"التدخل الروسي الكثيف في الأزمة السورية يثير مخاوف الخليج"

قال الخبير في الشؤون الإيرانية والباحث في العلاقات الدولية محمد محسن أبو النور، إن التدخل الروسي الكثيف في الأزمة السورية يثير مخاوف الخليج من أن يؤدي ذلك إلى خصم فوري من رصيد مجلس التعاون الخليجي إقليميًا، خاصة بعد أن أنفق بسخاء على دعم وتمويل وتدريب الجماعات المعارضة لبشار، ولم يستعبد أبو النور تدخلا عسكريا بريا روسيا في الفترة القادمة، كبديل أساسي لا غنى عنه بالنسبة للجيش الروسي لحسم نزالاته العسكرية.كيف تقرأ التطورات الأخيرة التي تشهدها سوريا بعد الضربات الجوية التي تشنها موسكو ضد تنظيم داعش هناك؟ أعتقد أن الانخراط الروسي الحربي المباشر في الأراضي السورية مثَّل مفاجأة للجميع، بمن فيهم اللاعبون الداعمون للمعارضة السورية، ومن شأن هذا الانخراط الحاد أن يقلب موازين القوى كليًا، ويثبت سلطة بشار الأسد في المرحلة الأولى على ما يعرف بمنطقة “سوريا المفيدة”، ومن ثم تطوير الموقف العسكري على الأرض لإضعاف كل القوى المعارضة بما فيها تنظيما داعش والنصرة.ما هي الأسباب التي دفعت موسكو للمشاركة في الحرب في الأراضي السورية، وسط غضب بريطاني وتحذير أمريكي من تداعيات تلك الضربات؟ تقدير الموقف الراهن يشير إلى أن روسيا أرادت أن تفرض واقعًا جديدًا بقوة النيران، بعد أن اتضح أن وضع القوات العسكرية المؤيدة لبشار ضعيف، وقد يؤدي هذا الوهن إلى دخول النصرة أو داعش إلى دمشق والاستيلاء على الموانئ الاستراتيجية المطلة على شرقي المتوسط، ولذلك كان التحرك العسكري السريع هو السبيل الوحيد لحفظ سلطة بشار على قطعة جغرافية من الأرض يمكن من خلالها التفاوض مع داعمي معارضيه من خلالها، ولذلك شهدنا تحركات إيرانية روسية على التوالي لتعزيز تلك الرؤية.هل تعتقد أن روسيا ستوسع تدخلها في سوريا برًا إذا نجحت في تحقيق أهدافها جوًا؟ من المؤكد أن الجيش الروسي يفضل القوات البرية كبديل أساسي لا غنى عنه لحسم نزالاته العسكرية، لكن التطور الهائل لعلوم الحرب أثبت أن أفضل وسيلة لتحقيق الأهداف العسكرية وشلّ الخصوم هي القتال عن طريق الجو، خاصة لو افتقد الطرف الآخر قدرات جوية مماثلة، وأرجح بشكل أساسي أن تفرض القوات البرية الروسية وجودها على الأرض بعد القضاء النسبي على وسائل الجهات الأخرى الهجومية.