38serv
تمر المواسم وتتشابه بالنسبة لشبيبة القبائل، فإدارة الفريق الأكثر تتويجا في الجزائر لم تستوعب دروس المواسم الماضية بكل ما حملته من أخطاء ومشاكل، وهي تتوجه بالفريق إلى المجهول مع بداية موسم كارثي، حيث يحتل النادي صاحب الست نجمات وبعد الجولة الثالثة الصف ما قبل الأخير بنقطة في الرصيد مع خسارتين بمعقله بملعب أول نوفمبر بتيزي وزو، وعجز كلي للخط الأمامي الذي لم يحرز أي هدف. يقول عارفون بأمور “الكناري” بأن أزمة الفريق هي نتاج حتمي لسياسة الرئيس محند شريف حناشي، الواقع تحت تأثير مجموعة من مقربيه ممن لا يفقهون شيئا في تسيير كرة القدم، والذين هم وراء ضرب استقرار النادي الذي استهلك عشرات المدربين واللاعبين وبوتيرة متسارعة في السنوات الماضية، كما هو الحال خلال الموسم الجديد، حيث كان الفريق القبائلي أول من غيّر طاقمه الفني برحيل المدرب الأول مراد كعروف، وقبله مدرب الحراس عمر حمناد ومناجير الفريق كريم دودان، ليتم تعويضهم بالمدرب الفرنسي دومينيك بيجوتا.متعة حناشي في تغيير المدربينويجد الرئيس محند شريف حناشي متعة غير طبيعية في تغيير المدربين لأتفه الأسباب، كما فعل مع المدرب عز الدين آيت جودي الذي لم تشفع له قبل عام وصوله لنهائي كأس الجزائر وتحقيق المرتبة الثانية في البطولة، فقد تمت إقالته بداعي انشغال المعني بمشروع قناته التلفزية ليرافقه في ذلك عديد اللاعبين الذين كانوا ركائز في تشكيلة ذلك الموسم. ويدفع الفريق ثمن غياب الوعي والرشاد في التسيير، كما يحدث في خيارات اللاعبين التي لم تكن أبدا مدروسة، حيث لا يعمّر اللاعب في شبيبة القبائل طويلا ومنهم من يفسخ عقده أياما بعد التوقيع بداعي تواضع المستوى ليبقى اللافت هو تسريح لاعبين أثبتوا كفاءتهم لاحقا، كما حدث مع بولمدايس وبن شريفة وعواج والليبي زعبية والمغترب حمرون، الذين أبعدوا من الشبيبة ليتألقوا بألوان نواد أخرى. الإدارة تنتهج سياسة الكيل بمكيالين في التعامل مع اللاعبينوتتوجه وضعية الشبيبة نحو التعقيد أكثر في المستقبل في ظل غياب إرادة حقيقية للإدارة الحالية في تدارك الوضع، فحناشي فضل أخذ عطلة في ظرف حساس بعد أن برز بغيابه التام عن الفريق طيلة الشهر المنصرم، في وقت عاش فيه النادي مشاكل إدارية ومالية كثيرة طفت إلى السطح خلال التربص التحضيري بتونس، حيث تنقل الفريق من دون طبيب، الأمر الذي دفع مناجير الفريق السابق كريم دودان للاستنجاد بطبيب فريق اتحاد بلعباس الذي كان معهم في نفس المركز، وهو التربص الذي لم يحصل فيه لاعبو الشبيبة على غير العادة على مصاريف المهمة وحتى المكلف بالتربص لم يحصل على مستحقاته. ولم يعد سرا على أحد أن الشبيبة تعاني ماليا، حيث يعجز حناشي لأسباب مجهولة عن دفع مستحقات لاعبيه، الأمر الذي دفع لاعبين مثل زيتي للمقاطعة والغياب عن التدريبات، ليتم الإسراع في حل وضعيته وتسديد 4 رواتب شهرية كان يدين بها، على عكس بقية اللاعبين ممن يصنفون أبناء الفريق مثل الشبان رايح وعيبود ومازاري وفرڤان، ويمتد الأمر للعائد كسيلة برشيش ممن يدينون برواتب عدة أشهر للنادي. تأتي هذه الأزمة في وقت تؤكد مصادر بأن خزينة الشبيبة تتدعم سنويا بمبالغ هامة من أموال السبونسورينغ ودعم السلطات المحلية، وحتى من لدى الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، التي قامت مؤخرا بتسديد حقوق الفريق من البث التلفزي قبل الموعد القانوني.ويرفض محند الشريف حناشي الاعتراف بأخطائه وبأن الوقت قد حان للخروج بشرف من إدارة النادي، بعد أكثر من عقدين من الزمن، ويرفض أيضا الاستماع لنداءات الآلاف من الأنصار الذين ساروا في مسيرات حاشدة بمنطقة القبائل، ملبين نداء لجنة الإنقاذ التي يقودها لاعبون قدامى، مستفيدا (حناشي) ممن وصفه هؤلاء “تواطؤا” مفضوحا من السلطات الوصية التي لم تحرك ساكنا أمام عديد المخالفات المالية والإدارية التي ارتكبتها الإدارة الحالية والتي تم الكشف عنها. ويأتي إصرار حناشي على البقاء في منصبه برغم اتساع رقعة المعارضين لبقائه، خاصة في ظل تردي النتائج الفنية، ليؤكد تلك الشائعات التي انتشرت كالنار في الهشيم في منطقة القبائل بأن رئيس الشبيبة الحالي لديه طموحات شخصية كبيرة في مشروع ملعب تيزي وزو الجديد، الذي يضم مرافق ومحلات تجارية تسيل لعاب كثيرين للاستفادة منها وهو ما لا يكون بعيدا عن منصب رئيس النادي.للإشارة، حاولت “الخبر” الاتصال برئيس الفريق، محند شريف حناشي، لأخذ رأيه في الوضعية الحالية التي تعيشها التشكيلة القبائلية، غير أنه لا يرد.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات