38serv
عاد الجدل حول الوجبات البديلة أو الحلال داخل المطاعم المدرسية الفرنسية إلى الواجهة من جديد، خاصة بعد نظر المحكمة الإدارية لمدينة ديجون الفرنسية في الشكل في القضية، وأصدرت قرارا يقضي بأن المسألة غير عاجلة للفصل فيها، ولم تنطق المحكمة بقرارها النهائي حول وجوب أو منع هذه الوجبات، لكنها رأت من حيث الشكل إجراء استفتاء على مستوى المجلس البلدي التابع لبلدية شالون سور سون نهاية سبتمبر القادم للخروج بنتيجة.القرار الذي أسعد رئيس بلدية شالون سوسون جيل بلاتريه، ودفعه إلى التصريح علنا وعلى القنوات التلفزيونية بأن قرار المحكمة الإدارية “فوز للائكية”، خاصة أنه لأول مرة في فرنسا منذ 30 سنة يتم رفع قضية تتعلق بالوجبات البديلة أو”الحلال” على المحاكم، وتعد هذه البلدية الأولى من بين البلديات الفرنسية التي أقدمت على إجراء مماثل.كما عرف التصريح الأخير لرئيس بلدية شالون سور سون انتقادات لاذعة من قبل زملائه وكذلك الاشتراكيين الذين قالوا إنه “مساس باللائكية”، في حين توعدت رابطة الدفاع القضائي للمسلمين من جهتها، والتي تعد طرفا مدنيا في القضية، بالطعن في القرار ورفع الملف إلى أعلى مستوى من هرم الدولة، وعرضها على المجلس الدستوري إن اقتضت الضرورة.ويرى أهل الاختصاص والمحللين السياسيين أن القضية تدخل في إطار سياسي وديماغوجي لمغازلة أصوات اليمين المتطرف وجلبها إلى اليمين الفرنسي (حزب الجمهوريين) وأن المسألة لا تخرج عن نطاق المنافسة بين الحزبين للظفر بمقاعد البلدية الانتخابية، لاسيما أن رئيس البلدية المعنية من حزب الجمهوريين اليميني الفرنسي، كما أن القضية كانت قد انفجرت 6 أيام فقط قبل الدور الأول من الانتخابات الإقليمية الماضية خلال شهر مارس الفارط، حيث قرر رئيس بلدية شالون سور سون إلغاء الوجبات البديلة أو الحلال، وفرض وجبة واحدة بلحوم الخنزير على كل التلاميذ، بمن فيهم المسلمون، تحت شعار احترام اللائكية التي أصبحت ذريعة يستخدمها كل من أراد الوصول إلى مساعيه السياسية على حساب المسلمين في فرنسا.والمثير للانتباه والمهيمن على الساحة الفرنسية اليوم، هو استغراب جميع الفرنسيين، بمن فيهم رجال الساسة والمواطنون العاديون، من أن اليمين الفرنسي هو الذي جاء بهذه المبادرة التي لم تجرؤ حتى الجبهة الوطنية الفرنسية لليمين المتطرف على المباشرة فيها.ويأتي هذا التصعيد ضد المسلمين في فرنسا تتمة لما سبق أن أعلن عنه رئيس حزب الجمهوريين شخصيا نيكولا ساركوزي مؤخرا، والذي دعا “التلاميذ المسلمين إلى الذهاب للتمدرس داخل مدارس خاصة، كون مطاعم الجمهورية الفرنسية لا توزع الوجبات بالبطاقة”، وهي التصريحات الذي هزت الطبقة السياسية من الحزب الاشتراكي الحاكم وحتى مناضلي حزب الجمهوريين.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات