38serv
بعث المهدي إلى صالح المرّي، قال صالح: فلمّا دخلتُ عليه قلتُ: يا أمير المؤمنين، احمل لله ما أكلمك به اليوم، فإنّ أولى النّاس بالله أحملهم لغلظة النّصيحة فيه، وجدير بمَن له قرابة برسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن يرث أخلاقه ويأتمّ بهديه، وقد ورثك الله من فهم العلم وإنارة الحجّة ميراثًا قطع به عذرك، فمهما ادّعيت من حجّة أو ركبت من شبهة لم يصحّ لك فيها برهان من الله، حلّ بك من سخط الله بقدر ما تجاهلته من العلم أو أقدمت عليه من شبهة الباطل. واعلم أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خصم من خالف أمّته، يبتزّها أحكامها، ومَن كان محمّد صلّى الله عليه وسلّم خصمه كان الله خصمه، فأعِد لمخاصمة الله ومخاصمة رسوله حججًا تضمن لك النّجاة، أو استسلم للهلكة.
واعلم أنّ أبطأ الصّرعى نهضة صريع الهوى، وأنّ أثبت النّاس قدمًا يوم القيامة آخذهم بكتاب الله وسنّة نبيّه صلّى الله عليه وسلّم، فمثلك لا يكابر بتجديد المعصية ولكن تمثل له الإساءة إحسانًا، ويشهد عليه خونة العلماء وبهذه الحبالة تصيّدت الدّنيا نظراءك، فأحسن الحمل فقد أحسنت إليك الأداء.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات