38serv
حرم رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، الوفد الجزائري الذي رافق اللاّعبين في رحلتهم إلى لوزوتو وجنوب إفريقيا، من الإقامة مجّانا بأحد الفنادق في جوهانسبورغ، حيث مكث “الخضر” نحو 15 ساعة كاملة في جوهانسبورغ في انتظار طائرة الخطوط الجوية الفرنسية التي أقلّتهم إلى باريس، بسبب تأخر الرحلة المقررة مسبقا بما لا يقل عن الست ساعات. لم يكلّف محمّد روراوة نفسه، عناء اتخاذ الإجراءات اللاّزمة لضمان إقامة لائقة ومحترمة وكريمة لأعضاء الوفد الجزائري، حين اضطر لحجز غرف بأحد فنادق جوهانسبورغ، لتمكين اللاّعبين وعدد من أعضاء الطاقم الفني وهو شخصيا، من أخذ قسط من الراحة، وانتظار الرحلة في ظروف لائقة بعيدا عن بهو المطار، وأهمل بقية أعضاء الوفد وألقى بهم في شوارع جوهانسبورغ التي عاشوا بها لأكثر من 15 ساعة حياة التشرّد ودون أموال، كونهم لم يستفيدوا سوى من 30 أورو في اليوم مقابل 200 أورو في اليوم للاّعبين والمدرّبين.والغريب في الأمر أن الجوية الفرنسية أشعرت الاتحادية يوما قبل الرحلة بالتأخير، وتحدّثت في البداية عن ست ساعات، قبل أن تتأخر الرحلة بأكثر من سبع ساعات، وهو الأمر الذي ألزم الشركة الفرنسية بالتكفّل بكل مسافريها خلال كل ذلك الوقت لتدارك تقصيرها، بحجز غرف لهم في أي فندق لائق بالمدينة أو تعويضهم ماليا، وهو إجراء تتعامل بها كل شركات الطيران في العالم، بدليل أن مسؤولي الجوية الفرنسية على مستوى إحدى وكالاتها بجوهانسبورغ، استغربت عدم حضور الوفد الجزائري من أجل الاستفادة من الإمتياز المجّاني، حين تقدّم إلى شبّاكها عدد من أفراد البعثة “المتشرّدين” في جوهانسبورغ، للاستفسار عن موعد الرحلة.“الفاف” تخسر أموالا على غرف مجانيةكشف مصدرنا أن موظفة الجوية الفرنسية ردّت باستغراب على الجزائريين، بعدما أدركت بأن مسؤولي الاتحادية الجزائرية لكرة القدم يجهلون القوانين، بالقول “أين كنتم؟ لقد انتظرناكم طويلا.. لديكم الحق في الإقامة في فندق لائق على حساب الشركة، لأن التقصير كان من جانبنا”، مما جعل أفراد الوفد الجزائري يتنفسّون الصعداء، خاصة حين همّت الموظفة بالقيام بالإجراءات لنقلهم إلى الفندق نفسه الذي كان اللاّعبون والمدرّبون متواجدون به، باستثناء المكلّف بالمنتخبات الوطنية وليد صادي الذي تضامن مع بقية الأعضاء، بل ودعاهم لتناول وجبة الغداء على حسابه.ورغم بوادر الفرجة للتخلّص من حياة البؤس لساعات، إلا أن المتاعب تواصلت للوفد الجزائري حين تدخّل مناجير المنتخب، نبيل بوتنون، بتخويفهم من مغبّة الاستفادة من حقهم القانوني دون الرجوع إلى رئيس الاتحادية نفسه أو إلى وليد صادي، خاصة حين علم بوتنون بأن الفندق الذي اقترحته الجوية الفرنسية هو نفسه الذي يتواجد به روراوة واللاّعبين والمدرّبين.واجتهد بوتنون، يضيف مصدرنا، في الضغط على بقية الأفراد بتذكيرهم بالتبعات المحتملة لقرارهم الذي قد يغضب روراوة نفسه، حتى يقنعهم بأن حياة التشرّد أفضل بكثير من حفظ كرامتهم دون استشارة رئيس “الفاف” نفسه، المتواجد في غرفة فاخرة من خمس نجوم بجوهانسبورغ، مما جعل أغلب أعضاء الوفد يتراجعون عن أخذ الغرف خاصة حين اقترب موعد التنقّل إلى المطار.الاتحادية الغنية تتقشّف بتشريد أعضاء الوفدوكان بمقدور رئيس “الفاف”، لو سهر على التسيير الاحترافي للاتحادية، تجنيب هيئته تسديد مصاريف إضافية في جوهانسبورغ من جهة، وحفظ كرامة بقية الوفد الجزائري من جهة أخرى، كون الجوية الفرنسية كانت قد حجزت لكل زبائنها، بما فيها أعضاء الوفد الجزائري، للإقامة مجّانا في جوهانسبورغ خلال طول فترة تأخر رحلتها إلى باريس.رئيس “الفاف” الذي يتحدّث عن احترافيته وعن منافسة هيئته لاتحادية جنوب إفريقيا، من حيث الإمكانات المالية والتسيير والقدرة على توفير سبل الراحة للمنتخب، جاءت تصرّفاته منافية لأقواله، فقد تراجع عن الاحترافية لفائدة التقشف على حساب وفد رسمي، بدليل عدم تخصيص طائرة خاصة لنقل المنتخب إلى لوزوتو، وما ترتّب عنه من معاناة جرّاء تأخر الرحلة العادية، ثم إلقائه لبقية أعضاء الوفد في شوارع جوهانسبورغ لاقتصاد تكاليف الفندق، رغم أن “الفاف” كان من حقها الإقامة مجّانا على عاتق الخطوط الجوية الفرنسية.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات