38serv
“معركتنا مع الصهيونية ليست محصورة في أرض فلسطين، فقد دفع كل العرب شعوبا أثمانا باهظة للصراع، وتسلط علينا حكام مستبدون قمعوا الحريات وأوقفوا عجلة التنمية بحجة التفرغ للعدو، وأننا نعيش حالة من المواجهة يقتضي معها الحد من الحريات وفرض ظروف استثنائية، وهذه الزعامات استمرارها ووجودها ضمان لأمن إسرائيل، فنحن نسمع جعجعة ولا نرى طحينا. ولذا علينا التوجه إلى أجيالنا القادمة لتحصين وعيها وانتشالها من حالة الإحباط التي تدفع بهم الى مهاوي الإرهاب، والتوعية تكون بتقديم قراءات حقيقية لطبيعة الصراع وآلياته وكافة الأطراف والعوامل المتصلة به، ومن ثمّ رسم ملامح المواجهة والتصدي بتعزيز كل ما هو إيجابي قائم من أشكال المقاومة والمواجهة، والدعوة إلى تصحيح كل مسار، وتفكير خاطئين في مواجهة هذا الصراع إلى جانب أنه يفترض علينا التمسك بوحدة الموقف، وأن تظل قضية فلسطين هي قضيتنا الأولى، رغم أننا نعيش الآن مأساة متعددة على مستوى كل قطر عربي.. وهذه المأساة مهما تعددت أوجهها، فالمحصلة النهائية واحدة، وهي تكريس مزيد من التشرذم والتمزق والتخلّف على حساب تنمية إسرائيل وتفوّقها علينا اقتصاديا بالدرجة الأولى، وعسكريا لإذلالنا بالدرجة الثانية.كما أن علينا الالتفات إلى ما تنفقه الدولة العربية على مراكز الأبحاث، مقابل إهمالنا الكلي لهذا الجانب. فكلما تعمقنا في دراسة المجتمع الإسرائيلي، اكتشفنا هشاشته وامتلكنا الحصانة النفسية من الاستلاب في المواجهة. وما يجري اليوم هو محطة من محطات الصراع والمحاولة الصهيونية التي ما كفت يوما عن السعي لتهويد القدس والقضاء على كل المقدسات والملامح العربية الإسلامية فيها، وحتى المسيحية.ومن البديهي أن العدو الصهيوني هو المستفيد الأكبر مما يجري من صراع في الوطن العربي، وأي انقسام أو اختلاف، وخاصة بين الفلسطينيين، يزيده ضراوة في العدوان. وعلى الرغم من كل ما حدث، فإن رفض التطبيع شعبيا مع العدو الإسرائيلي من أهم ما يجب حمايته، كون مشروع الشرق الأوسط الهدف منه إذابة شيء اسمه وطن عربي على الخارطة، ودمج إسرائيل ضمن مجموعة جديدة، وعلى كل قلم شريف التوعية بمخاطر هذه المشاريع والإبقاء على جذوة الرفض للكيان الصهيوني في قلب كل عربي.مشكلتنا الأساسية تكمن في غياب الأمة، أين الأمة؟ أصبحنا دويلات متفرقة، كل دولة في حالة عداء مع الأخرى، وقد نهانا الله عن التفرق ووعدنا بالفشل، في حين أن البعض يرى الحل في جوانب أخرى، منها ما يمثل حالة تسطيح للعقل ومرحليا يكفي أن تظل قضية فلسطين قضية الأمة الأولى إلى أن يعود للأمة وجود حقيقي”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات