شبكة كبيرة من اللاعبين تستهلك المحظورات

لن تتوقف متاعب اللاعب يوسف بلايلي عند عقوبة الإيقاف لعامين المسلطة عليه من طرف لجنة الانضباط التابعة للكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم، والمصادق عليها من طرف الاتحاد الجزائري لكرة القدم، فلاعب اتحاد العاصمة بات مهددا بالإيقاف مدى الحياة في حال ما جاءت نتائج الكشف عن المنشطات التي خضع لها خلال مباراة فريقه الماضية أمام شباب قسنطينة إيجابية. كشف مصدر مسؤول في “الفاف”، بأن بلايلي كان خضع، إلى جانب زميله مفتاح من اتحاد العاصمة واللاعبين سيدريك سي محمد وبزاز من شباب قسنطينة في المباراة المذكورة، لعملية كشف المنشطات وأن عينات من بول اللاعبين المذكورين، ومعهما بلايلي، تم نقلها إلى مخبر فرنسي تتعامل معه “الفاف” لتحليلها، دون استبعاد فرضية إيجابية النتائج بالنسبة لبلايلي، خاصة وسط توارد أخبار مؤكدة بأن اللاعب المذكور بات مستهلكا للمادة المحظورة التي كانت وراء عقوبة الإيقاف الأولى بمقر سكنه بسعيد حمدين، وهي المادة يحتفظ بها الجسم لمدة تصل إلى أسبوعين.وبالعودة إلى قضية معاقبة بلايلي، يجب التذكير بأن ذلك تم بعد فحص إيجابي لعينة بول قدمها المعني لطبيب “الكاف”، المصري الدكتور شطة، خلال مباراة فريقه أمام مولودية العلمة بتاريخ 7 أوت الماضي، وكان إلى جانبه زميله فرحات ولاعبا العلمة بلخيتر وسي عمار، وهو الاختيار الذي جاء بطريقة عشوائية، وحاول اللاعب يومها تفادي العملية بأي طريقة وحاول الدفع بأحد زملائه لينوب عنه، لكن الطبيب المصري رفض، ليقوم بمنحه قارورة ماء وأخرى لمشروبات غازية لإجباره على ذلك، ليتم نقل عينتين إلى مخبر بألمانيا، فتم فحص الأولى، كما تنصص عليه القوانين، لتأتي النتائج إيجابية وتكشف عن وجود مادة محظورة، لتقوم اللجنة الطبية لـ”الكاف” بمراسلة لجنة الانضباط للهيئة ذاتها التي أقرت عقوبة العامين، وراسلت “الفاف” لإبلاغها بذلك، لتقوم اللجنة الطبية لـ”الفاف” التي يرأسها الطبيب يقدح، باستدعاء اللاعب الذي اعترف بـ”فعلته” دون اللجوء للطعن الذي كان سيجبر اللجنة الطبية لـ”الكاف” على استعمال العينة الثانية والكشف عنها. وفي حال ذلك، فإن إيجابية الكشف كانت ستجر اللاعب على تحمّل عقوبة مضاعفة بتهمة استهلاك المنشطات والتصريح الكاذب.حداد يخسر نجمه ويربح 1.3 مليار سنتيمرفضت إدارة اتحاد العاصمة لحد الآن الإعلان عن موقفها من القضية، مكتفية ببيان مقتضب دعت فيه أسرة النادي للالتفاف وراء الفريق قبل أيام عن الموعد الأهم هذا الموسم، ومواجهة الهلال السوداني في نصف نهائي رابطة الأبطال الإفريقية.البيان لم يكن ليحجب الصدمة التي ضربت نادي “سوسطارة” بعد خسارة نجم الفريق الأول في فترة حساسة جدا من الموسم، ولم يعد أمام الاتحاد سوى تحقيق لقب هذه المنافسة لتجاوز أزمته، ليبقى الجميع يترقب قرارات الرئيس ربوح حداد، الذي وإن خسر أفضل لاعبيه، فإنه سيستفيد بالمقابل من اقتصاد 1.3 مليار سنتيم يدين بها بلايلي كمستحقات عالقة على إدارة حداد، وهي المستحقات التي كان اللاعب قد قاطع عدة حصص تدريبية بسببها، وكان يعول على مساومة حداد بالغياب عن تنقل الخرطوم المقبل من أجل الحصول عليها، قبل أن تخلط العقوبة كل مخططاته، حيث لا يمكنه حاليا المطالبة بأمواله، كما أن حداد من حقه رفع دعوى قضائية ضد اللاعب والمطالبة بتعويضات على الضرر الذي لحق بفريقه، بسبب “فعلة” اللاعب.بوسعيد استهلك المادة المحظورة نفسها.. وأسماء أخرى متورطةوتزامن الكشف عن تناول يوسف بلايلي لمواد مخدرة من طرف اللجنة الطبية لـ”الكاف”، مع اكتشاف نظيرتها لـ”الفاف” لحالة مماثلة مع لاعب أمل الأربعاء رفيق بوسعيد الذي تم توقيفه هو الآخر لعامين كاملين. ويقول مصدر عليم إن اللاعب السابق لنصر حسين داي تناول المواد المخدرة نفسها التي استهلكها بلايلي، ليكشف المصدر ذاته بأن القضية تتعدى هذين اللاعبين، مبديا قناعته بوجود شبكة كبيرة لـ”المستهلكين” في أوساط لاعبي كرة القدم الذين ذهبوا ضحية “عوائدهم المالية المرتفعة والقياسية” في نوادٍ عاصمية بالدرجة الأولى.وقال المصدر ذاته إن هؤلاء اللاعبين يدركون جيدا ما يفعلونه والمخاطر التي تحدق بهم نظير استهلاك هذه الممنوعات، ولأجل هذا كانوا يتهربون في كل مرة من الخضوع لكشف المنشطات، على غرار لاعب ينشط بنادٍ عاصمي من القسم المحترف الأول، رفض مصدرنا ذكره بالاسم، وصل به الأمر للتحجج بالإصابة للغياب عن مباراة فريقه، بعد أن بلغته معلومات بأن اللجنة الطبية للفاف ستكون حاضرة من أجل الكشف عن المنشطات.ليبقى التساؤل قائما بخصوص موقف السلطات القضائية في الجزائر بخصوص هذه القضية، حيث يمكن لقاضي التحقيق فتح تحقيق بما حدث ووضع اللاعبين موضوع الشبهة تحت الرقابة القضائية، خاصة وأن الأمر يتعلق باستهلاك “أخطر أنواع الممنوعات”.