38serv
أعلن مدرب المنتخب الوطني بأنه مستعد لترك منصبه ومغادرة المنتخب الوطني في أي وقت، مضيفا في سياق حديثه بأن الإشراف على المنتخب فقط لم يكن أكثر ما شجعه على قبول عرض رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة، إنما المشروع الرياضي الذي اقترحه عليه هو الذي حفزه على خوض المغامرة. قال كريستيان غوركوف، في ندوة صحفية عقدها أمس بقاعة الندوات لملعب 5 جويلية بديوان المركب الأولمبي “محمد بوضياف”، إنه يريد ترك بصمته مع المنتخب الجزائري، مشيرا في سياق حديثه: “حين وافقت على العرض وجئت إلى الجزائر شهر أوت من العام الماضي، كان رهاني هو المشروع التقني، لم تكن النتائج الآنية للمنتخب هي دافعي الوحيد،، فالاتفاق بيني وبين الاتحادية تمثل في وضع سياسة تقنية، وكل المنتخبات تعمل على هذا النهج حتى تحقق نتائج ملموسة على المدى البعيد، بينما تتراجع المنتخبات التي لا تركز سوى على النتائج الآنية، بدليل أن منتخب اليونان المتوج باللقب الأولمبي سنة 2004، لم يبرز بعدها على الساحة الأوروبية ولا الدولية”.ولم يشعر غوركوف بالحرج وهو يرد على سؤال يتعلق بمصيره ومستقبله مع “الخضر” في حال الفشل في تحقيق الأهداف، حيث قال في رده على سؤال أحد الصحافيين: “حينما يطلب مني الرحيل، فإنني حتما سأغادر المنتخب، هذا أكيد، غير أنني أؤكد بأنني هنا من أجل تطوير كرة القدم الجزائرية، فقد قمت بهذا العمل طيلة ثلاثين سنة مع الأندية، أعترف بأن مهمتي الأولى هي المنتخب، لكن يجب عدم إهمال السياسة التقنية، وحتى أكون صريحا، ليس لدي حلم للعمل في مكان آخر، لكن إذا رحلت، أريد أن أترك ورائي عملا جديرا بالتقدير”.واستدل مدرب المنتخب الوطني بالسياسة الألمانية من الجانب التقني، والنجاحات التي تحققت على المدى البعيد، مشيرا في هذا الشأن: “ألمانيا اعتمدت سياسة تقنية جديدة منذ سنة 2000، ونتائج هذه السياسة ظهرت مع مرور الوقت، بدليل أن المنتخب الألماني هو المتوج بكأس العالم الأخيرة بالبرازيل بطريقة لعب جديدة ومختلفة عن الطريقة السابقة، وحتى إسبانيا استثمرت في السياسة التقنية قبل 15 سنة، وقد حققت نتائج رائعة، فالكرة في تطور دائم، والاتحادات التي لا تملك أهدافا على المدى البعيد، فإنها لن تحقق أية نتائج، والاستثمار على المدى البعيد هو أصعب عمل، لكن نتائجه مضمونة”.“مسلوب أعرفه وبن سبعيني سيكون أقوى في مونبوليي” أثارت دعوة اللاعب وليد مسلوب إلى المنتخب بعد غياب طويل تساؤلات كثيرة، غير أن كريستيان غوركوف دافع عن خياراته، واعتبره اللاعب الأنسب للمنتخب في هذه الفترة خاصة أمام غياب عدة لاعبين.وأشار في سياق حديثه: “مسلوب أعرفه جيدا منذ عشر سنوات، حتى حين قدم إلى نادي لوريون حين كان شابا، وأجرى تجارب، غير أنه لم يعرف مبكرا الرابطة الأولى وتأخر كثيرا حتى ظفر بمكانة أساسية”، مضيفا: “اللاعب يمر بمراحل صعبة، ولم يتمكن مسلوب من التواجد مع المنتخب في كأس العالم، غير أنني مقتنع بأنه من الصعب عليه التواجد في مونديال 2018 نظرا لتقدمه في السن”.ورغم ذلك، قال المدرب الوطني إن وليد مسلوب هو الأنسب للتواجد في القائمة في الوقت الراهن، مشيرا: “إنه لاعب يتماشى مع طريقة لعبنا”.وتحدث غوركوف أيضا عن النجم الصاعد رامي بن سبعيني، خريج أكاديمية نادي بارادو، مشيرا: “بن سبعيني سيكون أفضل وأقوى مع نادي مونبوليي، فهو يملك هامشا للتطور بتواجده في المستوى العالي، إنه لاعب يملك إمكانات كبيرة ونحن نتابعه عن قرب، وكان قد ظهر بمستوى جيد في مباراته الأولى مع فريقه الجديد، وما أريد قوله هو عدم التسرع ومنح الوقت الكافي للاعبين قبل دعوتهم”.اللاعب تعرض لتهميش المدرب الوطني والإعلام الرياضيغوركوف: “تخليت عن مهدي مصطفى لأسباب فنية” فضل غوركوف عدم الخوض في قضية إبعاد لاعب الوسط الدفاعي مهدي مصطفى سبع، الذي خرج من حساباته منذ توليه شؤون العارضة الفنية للمنتخب الوطني.وقال المدرب الوطني في هذا الشأن: “عدم دعوة اللاعب مهدي مصطفى سبع له علاقة بالخيارات الفنية، هذا كل ما يمكن أن أقوله حول هذا اللاعب”.وكان مهدي مصطفى سبع قد فقد الأمل في العودة إلى المنتخب، وأعلن بأنه يفضل التركيز مع فريقه، في إشارة واضحة إلى إعلانه الاعتزال، كون مهدي مصطفى، الذي ترك بصمته في مباراة ألمانيا في ثمن نهائي مونديال البرازيل (آخر مباراة له مع المنتخب)، اقتنع بأن لا أمل معه مع المدرب الجديد كريستيان غوركوف، حين رفض دعوته لكل التربصات الأولى دون تقديم مبررات مقنعة.وتزامن تهميش مهدي مصطفى سبع مع عدم الاعتراف بكل ما قدمه للمنتخب، سواء من الاتحادية أو من الإعلام الرياضي الجزائري، الذي طوى صفحته بمجرد إقصائه من طرف غوركوف، ولم يحظ بأي دعم إعلامي أو مساندة، على خلاف ما حصل مع لاعبين آخرين.ولم يتخلف مصطفى أيضا عن أي تربص للمنتخب، ولم يشتك يوما من خيارات أي مدرب، بل لم يقاطع يوما الصحافة ولم يتعرض للإصابات وكان لاعبا يمنح بدائل لكل المدربين، قبل أن يثبت للجميع، من خلال أدائه البطولي والمتميز أمام منتخب ألمانيا في مونديال البرازيل، في منصبه الأصلي (وسط ميدان دفاعي)، بأنه لاعب يستحق التقدير، وبأنه تعرض للظلم من الإعلاميين والجماهير والمدربين.وسبق للاعبين آخرين اعتزال اللعب دوليا على غرار مجيد بوڤرة وعنتر يحيى ومهدي لحسن، وهم لاعبون كانوا قبل إعلان الاعتزال ضمن المنتخب، بينما اضطر مهدي مصطفى سبع إلى الإعلان عن ذلك حتى يضمن خروجا مشرفا له.“أتابع تاهرت وبهلولي وبن رحمة ومهتمباللاعب عواج” أكد غوركوف بأنه يتابع عدة لاعبين بغرض تحضير جيل جديد للمنتخب الوطني، كونه يراهن كثيرا على عامل السن. وقال المدرب الوطني: “أتابع تاهرت لاعب نادي باريس، إنه يلعب في الدرجة الثانية، لكنه لاعب يهمنا، كما أتابع لاعبين آخرين على غرار بهلولي وبن رحمة، لأننا نحضر للمستقبل منذ الآن، حتى نكون أقوياء في مونديال روسيا 2018”. وأكد المتحدث أنه مهتم أيضا ببعض اللاعبين من البطولة المحلية، مشيرا: “لاعب مولودية الجزائر عواج يملك إمكانات كبيرة، وهو لاعب مهم أيضا”.“الأندية الجزائريةلا تعمل” حمل المدرب الوطني المسؤولية في غياب لاعبين أقوياء في البطولة الجزائرية لغياب التكوين، مشيرا في سياق حديثه بأن المديرية الفنية الوطنية مطالبة بالعمل حتى في غياب دعم الأندية.وقال منشط الندوة الصحفية في هذا الشأن: “يجب أن نعمل حتى إذا كانت الأندية لا تعمل، لست هنا للتقليل من شأن الأندية الجزائرية، لكن الوضع الحالي يفرض نفسه، فلا رجاء في تطوير كرة القدم في الجزائر بعقلية تغيير أربعة مدربين في موسم واحد لكل فريق، لذلك علينا أن نعمل حتى إذا كان التكوين غائبا عن الأندية”.“العنف يقضي على أي مشروع رياضي” أدان المدرب الوطني مظاهر العنف التي أضحت السمة البارزة في كرة القدم الجزائرية، وقال بنبرة تحمل مخاوفه من حدة تنامي الظاهرة، بأن كرة القدم الجزائرية أصبحت في خطر.وأشار المتحدث في هذا السياق: “هناك عوامل غير رياضية تؤثر بشكل مباشر على أي مشروع تقني، فلا يمكن الحديث عن أي تطوير للكرة في ظل تنامي ظاهرة العنف، فالحديث عن كرة القدم أو عن الرياضة وكيفية تطويرها تتجاوز الجانب الرياضي وكل الإمكانات المخصصة لهذا الغرض بسبب العنف”. وأضاف غوركوف: “تابعت المباراة الأولى من البطولة بين مولودية الجزائر وشباب بلوزداد، وهي مباراة ميزها العنف في ملعب عمر حمادي ببولوغين، وهذا الوضع لا يخدم كرة القدم، ويسيء إلى صورة وسمعة الرياضة بشكل عام”.“لم آخذ مكان قريشي” حرص كريستيان غوركوف على التأكيد بأن نزع جزء من الصلاحيات للمدير الفني الوطني توفيق قريشي لا يعني بالضرورة أخذ مكانه.وأشار في هذا الشأن: “أصبحت مكلفا بالمنتخبات الوطنية، وهذا لا يعني بأنني أخذت مكان المدير الفني الوطني توفيق قريشي، بل نحن بصدد التعاون، ونحن نعمل سويا في تسطير سياسة التكوين”، مضيفا بأنه يملك الخبرة في هذا المجال بحكم عمله في مجال التكوين لثلاثين سنة مع الأندية التي أشرف عليها في أوروبا.“الاستقبال بملعب5 جويلية يهمني” أبدى مدرب المنتخب الوطني رغبة في استقبال ضيوفه مستقبلا بالملعب الأولمبي بدلا من ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، بعد الإعلان عن إعادة فتحه. وقال في هذا الشأن: “الاستقبال بملعب 5 جويلية الأولمبي يهمني فعلا، إنه ملعب رائع، لكن القرار الأخير ليس بيدي، لا يمكن الفصل في ذلك في الوقت الحالي”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات