38serv
أكد المخرج الفرانكو جزائري، أوليفي حدوشي، من جهته، أن التحدي الأول الذي تواجهه السينما هو التمويل، ولا يمكن لأحد أن يخفي الشمس بالغربال على حد قوله. واستدل قوله بواقع السينما بفرنسا، التي لا تعاني من نفس المشكل، لأنها قضية الجمهور بالدرجة الأولى، حيث العادات والتقاليد السينمائية للمجتمع الفرنسي تحمي السينما من مخاطر الزوال، وبالتالي الأموال ليست مشكلة، لأن نسبة من مداخيل الجمهور لا تذهب كلية إلى جيوب عمال قاعات، كما هو الأمر في الدول الإفريقية، وإنما توجّه نحو تمويل مشاريع أخرى، وهكذا تتكفل السينما بذاتها ويبقى الممول أو ما يسمى في فرنسا بـ”السبونسورغ” هو مجرد دعم، معلقا وهذا دليل على صحة ما قاله المخرج “لازا” من مدغشقر، بأن التمويل خطر على السينما لما يكون طليقا حرا، بينما لما يقيّد تتحرر بذلك العقدة السينمائية. ويتطلب الوضع حسب المتحدث من كل مخرج سينمائي أن يكون مستقلا أو يضع لنفسه هامش المسافة مع المنتج السينمائي، لأن ما يهم المنتج هو السوق الرائجة والسينما الكلاسيكية لا رواج فيها. وحسب أوليفيي، فإن أغلب الأفلام التي شاهدها خلال اللقاءات السينمائية حاول مخرجوها الابتعاد عن المنتج والاقتراب من المخرج، وهذه بادرة أمل لعشاق السينما.يرى أوليفي حدوشي، أن السينما الإفريقية لها مميزاتها الخاصة وجمهورها الخاص، ونجاحها يتوقف على احترام الحكومات الإفريقية لهذه الأبعاد إذا أرادت أن تغيّر فعلا من واقع الشباب، بدفعهم إلى التدفّق نحو قاعات السينما بدلا من زوايا الانحراف، موضحا أن السينما يمكن أن تلعب دورا بارزا في توفير الاستقرار السياسي والاجتماعي وحماية المجتمع من كل أنواع التهديدات التي يمكن أن تلحق بالفئة الشبانية بالدرجة الأولى. وردا عن سؤال أن السينما في أوروبا لا تعاني مشكل التمويل، لأن أغلب الأفلام المنتجة تخدم سياسات الدول الغربية وتستهلك في الدول الإفريقية بالدرجة الأولى، بمعنى أن تدخّل الدول الأوربية يدخل في إطار تنفيذ سياستها الثقافية في الخارج، نفى المخرج ذلك قائلا إن لكل مخرج ضمير، وإنه لا يصح أن يعرض فيلما يضر بمصالح بلده، وإنما يجب احترام قدر الإمكان بعد المسافة بين المخرج والمنتج، وهذا ما يفعله المخرجين المقيمين بالمهجر. واستدل حدوشي عن قوله بمثال عن الجهد الذي يبذله المخرج الجزائري الأمين عمار خوجة، الذي استطاع أن يفرض نفسه أمام الجمهور بأفلامه القصيرة التي تعرض في القنوات الفرنسية، والتي تشاهد أكثر من مرة واحدة من طرف الجمهور الجزائري، والسر في ذلك حسبه، أنه يعرف جيدا كيف يستمع مطولا لانشغالات سكان العاصمة، ليبني من خلالها حلولا وتصورا للمستقبل، واستطاع بفضل هذا التصور أن يقترح نظرة خاصة للجمهور حول السينما الجزائرية، وهو ما يتطلب، حسبه، تدخل السلطات المعنية من أجل إعادة نشر عدد من الأفلام الكبيرة التي تمثل مرحلة العصر الذهبي للسينما الجزائرية، منها فيلم “تحيا يا ديدو” لمحمد زينات و”عمر قتلاتو” للمخرج مرزاق علواش وفيلم “كم أحبك” للمخرج الراحل عز الدين مدور.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات