يخبرنا سبحانه عن صفات نبيّه يحي عليه السّلام بقوله: {مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللّه وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ} آل عمران:39، تضمّنَت هذه الآية أربع صفات أُخر للنّبيّ يحي عليه السّلام:أوّل هذه الصّفات أنّه كان {مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللّه}، أي: أنّه كان مصدّقًا بأنّ عيسى عليه السّلام رسول من اللّه، فالمراد بـ(كلمة اللّه) عيسى على ما ذهب إليه جمهور المفسّرين؛ لأنّه كان يسمّى بذلك. والمعنى: أنّ يحي عليه السّلام كان مصدّقًا بعيسى عليه السّلام، ومؤمنًا بأنّه {رَسُولُ اللّه وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ} النّساء:171.ومن صفات يحي عليه السّلام، أنّه سيكون سيّدًا، أي: يفوق غيره في الشّرف والتّقوى، وعفّة النّفس، بأن يكون مالكًا لزمامها، ومسيطرًا على أهوائها وشهواتها.وثالث الصّفات أنّه كان حصورًا، بمعنى: أنّه سيكون حابسًا نفسه عن الشّهوات، معصومًا عن إتيان الفواحش والمنكرات.أمّا رابع الصّفات وذروة سنامها، فهي أنّه سيكون نبيًّا صالحًا. وهذه الصّفة بشارة ثانية لزكريا عليه السّلام، بأنّ ابنه سيكون نبيًّا من الأنبياء، الّذين اصطفاهم اللّه؛ لتبليغ رسالته إلى النّاس، ونشر دعوته.ثمّ أخبر سبحانه بعد هذه الأوصاف الجميلة عن جزاء يحي عليه السّلام على فعاله النّبيلة وخصاله الحميدة، بأنّ اللّه كتب له الأمن والأمان يوم ولادته، ويوم وفاته، ويوم بعثه. قال سفيان بن عُيَيْنَة: أوحش ما يكون الخلق في ثلاثة مواطن: يوم يولد، فيرى نفسه خارجًا ممّا كان فيه، ويوم يموت فيرى قومًا لم يكن عاينهم، ويوم يُبعَث فيرى نفسه في محشر عظيم. قال: فأكرم اللّه فيها يحي بن زكريا فخصّه بالسّلام عليه في هذه الأحوال الثّلاثة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات