“اليُسر” في القرآن الكريم

 تدل مادة (يسر) في اللغة على أصلين اثنين: أحدهما: انفتاح الشّيء وخفَّته. فـ(الميسَرة) بفتح السِّين وضمّها: السَّعة والغنى. ثانيهما: اليسار لليد. يقال: تياسروا: إذ أخذوا ذات اليسار. والأجود: ياسروا. وتقول: ياسر بأصحابك، أي: خذ بهم يسارًا.ورد لفظ (اليسر) في القرآن الكريم في واحد وأربعين موضعًا، خلا لفظ (الميسر)، وقد ورد في خمسة عشر موضعًا بصيغة (الفعل)، من ذلك قوله تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ} القمر:17، وورد بصيغة (الاسم) في ستة وعشرين موضعًا، منها قوله تعالى: {يُرِيدُ اللّه بِكُمُ الْيُسْرَ} البقرة:185.وجاء لفظ (اليسر) في القرآن الكريم على عدّة معان، هي: بمعنى (هيّن)، ومثاله قوله سبحانه {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّه يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللّه يَسِيرٌ} الحجّ:70. وبمعنى (الخفيِّ)، ومثاله قوله سبحانه {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الْظِلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا} الفرقان:45-46. وبمعنى (قليل)، كقوله سبحانه في قصّة يوسف عليه السّلام: {قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ} يوسف:65. وبمعنى (التّخفيف والتّسهيل)، قال تعالى: {يُرِيدُ اللّه بِكُمُ الْيُسْرَ} البقرة:185. وبمعنى (الرّخاء والفرج) ، مثاله قوله سبحانه {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} الشَّرح:5-6. وبمعنى (السّهل)، كقوله تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ} القمر:17. وبمعنى (العِدَة الحسنة)، ومثاله قوله تعالى: {فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا} الإسراء:28.