38serv
تتوالى تطورات الأحداث في اليمن، بينما يستعد التحالف العسكري الذي تقوده السعودية لمعركة تحرير محافظة مأرب من الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، وسط مخاوف من أن يتحول اليمن إلى مستنقع ومسرح للقتال، ونقطة جذب للميليشيات والجماعات التكفيرية المتطرفة، بعد دخول دول خليجية في حرب برية، بينما نفت الرئاسة المصرية إرسال قوات برية إلى اليمن تتضمن 800 جندي. يقول الخبير العسكري اليمني، العميد محسن خصروف، إن دخول دول خليجية في حرب برية في اليمن يشكل توازنا بين الجانبين السياسي والعسكري، محذرا في نفس الوقت من خطورة ذلك، لافتا إلى ضرورة أن يكون لدى التحالف حسابات واضحة ومحددة مسبقا، بما يضمن أن تكون الطرق المؤدية إلى صنعاء قابلة للتعامل مع هذا الهجوم، وألا تتعارض مع القرار 20-16، الذي يؤكد على إعادة الدولة وسلطاتها ومؤسساتها والجيش ويدعم العملية السياسية السلمية، مضيفا: “دول التحالف لديها حساباتها، وهم أدرى بما يخططون بهدف الوصول إلى بعض الأهداف الإستيراتيجية، لكن هناك شروطا ومواصفات ومحاور آمنة، أتمنى أن تكون قد ناقشتها مع القيادة السياسية والعسكرية اليمنية”.وفي سؤال حول إمكانية الانتصار أو الهزيمة في المعركة، يجيب محدثنا: “المسالة لا يمكن أن تقاس بالمسطرة، هناك معادلة قوة على الأرض، والتحالف يتفوق جويا ولديه أحدث المعدات، والحوثيون يراهنون على بعض التأييد الشعبي وإيران وبعض الدول الإقليمية على غرار روسيا، بينما تغيب مصالح اليمن بشكل عام والمواطن البسيط بين الاتجاهين والأطراف المتصارعة، وقد شمل التدمير الحياة المدنية، ناهيك عن الجانب العسكري، وهناك حسابات ومصالح حقيقة لا تخدم الأمن القومي العربي ولا اليمن، فهم لديهم أهداف لا علاقة لها باستقرار الوطن وأمنه، وقد أصبح اليمن مسرحا للقتال نيابة عن الغير، وهنا أقصد الحوثيين وعبد الله صالح وإيران بشكل واضح، فمصالح اليمن مجنبة، في وقت وجدت دول الخليج حدودها مهددة بفعل المناورات والهجوم عليها، ومصر أيضا وجدت نفسها طرفا، بسبب تهديدات الحوثيين على باب المندب، وكانت البلاد على وشك حل سلمي، بعد أن سلم الرئيس منصور مسودة الدستور للجنة، فانقلب صالح والحوثيون في اليوم التالي، واليوم يتحدثون عن الحوار السلمي”.وأشار الخبير العسكري اليمني العميد محسن خصروف في حديثه مع “الخبر”، إلى الحوار المزمع عقده بسلطة عمان بين الفرقاء اليمنيين، منوها إلى أن الحكومة اليمنية موقفها واضح ومحدد، وتوافق على أي حل سلمي لا يفرغ من القرار 20 و16، لكن ما أخشاه أن تكون هذه المفاوضات استراحة محارب، لأن الحوثيين وصالح سلوكهم غير سوي، وقد بدأوا الحرب، بالرغم من أنهم كانوا شركاء في صياغة الدستور، ومنصور رئيس مؤقت، لكن يبدو أن لديهم أهدافا أخرى، وأن يحصلوا على السلطة المطلقة بلا منازع، لا ديمقراطية ولا تعددية، وأن يحولوا اليمن إلى دولة هاشمية حوثية تابعة لإيران وتحكمها أسرة صالح”.وفيما يتعلق بموقف القاهرة خاصة بعدما فندت مصر انضمام 800 جندي في القوات المصرية المشاركة في التحالف لبدء الغارات البرية ضد الحوثيين هناك، يقول خصروف: “مصر بعد مشاركتها في حرب اليمن 62 و70 قررت ألا تشارك في عمل آخر، والحوثيون ذوو البعد الطائفي الشيعي استدعوا مصر لأن تشارك، من خلال استهداف البوابة الغربية لقناة السويس، فوجدت مصر نفسها مضطرة للدفاع عن أمنها القومي، والسعودية لديها مشاكل كثيرة تغنيها عن الدخول في حرب أخرى، فقاموا بمناورات واستفزوها، والحوثيون هم من استدعى الإقليم لرأب اليمن، لأهداف إيرانية، فإيران تريد بشكل واضح أن تضع خطوطها الدفاعية إلى خارج نطاقها الجغرافي، فنقلت مشاكلها إلى سوريا والعراق ولبنان ثم اليمن، ونحن لم نكن نعرف في اليمن الصراع المذهبي، بينما حدود إيران الجغرافية آمنة”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات