضايقته في بناء أو مَمَرّ أو نافذة وعدم أذيته بقذر أو وسخ يرميه أمام منزله، وإكرامه بإسداء المعروف والخير إليه لقوله صلّى الله عليه وسلّم: “يا نساء المسلمات لا تَحقِرَنَّ جارة لجارتها ولو فرسن شاة” رواه البخاري ومسلم. وقوله صلّى الله عليه وسلّم لأبي ذرّ رضي الله عنه: “يا أبا ذَرّ إذا طبخْتَ مرقةً فأكثِر ماءَها وتعاهد جيرانك” رواه مسلم. وقوله صلّى الله عليه وسلّم لعائشة رضي الله عنها لمّا قالت له إنّ لي جارين، فإلى أيّهما أُهدي؟ قال: “إلى أقربهما منك بابًا” رواه البخاري.ومن صور حُسن الجِوار أن لا يمنع المسلم جارَه من أن يضع خشبة في جداره، وأن لا يبيع أو يؤجّر ما يتّصل به أو يقرب منه حتّى يعرض عليه ذلك ويستشيره لقول الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: “مَن كان له جار في حائط وشريك فلا يبِعْه حتّى يعرضه عليه”.وإذا ابتُلي المسلم بجار سوء كما في السّؤال فليصبر عليه، فقد جاء رجل إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يشكو جارَه، فقال: “اذهَب فاصبر”، فأتاه مرّتين أو ثلاثًا فقال له النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم “اطرحْ متاعَك في الطّريق”، فطرحه، فجعل النّاس يمرّون به ويقولون مالك؟ قيقول: آذاني جاره، فيلعنون جارَه، حتّى جاءه جارُه وقال له: رُدَّ متاعَك إلى منزلك فإنّي والله لا أعود. والله الموفق.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات