"10949 امرأة" ينبش في ذاكرة إحدى منسيات الثورة

أعطيت، ليلة أول أمس، ببهو متحف برج موسى العتيق، في أجواء سينمائية مميزة، إشارة انطلاق الطبعة الثالثة عشرة للأيام السينمائية ببجاية، بحضور وجوه سينمائية بارزة قدمت من مختلف دول العالم، خاصة من فرنسا. قال رئيس جمعية ”بروجكت هورت” منظمة التظاهرة، عبد النور حوشيش خلال الكلمة الافتتاحية، إن تنظيم التظاهرة بحد ذاتها تحدي تطلب رفعه في ظل الضغوطات التي تتعرض له الشاشة الكبيرة في وقتنا الحاضر. وقد اختار المنظمون الفيلم الوثائقي ”10949 امرأة ” للمخرجة الفرنكو جزائرية نسيمة ڤسوم لحفل الافتتاح، الذي حضره عدد كبير جدا من عشاق السينما من الجنسين ومن مختلف الأعمار، حيث كان التجاوب كبيرا جدا، وهو ما تجسد من خلال التصفيقات التي جاءت بعد عرض الفيلم الذي حملت كثير من مشاهده أبعادا سياسية.وحسب المخرجة نسيمة ڤسوم، فإن الفيلم الوثائقي الطويل عبارة عن شهادات حول شخصية امرأة مجاهدة، شاركت بكل ما أوتيت في حرب التحرير، لتجد نفسها بعد الاستقلال محل نكران رفاقها، الذين أغواهم المال وسلبت عقولهم الأملاك. وحسب المخرجة ڤسوم، فإن الرقم 10949 يعكس عدد المجاهدات اللواتي شاركن في حرب التحرير، من بينها السيدة هبلال.يروي الفيلم كيف التحقت نسيمة البطلة، التي كانت قبل الثورة تشتغل كاتبة لدى الحاكم العام، وسريا مخبرة لصالح حزب مصالي الحاج بالأفالان سنة 1955، مباشرة قبل توقيفها وسجنها وتعرضها للتعذيب الوحشي من قبل الفرنسيين لمدة أربعين يوما. وسنة 1957 أطلق سراحها لتتوجه إلى فرنسا، ثم تعود إلى تونس، لتلتحق بجبهة التحرير التي عينتها ممرضة في الجزائر، وبعد الاستقلال فرضت عليها العزلة وبقيت تعيش رفقة ابنها يوسف وحيدة في بيتها، إلى أن فارقها ابنها سنة 2011، لتلتحق به سنتين بعد ذلك.أوضحت المخرجة خلال النقاش مع الجمهور، أن اللقاء مع نسيمة هبلال جاء بفعل الصدفة وأن الهدف هو كشف الستار عن الآلاف من النساء المجاهدات اللواتي تنكر لهن التاريخ، والرفاق وإعطائهن الفرصة للظهور والتعريف بنضالهن للمجتمع الذي سيعيد لهن الاعتبار. وأكدت المخرجة إن نسيمة هبلال، بطلة الفيلم، كانت رفقة مجاهدين كبار أمثال عبان رمضان وكريم بلقاسم واعمر اوعمران وبن مهيدي، كما تبين خلال النقاش تأثر الجمهور بحياة المجاهدة والعذاب الذي تحمّلته أثناء الثورة وبعدها.