38serv
خرج عشية أمس السبت، أزيد من 15 ألف شخص في مسيرة تضامنية تجمع من خلالها الحشود في ساحة الجمهورية بباريس، حيث عبّر هؤلاء عن تضامنهم مع اللاجئين القادمين من سوريا والعراق والسودان وأفغانستان ومن كل مكان يعاني فيه هؤلاء من الاضطهاد والحروب، وما ميّز المسيرة حمل المتضامنين لافتات ورسومات عليها شعارات مختلفة من بينها “مرحبا باللاجئين” و«لا يوجد ولا إنسان غير شرعي”.المسيرة تم تنظيمها من قبل جمعيات ناشطة وفرونكوسوريين على مواقع التواصل الاجتماعي في ظرف 48 ساعة مباشرة بعدما صدمت صورة الطفل السوري كل العالم، حيث لقيت هذه الأخيرة تفاعلا واستجابة لا مثيل لهما، تم تجسيدهما على أرض الواقع في تجمع ساحة الجمهورية بباريس، فيما تلقت بعض الجمعيات الإنسانية الناشطة التي أطلقت حملة واسعة النطاق على روابط التواصل الاجتماعي رد ما يزيد عن 1700 عائلة فرنسية ترغب في استقبال اللاجئين القادمين من سوريا وإيوائهم في فترة تتراوح ما بين شهرين إلى غاية 6 أشهر حسب إمكانيات وقدرات كل عائلة.عمدة “تروا” الفرنسية يرفض استقبال اللاجئينوقابلت كل هذه المبادرات الحسنة عملية سبر آراء أخيرة للرأي العام الفرنسي كشفت عن رفض الفرنسيين بنسبة 52 في المائة استقبال هؤلاء اللاجئين إلى جانب تشتت كبير وسط الطبقة السياسية الفرنسية بمختلف أطيافها بين الرفض والقبول خاصة بعد الاتفاق الفرنسي الألماني الذي دعا إلى توزيع حصص بنظام إلزامي يجبر كل دول الأعضاء على أخذ حصتها بصفة عادلة، الأمر الذي جعل البعض من رجال الساسة الفرنسيين ينتفضون ويرفضون استقبال اللاجئين، ويتعلق الأمر بالقيادي في حزب الجمهوريين ووزير سابق في عهد ساركوزي عمدة بلدية “تروا” “فرانسوا باروين” الذي قال بأن بلديته مملوءة واستقبال هؤلاء اللاجئين سوف يحول بلديات فرنسا إلى “كاليهات” مصغرة إشارة إلى مخيم اللاجئين بكاليه شمال فرنسا، إلى جانب رئيس حزب الجمهوريين نيكولا ساركوزي الذي وصف مسبقا تدفق المهاجرين غير الشرعيين بتسرب مياه في فرنسا.كما لم يشاطر مناضلي حزب الجمهوريين هذين القياديين في طرحهما ورحب البعض منهم بفكرة استقبال هؤلاء اللاجئين من الباب الإنساني محدثا بذلك الرئيس السابق لحزب اليمين الفرنسي “الجمهوريين” المعارض لمسألة الهجرة وقضايا تخص مسلمي فرنسا جون فرانسوا كوبي المفاجأة بتصريحه قبول استقبال هؤلاء اللاجئين قائلا “من مصلحة فرنسا استقبالهم لأنهم سوف يعودون بالمنفعة عليها” وهو القبول الذي دعت إليه بطبيعة الحال كل الأحزاب اليسارية بما فيها الحزب الاشتراكي الحاكم الذي سبق وأن عارض فكرة الحصص المطروحة من قبل المفوضية الأوروبية، لكن سرعان ما تراجع بعدما خدشت أحاسيسه صورة الطفل السوري باستثناء اليمين المتطرف الذي لا يزال متمسكا بأفكاره الرافضة لمسألة الهجرة والداعية إلى مراجعة السياسة الأوروبية فيما يخص الحدود وشينغن.وفي سياق متصل، دعا الأمين العام لدى المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية عبد الله زكري في بيان له استلمت “الخبر” نسخة منه مسلمو فرنسا إلى التجند والتضامن مع هؤلاء اللاجئين باسم الإسلام والأخوة، طالبا منهم المساهمة في جمع أموال الأضاحي والحج بالنسبة للذين يرغبون في أداء المناسك للعمرة الثانية أو الثالثة والتبرع بها لإخوانهم اللاجئين المحتاجين ومساعدتهم بكل ما يستطيعون لتجاوز محنتهم.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات