+ -

 إن اندلاع ما سمي بالثورة في بداية شهر جانفي 2011 في القطر التونسي الشقيق، فجَّر عدة تناقضات، وفتح أبوابا كثيرة للأحلام التي سرعان ما تبخرت، وبعد غلق كل البوابات التي حاول فتحها شباب غير واع ومجموعات تجاهلت أو أجهلت قوانين الثورة ومبادئها، وهي رهيبة لا ترحم فصفق أعداء الفقراء وصفق كذلك المستعطفون إزاء هذه “الثورة” أو هذه “المعجزة”.

ذلك أن هذه الانتفاضة تجاهلت أو أجهلت كل العناصر الخاصة بمعرفة ميكانيزمات الثورة كتشكيلة اجتماعية، لأجل إضاءة التناقضات الموجودة في فترة معينة في تاريخ الشعب التونسي، والملموسة، بين التعبير والأفكار المنتمية إلى الفصائل الطبقية ومصالحها الواقعية. لذا يمكن القول إن العرض التاريخي لا يمكن له الاستغناء عن بعض العناصر الخاصة بتحليل الموضوع، يهتم أولا وقبل كل شيء بالبيئة الاجتماعية الموثوقة بالبنية الذهنية، وهي في الحقيقة متحجرة ورجعية عند الإنسان التونسي (كما هو الحال بالنسبة لكل الرجال العرب عامة) لمجتمع معين (أي البنية الذهنية الجماعية بما فيها الشعوري واللاشعوري)، لأن البحث النظري لا يستطيع الاستغناء عن الشكل التاريخي العام الخاص بتونس. فالسؤال المطروح عندئذ هو كالتالي “ما الذي يتسم بالأولوية في تفهم المسلسل الثوري؟” ذلك أن الثورة تتطلب دراسة عميقة وطويلة جدا، حتى يتمكن من يريد تفجيرها من ذلك، أي أنها (الثورة) تريد دائما وتحتاج دوما إلى إنجاز نظرية عن منسق أو مجمع مبنيين.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات