"العميد يدربه عجوزلا يملك شهادة تدريب حديثة”

 بدا التقني الجزائري نور الدين زكري مستعدا للتدريب في الجزائر، شريطة أن يكون الفريق الذي يشرف عليه يناسب طموحاته، كونه مدربا طموحا يريد اللعب دوما على الألقاب. كما نفى زكري، في هذا الحوار الذي خص به “الخبر”، أي عداء بينه وبين الرجل الأول في “الفاف” محمد روراوة، واصفا علاقته بهذا الأخير بالأخوية جدا.«زكرينيو” كما يلقبه الكثيرون خص “الخبر” بهذا الحديث فور عودته من إيطاليا، حيث قضى هناك العطلة الصيفية رفقة عائلته، مبديا تعجبه لما يقال بشأن علاقته بالرجل الأول في “الفاف” والتي قيل عنها إنها سيئة، “وهي إشاعات من افتعال وصنع جهات لا تريد لنا الخير”، على حد تعبيره.وحسب ابن مدينة باتنة فإنه التقى أكثر من مرة برئيس الفاف محمد روراوة خارج أرض الوطن، بالسعودية وقطر، “ونصحني بالعودة إلى الجزائر للتدريب”، مضيفا “سأستشير روراوة لقبول أي عرض للتدريب في الجزائر، كونه ملما بخبايا كرة القدم الجزائرية، ونصيحة روراوة ستفيدني كثيرا”.وكشف نور الدين زكري أنه خلال تواجده في إيطاليا تلقى العديد من العروض من أندية عربية ومغاربية وجزائرية، لكن جل تلك العروض جاءته من أندية لا تتناسب مع طموحاته، الأمر الذي جعله يرفضها ويفضل بدلها البقاء دون عمل.وعن سؤال بخصوص تلقيه مؤخرا عرضا من رئيس وفاق سطيف، حسان حمّار، لخلافة المدرب خير الدين ماضوي رد ابن مدينة باتنة قائلا: “صراحة لم أتلق أي عرض، كل ما قيل بهذا الشأن مجرد كلام صحف ليس إلا”. لكن هل سيوافق زكري إن عرض عليه حسان حمّار تدريب الوفاق؟ رد زكري قائلا: “وفاق سطيف فريق لا يرفض، وفريق يملك قاعدة جماهيرية كبيرة، والجمهور السطايفي يعرفني جيدا، من خلال الفترة التي أشرفت فيها على الفريق، فعلاقتي بهم جيدة جدا، ويشرفني تدريب الوفاق من جديد، وهو واحد من أربعة أندية جزائرية لا أرفض تدريبها”. وما هي هذه الأندية؟ يجيب زكرينيو قائلا: “مولودية الجزائر واتحاد العاصمة وشبيبة القبائل ووفاق سطيف”. و«لماذا هذه الأندية بالذات؟”.. يرد زكرينيو قائلا: “في الجزائر لا توجد إلا أربعة أندية تملك مقومات النجاح ولها طموحات التنافس على اللقب الوطني أو المشاركة في المنافسات القارية، الأمر الذي يسمح لي بتطبيق برنامج عملي، وفق منهاج علمي”.“مولودية أرتور جورج لن تذهب بعيدا”وعلى ذكر فريق المولودية تعجب نور الدين زكري لوجود مدرب من جيل السبعينيات على رأسه، “كان يجب عليه أن يتقاعد، فلا يمكن لمدرب على مشارف السبعين من عمره أن يقدم الكثير لفريق يملك قاعدة جماهيرية واسعة، وإمكانات كبيرة جدا”، مضيفا: “أن نسمع لاعبين من الفريق يرجعون سبب التعادلين المسجلين هذا الموسم إلى ملعب بولوغين، فهذا أمر يثير السخرية والضحك، فكما يعلم الجميع أن فريق المولودية كان يفوز بملعب بولوغين بنتائج عريضة، وما فعلته بهذا الفريق خلال فترة إشرافي عليه دليل على ذلك، وهذا بلاعبين أقل مستوى من اللاعبين الحاليين، ورغم ذلك كنا نفرج جماهيرنا بملعب بولوغين، فإضافة إلى إنقاذه من النزول أهلته إلى دور المجموعات لأبطال إفريقيا، وبملعب بولوغين كان فريق المولودية لا يقهر”.إذا أين يكمن الخلل في تعثر فريق المولودية بملعب عمر حمادي هذا الموسم؟ أجابنا زكري بالقول: “مشكلة المولودية اليوم تكمن في طريقة توظيف اللاعبين، وقد سبق لي أن قلت الموسم الماضي بعد مباراة الإياب التي جمعت المولودية باتحاد الحراش بملعب بولوغين والتي حضرتها، إن الطريقة التي ينتهجها الطاقم الفني بقيادة أرتور جورج في توظيف اللاعبين لن تذهب به بعيدا، وقلت بصريح العبارة لا تنتظروا شيئا من هذا الفريق مستقبلا حتى ولو تم الاستعانة بكبار اللاعبين، وهو الذي سيعيشه فريق المولودية هذا الموسم، فلا أتوقع منه أي شيء طالما أنه يوجد على رأسه مدرب عجوز، لا يملك شهادة تدريب حديثة، تتماشى والكرة الحديثة”.قرار المديرية التقنية منطقي وصائبوعلى ذكر شهادة التدريب التي أصبحت هاجس العديد من المدربين في الجزائر، قال زكري “أبارك قرار المديرية التقنية الوطنية التي اشترطت على جميع المدربين شهادة تدريب، وأتمنى أن تتعامل المديرية التي يرأسها توفيق قريشي مع جميع المدربين دون استثناء ودون تمييز بجد وحزم”.وأضاف زكرينيو: “إن أردنا أن تكون لدينا بطولة محترفة وأندية محترفة وفق المعايير التي وضعتها الاتحادية الدولية لكرة القدم فيجب أن يكون لدينا مدربون محترفون يحملون شهادات عليا معترف بها من “الفيفا”، أما أن نجد اليوم على رأس العديد من الأندية مدربين لا يحملون شهادات عليا فهذا سيضر بالكرة الجزائرية وبسمعتها. وأنا على يقين أن “الفيفا” لن تقبل مستقبلا بوجود مدربين في بطولة محترفة لا يملكون شهادات معترف بها. وعليه، ألح من المديرية التقنية الوطنية أن تمنع جميع المدربين غير الحاصلين على تلك الشهادات، مهما كانت نوعية هذا المدرب ولو كان أرتور جورج الذي يقال إنه لا يملك شهادة عليا”. وفي السياق نفسه، فتح المدرب نور الدين زكري النار على مساعد مدرب العميد، البرازيلي فالدو، قائلا: “ضحكت كثيرا عندما سمعت أن مساعد المدرب أرتور جورج، البرازيلي فالدو، قال إنه سيذهب إلى بلاده ليستقدم شهادة تدريب معترف بها من قِبل “الفيفا”، وهنا أتساءل أين سيحصل هذا المدرب على هذه الشهادة في ظرف أسبوعين، أتمنى أن تكون الشهادة التي سيعود بها فالدو ليست مزورة”.“عمراني لا يعرفني لأنني خريج معهد كوفرتشيانو الإيطالي”وعلى ذكر المدربين، تحدث زكري عن أسباب إقالة المدرب عبد القادر عمراني مؤخرا من نادي الرائد السعودي، بالقول: “لو سألني عمراني قبل موافقته على تدريب نادي الرائد السعودي لقدمت له العديد من النصائح، فهذا الفريق تداول على تدريبه خلال تسعة مواسم 34 مدربا، وأنا الوحيد طيلة هذه المدة التي بقيت على العارضة الفنية لـ26 مباراة (22 مباراة في البطولة و4 مباريات في الكأس)”.نور الدين زكري انتهز حديثه بخصوص المدرب عبد القادر عمراني، حيث قال: “ما حز في نفسي هو تصريح عمراني لإحدى الصحف السعودية حين سئل عني، قائلا “لا أعرف مدربا جزائريا اسمه نور الدين زكري”.. لذا أقول للمدرب عمراني أكيد أنك لا تعرفني لأنني خريج المعهد الإيطالي كوفرتشيانو، فأنا لا أحمل شهادة تدريب غير معترف بها من قِبل “الفيفا”.في الأخير تمنى زكري كل التوفيق للمنتخب الوطني في مباراته المقبلة مع منتخب لوزوتو، بعودته بنقاط الفوز التي ستضعه في رواق جيد لبلوغ كاس أمم إفريقيا المقبلة بالغابون مطلع عام 2017، كما تمنى أن يعود من جديد للعمل في الجزائر، للمساهمة في رفع مستوى كرة القدم الجزائرية: “فهي اليوم بحاجة إلى تقنيين يحملون شهادات عليا معترف بها من قِبل “الفيفا”، فزمن البريكولاج انتهى”، يختم زكرينيو حديثه معنا.