38serv

+ -

قال الكاتب محمد زتيلي إن كل متأمل للمشهد الثقافي والفني في قسنطينة كعاصمة للثقافة العربية، يلاحظ أن فيها فتورا عاما قد أرسى قواعده في الميدان، وبأنه لا أحد يهتم بما يجري، وبأن المواطن القسنطيني ترسخت لديه قناعة نهائية بأن أهم ما في هذه العاصمة 2015 هو طلاء العمارات وتبليط الأرصفة وتزفيت الطرق وإدخال تهيئات وتجديدات على المرافق الثقافية والفندقية.وواصل المتحدث يقول إن أصحاب المحلات وهم يتهيأون لاستقبال الضيوف العرب، ظنوا بأن الوفود ستتزاحم على أبواب متاجرهم ابتداء من 16 أفريل، حتى أن هستيريا الخوف أصابت المواطنين والرأي العام حين رأوا بأن الأشغال التي انطلقت متأخرة ووتيرة الإنجاز في ورشاتها لا تشير إلى أنها ستكون حاضرة في الموعد، فما بالك بمن ظلت منسية ولم تنطلق فيها الأشغال، كقاعات السينما وملحقات دار الثقافة بمعظم الدوائر. أما بالنسبة لما وصفه بالبرنامج ”الأسطوري”، والذي يقصد به ترميم المدينة القديمة وبعض المعالم التاريخية والدينية، فقد أكد على ترسخ القناعة اليوم لدى المواطن العادي بأن ”الترميمات المذكورة وهم كبير”.أما عن قاعة ”الزينيت”، فقال زتيلي إنها وجدت نفسها مثل طائرة جديدة لا طيار يقودها، رغم التسيير المؤقت المسند إلى الديوان الوطني للثقافة والإعلام، فقاعة ضخمة بمثل هذه وبجميع مرافقها هي مؤسسة اقتصادية ثقافية تجارية مستقلة تحتاج إلى الكثير، وهو الأمر نفسه لقصر الثقافة الذي ينتظر الحلول القانونية لكي يمارس حضوره ودوره. وأضاف المتحدث أن قسنطينة 2015 تحولت إلى مجموعة برامج غير حاضرة إلا في الأوراق، وبمنظمين مقحمين في ميادين هم بعيدون عنها، رغم تدافع المثقفين والفنانين في قسنطينة خلال التحضيرات، والذين غاب عن أغلبيتهم الإحساس بالمناسبة من حيث الأهمية الثقافية والفنية، فانسحب الفنانون والنخبة في قسنطينة وبقوا على الهامش ينتظرون انتهاء ”الزردة”.وعن الجمهور، قال المتحدث إنه لا حضور له دون الكلام عما ليس مثبتا بدليل، مؤكدا أن اليوم الأول للافتتاح حمل الكثير من المساوئ كان يمكن تداركها، غير أن التدهور استمر واستمرت طريقة ”التنظيم من أجل التنظيم” و«خدمة مقدمة” لتبرير الصرف، حيث دعا عزالدين ميهوبي إلى إنقاذ الثلثين الباقيين من التظاهرة وتحمل تركة ثقيلة معقدة تحتاج إلى مهمة صعبة، بإسناد الأمور إلى أهلها وكسر الهيمنة والتسلط وأسلوب التطفل، وكأن حضور الدولة والمؤسسات صار في خبر كان.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: