38serv
تعددت القراءات وتضاربت الآراء في الوصف الحالي للوضع الذي يعيشه أعضاء الجالية المسلمة بفرنسا، خاصة بعد انفجار أي حدث من الأحداث التي تحمل طابعا إرهابيا. وارتأت “الخبر” التطرق إلى الوضع من عدة زوايا بإشراك مجموعة من المفكرين والإطارات ذوي الاختصاص لطرح قراءاتهم في الموضوع، إلى جانب تسليط الضوء على أبناء الجالية المسلمة بمختلف شرائحها. أجمعت القراءات على التركيز على ثلاث نقاط جوهرية؛ بدأت بتصحيح مصطلح الجالية وكذا قضية تناول وسائل الإعلام الفرنسية للأخبار وتضخيمها، بالإضافة إلى تصاعد لهجة الخطابات السياسية العدائية ودور الساسة الفرنسيين الذين يعرقلون مسألة إدماج هؤلاء في المجتمع الفرنسي وتعمد إقصائهم وتهميشهم داخل المجتمع الفرنسي أمام تنامي الإسلاموفوبيا وانتشار التمييز والعنصرية، كما تم التأكيد على تنظيم أمور البيت الإسلامي بفرنسا مع إبراز المراتب العليا التي اعتلاها أبناء الجالية المسلمة في فرنسا اليوم، بالإضافة إلى وزن هذه الأخيرة الاقتصادي الثقيل الذي تساهم فيه داخل المجتمع، إذ يرى الخبراء الاقتصاديون أن هناك إحصائيات كشفت عن تضاعف أرقام أعمال أصحاب المراكز التجارية الفرنسية الكبرى ذات الصيت الأوروبي مؤخرا، حيث دأبت هذه المراكز خلال شهر رمضان ومواسم الأعياد على تخصيص أجنحة كاملة تعرض من خلالها كل المواد والسلع التقليدية من المنتوج العربي والإسلامي، والترويج لها مسبقا عن طريق الإشهار للفوائد التي تجنيها والأرباح التي تحققها في ظرف وقت قياسي يعوضها ربما أرقام سنة كاملة.أما شريحة أعضاء الجالية الذين تم رصد انطباعاتهم فقد تضاربت بين نظرة كل واحد من المثقفين والإطارات وطبقة العمال البسيطة، حيث لمست “الخبر” وعيا تاما بكل ما يجري وخوفا من المجهول والعزم على افتكاك مكانة مرموقة في المجتمع بالتركيز على تربية الأولاد والانفتاح على الآخر والتعريف الحقيقي للفرنسي المسلم من الأصول العربية وغيرها عند طبقة الإطارات. وعكس ذلك تماما بالنسبة لطبقة العمال التي أثبتت نجاح السياسة الفرنسية في إقصائهم وإبعادهم عن قلب الحدث، وذلك من خلال انتهاج سياسة الانغلاق المتمثلة في إسكانهم في تلك الأحياء ذات الكثافة السكانية وكسر أجنحتهم بعدم السماح لهم، بطريقة غير مباشرة، بالتفاعل مع المجتمع الفرنسي وكذا الإدلاء بآرائهم وكأنهم خارج الحلقة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات