38serv
لا زلنا في أيّام الحجّ، وما أدراك ما الحجّ، إنّه القصد والدية حسب اصطلاح أهل اللّغة، اللذان يوصلان المرء إلى الأمنية. إنّه أشرف العبادات وأشقاها، ولهذا يجب على المكلّف بالاستطاعة ويسقط بعدمها.إنّه أشرف العبادات لأنّه أنموذج المحشر إذا حشروا في العرصات حفاة عراة بهما، فكذا في الحجّ جمعوا في عرفات عراة بهما زايلوا دعة الزّينة والأنس بالأهل والولد والسّكينة، كما أنّ أشرف حالات المرء أن يكون مؤمنًا في العرصات فكذا أشرف أحواله أن يكون مُحرمًا في عرفات، ألا ترى أنّه إذا كان يوم عرفات يباهي الله تعالى ملائكته فيقول: “يا ملائكتي انظروا إلَى عبادي جاءوا شُعْثًا غُبْرًا قد أنفقوا الأموال وأتعبوا الأبدان اشهدوا أنّي قد غَفرتُ لهم”.ويوم النّحر من الأيّام المختارة، فمن قرّب فيه قُربانًا كانت كلّ قطرة دم تقطر من أضحيته أو هديه كفّارة لكلّ ذنب عمله، وهو من الأيّام المحبوبة عند الله عزّ وجلّ، فعن ابن عبّاس رضي الله عنهما أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: “ما من أيّام فيها أحبّ إلى الله من هذه الأيّام يعني أيّام العشر، قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله تعالى؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلاّ رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء”، والمراد بالجهاد هنا الفرض الكفائي إذا قام به البعض سقط عن الباقين ما لم يدخل العدو الوطن الإسلامي، فإذا دخل أصبح فرض عين على كلّ مسلم ومسلمة لأنّ بالجهاد يحصل الأمن وبالأمن تكمل الاستطاعة بعد المال والصحّة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات