38serv
تحدى النجم الجامايكي أوسين بولت كل التوقعات من جديد وكرر ضرباته لآمال لاعبي أمريكا، واستحوذ على الأضواء بتكرار فوزه بثلاثية سباقات العدو للمسافات القصيرة في بطولة العالم لألعاب القوى التي أقيمت بالعاصمة الصينية بكين، واختتمت منافساتها أول أمس. حافظ بولت على تركيزه ولم ينشغل بادعاءات المنشطات الموجهة للعديد من الرياضيين، والتي ألقت بظلالها على المرحلة الاستعدادية للبطولة والأيام الأولى من منافساتها، ليتوج من جديد بثلاثية سباقات 100 متر و200 متر و4 × 100 متر تتابع.ونجح بولت في إخماد عاصفة الجدل حول المنشطات شيئا ما بتفوقه على منافسه الأمريكي جاستين جاتلين الذي عوقب بالإيقاف مرتين لإدانته بتعاطي المنشطات، بفارق 0.1 ثانية في سباق 100 متر، كما تفوق عليه مجددا لينتزع ذهبية 200 متر.ورفض بولت الدخول في النقاش بشأن اعتباره منقذ رياضة ألعاب القوى في مواجهة قضايا المنشطات، ووصف جاتلين بأنه منافس قوي، مشيرا إلى أن ألعاب القوى تستمد الحياة من خلال المنافسات الثنائية.وقال بولت “المواجهات القوية مثل الفردية بين بولت وغاتلين والجماعية بين جامايكا وأمريكا بسباقات التتابع تحمل أهمية كبيرة لألعاب القوى، فهذا ما يجذب الانتباه لرياضتنا ويصب لمصلحتها”.وعزز بولت رقمه القياسي برفع رصيده من الميداليات الذهبية إلى 11 (علما بأنه توج بست ذهبيات أولمبية) وقد توج بالثلاثية للمرة الخامسة في البطولات الكبيرة رغم معاناته من مشكلات الإصابة في 2014 وكذلك خلال العام الحالي.وقال بولت في إشارة إلى بطولة العالم ببكين “هذه واحدة من أفضل بطولاتي، خاصة بعد ما مررت به هذا الموسم وكل الشكوك التي حامت حول مستواي وكل الظروف، لقد جئت هنا مفتقدا لأفضل قدراتي”. ورغم أن بولت كان الأبرز، شهد ملعب “عش الطائر” العديد من الأحداث المثيرة الأخرى خلال البطولة التي أقيمت على مدار 9 أيام، فقد تعثر جاتلين على المضمار، كما ارتكب الفريق الأمريكي خطأ فادحا في سباق التتابع، كما صدم مصور النجم بولت بدراجته ليسقطه أرضا خلال احتفاله بالفوز في السباق.وشهدت البطولة إنجازا غير مسبوق حققه البريطاني مو فرح الذي توج للمرة الثالثة بثنائية 5 آلاف متر و10 آلاف متر، ليثبت جدارته بوصف “الملك” في تلك السباقات، كما توج الكيني إزيكيل كيمبوي بالذهبية الرابعة على التوالي في سباق الموانع.وكان بولت وفرح والجامايكية شيلي-آن فريزر برايس، الفائزة بلقبي 100 متر و4×100 متر تتابع، ضمن 9 رياضيين حافظوا على ألقاب فردية حققوها ببطولة عام 2013. فقد ضمت تلك القائمة أيضا الأمريكي آشتون إيتون الذي فاز بمنافسات العشاري (ديكاتلون) برقم قياسي (9045 نقطة) ومواطنه كريستيان تايلور الذي حقق ثاني أفضل نتيجة في تاريخ الوثب الثلاثي عندما سجل 18.21 متر، والهولندية دافني شيبرز التي حققت ثالث أفضل نتيجة في تاريخ سباق 200 متر عندما سجلت 21.63 ثانية.كذلك حقق الكيني يوليوس ييغو ثالث أفضل نتيجة في تاريخ رمي الرمح حيث سجل 92.72 مترا. وجاء تتويج ييغو وفوز مواطنه نيكولاس بيت بلقب 400 متر حواجز ليقودا كينيا إلى إنجاز تاريخي باحتلال صدارة جدول ميداليات بطولة العالم برصيد 7 ذهبيات و6 فضيات و3 برونزيات، بينما جاءت جامايكا في المركز الثاني (7 ذهبيات وفضيتان و3 برونزيات) وتلتها أمريكا (6 ذهبيات و6 فضيات و6 برونزيات).وكان بإمكان كينيا تعزيز رصيدها من الميداليات الذهبية، لكنها تأثرت بإخفاق فريقها الشهير في سباقات الماراتون والذي يضم النجم دينيس كيميتو.ولكن جاءت ادعاءات المنشطات التي وجهت لكينيا وسقوط عداءتين منها في اختبارات الكشف عن المنشطات خلال البطولة، لتلقي بظلالها على الإنجاز التاريخي ببطولة العالم. كذلك واجهت روسيا هجوما وادعاءات بممارسات غير مشروعة فيما يتعلق بالمنشطات، وقد تراجع أداء رياضييها بشكل كبير مقارنة ببطولة 2013 التي أقيمت في موسكو، حيث أحرزت 4 ميداليات فقط مقابل 16 ميدالية أحرزتها قبل عامين في موسكو. وأحرزت الصين صاحبة الضيافة ذهبية وحيدة كانت من نصيب محترف سباقات المشي ليو هونغ، لكنها احتفلت بجمع 7 فضيات وبرونزية.ونجح منظمو البطولة في تعزيز الحضور الجاهيري بالملعب الذي احتضن أولمبياد 2008، بالإضافة إلى تقديم تغطية لفعاليات البطولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والترويج للرياضة التي باتت في حاجة إلى مواصلة عمليات التغيير للحفاظ على مكانتها وجذب جيل الشباب.وكتبت بطولة العالم نهاية مشوار السنغالي لامين دياك (82 عاما) في رئاسة الاتحاد الدولي لألعاب القوى، حيث يحل مكانه البريطاني سيبستيان كو الفائز بذهبية 1500 متر الأولمبية مرتين، والذي ترأس اللجنة المنظمة لأولمبياد لندن 2012.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات