"لجنة تحكيم المسرح المحترف أهانت كاتب ياسين وعلولة"

38serv

+ -

 يقف المخرج المسرحي محمد شرشال، بعد حوالي 35 سنة من العمل المسرحي، غاضبا ساخطا على الأوضاع التي آلى إليها المسرح الجزائري، محملا في حوار لـ«الخبر” الإدارة المسؤولية الكبرى في “عزلة المسرح عن الجمهور”، كما ينتقد لجنة تحكيم مخرجان المسرح المحترف ويدق ناقوس الخطر للعنف الذي بات يستشري المجتمع.هذا العرض رقم 15 لمسرحية “الهايشة“ في المسرح الوطني، لماذا هذا العنوان؟ من المفروض أن يكون العنوان دعائيا، يثير اهتمام وفضول الجمهور لكي يأتي لمشاهدة العرض، لكن العنوان ليس اعتباطيا فهو يوحي للهدف الأسمى للمسرحية، وهي معاناة الإنسان في مجتمع حيواني، وفي التراث الشعبي الجزائري يعني انتقاد التصرف وهذا ما أخذته في العمل لأنني أنتقد تصرفات أشخاص معينين. وبالنسبة للنص الأصلي فالعنوان يعكس تحول الشخصيات إلى وحوش؛ بشكل عام أريد انتقاد التصرفات التي تجعلنا نتحول إلى ما يطلق عليه في العامية “هايشة”.لماذا اخترت الاقتباس؟ لأنني آمنت بالأفكار التي يحملها هذا النص وذهبت إلى أبعد من ذلك، لأن يونسكو في نصه الأصلي يعالج مسألة الشمولية وكان يحكي عن مرحلة صعود النازية ولكن بالنسبة لي قمت بنقد اجتماعي لتصرفات المجتمع الذي يجنح إلى تصرفات سيئة من العنف اللفظي والجسدي؛ قمت بعملية انقلاب على النص الأصلي، لأن الفن هو محاكاة لواقع معين، لأنني لمست ظاهرة العنف في المجتمع الجزائري، وهذه الظاهرة هي التي دفعتني لأخذ موقف لأدعو المجتمع الجزائري لكي يعود إلى إنسانيته وأن يترك الظواهر المستعملة باسم الدين والمنصب السياسي.بالعودة إلى عملك مع المسرح الوطني، فهو أيضا يعيش هذا العنف فهو يعاني التهميش والعزلة عن الجمهور. كيف وجدت المسرح الوطني وأنت تعود إليه بعمل “فن الكوميديا” ثم “الهايشة”؟ أنا متأسف جدا على الممارسات التي سادت هنا لأنها لا تخدم المسرح الجزائري، وأرى أن المسرح أمام البيروقراطية هو في خطر، لأن الإدارة ترفض تقديم عروض بتكلفة عالية للديكور. مديرية البرمجة لدى المسرح الوطني والمسارح الجهوية لا تزال تعمل بأساليب بدائية وهم لا يسايرون العصر. مازال أصحاب البرمجة يكتفون بـ«أفيش” عند الباب وأعتقد أن مهمتهم بحاجة إلى التطوير والإشهار للعرض. يجب جلب الجمهور؛ كل المسؤولية للإدارة في جلب الجمهور، واعتماد قنوات الإشهار المختلفة. لقد حان الأوان لإنشاء مصلحة التسويق.عدم فوز الفنان بالجائزة يجعله ناقما على لجنة التحكيم، لماذا تترشح للجوائز وما موقفك منها؟ سؤالك “فخ” وفي محله، أنا جزء من الذين كانوا ناقمين على لجنة تحكيم المسرح الوطني المحترف الأخير، قبل أن أعرض مسرحية “الهايشة” في المسرح توقعت الإقصاء، لسبب بسيط أن أعضاء لجنة التحكيم هم خصومي، فكيف تطلب من الخصم أن يكون حكما، إلا إذا كان “نبيا”. الجمهور قال كلمته في العرض وهذا ما أزعج لجنة التحكيم التي احتجت بطريقة غريبة واتهمتني بأنني “جلبت الجمهور وأنصاري كنوادي فرق القدم”. لماذا يتهمني بذلك؟ لجنة التحكيم لم تستسغ ذلك. شهد الجمهور وأطرح الأسئلة الآتية كيف لعرض “الهايشة” أن لا يترشح في جميع الجوائز إلا جائزة النص التي حزت عليها وهي جائزة لها مدلولان أولا أنني أحسن الكتابة ويجب أن أترك الإخراج واتجه إلى الكتابة، وثانيا كيف لجائزة أن تعطي جائزة أحسن نص لنص مقتبس هل أعطت الجائزة لي أم ليونسكو، وكيف للجنة التحكيم أن تعطي جائزة لي في حضور نصوص كاتب ياسين وعبد القادر علولة بهذا الشكل أهانت لجنة التحكيم هؤلاء الكتاب.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات