ليبيا مستنقع عسكري ولا يمكن للقوة العربية حسم الأمر

38serv

+ -

 ستتم دراسة تفاصيل تشكيل القوة العربية المشتركة نهاية الأسبوع الجاري، هل فعلا سنشهد تدخلا عسكريا في ليبيا؟ من حيث المبدأ، الكل يعلم أن الحكومة الليبية المؤقتة (في البيضاء) تقدمت بطلب إلى الجامعة العربية لتشكيل قوة عربية مشتركة بهدف التدخل في ليبيا، وهي دعوة تحت لافتة محاربة “داعش” والجماعات الإرهابية، لكن من المؤكد أن الدول العربية ستتعامل مع الأمر بحذر، فليبيا غير الدول الأخرى التي تعاني من تنظيم الدولة الإسلامية، الانقسام في ليبيا كبير حتى بين القوى السياسية والميليشيات التابعة لكل قوة سياسية، لكن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقام على أصحاب القرار في الدول العربية، هل القوة المشتركة ستعمل على حسم الأمر في ليبيا أو أنها ستسعى إلى إيجاد حالة نسبية من الأمن، أو القضاء على الجماعات الإرهابية فقط؟ إذا دخلت القوة العربية المشتركة إلى ليبيا فإنها ستكون أمام حرب طويلة الأمد، وستنزف وتستهلك طاقتها وجيوشها هناك، صحيح هناك رغبة في إنشاء القوة العربية المشتركة، لكن في الوقت نفسه هناك حذر كبير لدى العرب.في حال التدخل العسكري، من هي الميليشيات التي ستضربها القوة المشتركة وأين؟ المساحة الجغرافية بليبيا كبيرة، وإن كان المقصود بالجماعات الإرهابية ميليشيات الإخوان المسلمين، فهناك دعم لبعض القوى الموجودة على الأرض من قبل بعض الدول، وهو ما يجعلنا نقول إن التدخل في ليبيا ليس بتلك السهولة. أين ستتدخل القوة العربية المشتركة؟ التنظيمات الإرهابية موجودة وموزعة في كل مكان، وهي متعددة، كما أنها تنظيمات تجيد الانتقال في مساحات شاسعة، وهو ما سيصعب من مهمة القوة العربية المشتركة في إحراز نتيجة وإنجاز سريع، فقد تتمكن من تحقيق الأمن فقط في طرابلس، إلا أنني أرى أن الحسم صعب، فالمعادلة الليبية متداخلة سياسيا وعسكريا.هل سيؤثر التدخل الخارجي على مسار الحوار السياسي الذي ترعاه الأمم المتحدة؟ لا يوجد حل من خلال التدخل العسكري، يكن أن يكون الدعم من خلال التسليح أو تدريب أفراد الجيش النظامي، فالضربات الجوية لن تحسم، والدخول برا صعب رغم الإلحاح على التدخل، وحتى لو كانت القوة المشتركة ضخمة فالعدد لا يعني شيئا في بعض المناطق الليبية، لأن من سيشارك يجب أن يعلم أن الأمر سيأخذ عدة أشهر، وأظن أن الدول العربية ليست مستعدة لإرسال جيوشها لفترات طويلة، فليبيا مستنقع عسكري. لا أظن أنه سيؤثر على الحوار السياسي في حال ما كان التدخل فقط لمحاربة “داعش”، كون الأخير غير معني به، والسياسيون يبحثون عن الاستقرار، لكن العملية ليست سهلة ومن الصعب المجازفة، الأمر يحتاج إلى تدقيق قبل أخذ القرار، الأمر لا يتعلق بمدينة واحدة، بل بدرنة وبنغازي وسرت وطرابلس وباقي المدن.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات