38serv
تسود المدينة المقدسة حالة من التوتر، على خلفية اقتحامات المسجد الأقصى، والاعتقالات التي طالت المقدسيين بأعداد كبيرة من مختلف أحياء المدينة، وشددت شرطة الاحتلال الصهيوني، أمس، قيودها على جميع أبواب المسجد الأقصى المبارك، وكثفت تواجدها العسكري، وسمحت للمستوطنين المتطرفين وطلاب يهود باقتحام المسجد وتدنيسه، كما يسود هدوء حذر بالمدينة متزامنا مع محاولات الاحتلال تفتيت الأحياء المحيطة بالأقصى. أعلنت شرطة الاحتلال أنها اعتقلت 30 فلسطينيا من القدس المحتلة، خلال الساعات الـ24 الماضية، في الوقت نفسه قامت بمنع عدد من النساء الفلسطينيات من الدخول إلى المسجد الأقصى، ضمن ما أعلنته عن قائمة سوداء ضمت 55 اسما لنساء فلسطينيات يمنعن من دخول المسجد الأقصى.وقال المنسق الإعلامي بمركز شؤون القدس والأقصى، محمود أبو العطا، لـ”الخبر”: “إن قوات الاحتلال فرضت مزيدا من التشديدات على جميع أبواب الأقصى، واحتجزت البطاقات الشخصية لكل الوافدين على المسجد، وكثفت من تواجد عناصرها في البلدة القديمة وعند بابي السلسلة والمجلس، ومنعت جميع المرابطات من التواجد بمنطقة باب السلسلة”.وأوضح أن نحو 83 مستوطنا وطالبا يهوديا اقتحموا، منذ الصباح، المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة، ونظموا جولة في أنحاء متفرقة من باحاته، إلا أن المصلين تصدوا لهم بهتافات التكبير والتهليل.وفي السياق ذاته، تصدت النساء الممنوعات لمستوطنة حاولت استفزازهن في منطقة باب السلسلة، كما استفزت مستوطنة أخرى المرابطات والصحفيين عند باب القطانين.وأضاف أبو العطا: “هناك دعوات يهودية لاقتحام جماعي للأقصى في عيد “الغفران” الموافق ليوم غد الثلاثاء وكذلك خلال ما يطلقون عليه “أيام التوبة العشرة”.وتابع: “واضح جدا من تصريحات نتنياهو ووزير أمنه الداخلي، أرادان، أن الأمور تتجه إلى تصعيد في الأقصى والقدس خلال الأيام القادمة، خاصة أن نتنياهو سيعقد اليوم (أمس) اجتماعا طارئا للتباحث حول الأوضاع في القدس، ومحاولة المصادقة على تغيير أوامر إطلاق النار”.وتشهد العديد من الأحياء الفلسطينية في شرق مدينة القدس المحتلة، مواجهات متفرقة بين الشبان الفلسطينيين وشرطة الاحتلال الإسرائيلية، بالإضافة إلى حملة مسعورة في ضواحي مدينة القدس منذ ساعات الليل المتأخرة على المواطنين الآمنين في بيوتهم، ويقوم الشبان المقدسيون بصد هذه الاعتداءات برشق قوات الاحتلال بالحجارة والزجاجات الحارقة، وأصيب مساء أمس صبي فلسطيني في الرأس وصفت حالته بالحرجة.ومن ناحيته، أكد ناجح بكيرات، رئيس قسم المخطوطات والتراث بالمسجد الأقصى، أن الاحتلال يسعى لتفتيت الأحياء المحيطة بالأقصى، في محاولة منه لإخلائها من المقدسيين.وقال بكيرات، في تصريح لـ”الخبر”: “وجود السكان في الأحياء المحيطة بالأقصى يشكل خطرا على الاحتلال، لذلك يسعى لتجفيف وجودهم لتمرير مخطط التقسيم الزماني”.وأوضح أنه رغم إجراءات الاحتلال في الأحياء المقدسية، إلا أن المقدسيين لا يزالون يكثفون وجودهم داخل الأحياء والأسواق المقدسية لمنع الاحتلال من تنفيذ مخططاته، لافتا إلى وجود 16 حيا يحيط بالأقصى.وبين أن المرابطين يكثفون تواجدهم بالأقصى يوميا، وهو الأمر الذي سيفشل اقتحامات المستوطنين ومخطط التقسيم الزماني، مشيرا إلى أن النفير العام نصرة للأقصى الجمعة الماضية جعل الاحتلال يعيد حساباته في كيفية اقتحامه.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات