38serv
ثار جمهور ملعب 5 جويلية الأولمبي وأصدر حكم “المحكمة الخضراء” بعد سقوط “الخضر”، أداءً ونتيجةً، أمام منتخب غينيا، أمس، في المباراة الودية التحضيرية الأولى، وطالب بتنحية المدرّب الحالي كريستيان غوركوف وإعادة سابقه وحيد حاليلوزيتش، مقدّرا بأن الخسارة بـ1/2 والدرس الكروي المقدّم من الغينيين كفيل بإحداث التغيير في أسرع وقت. لم تكن العودة إلى الملعب الأولمبي موفّقة للمنتخب الجزائري، رغم أن الأرضية، هاته المرة، كانت ممتازة والظروف جميعها كانت مهيأة من أجل إمتاع وإقناع الجماهير الحاضرة رغم قلتها، فقد خاضت تشكيلة المدرّب كريستيان غوركوف أحد أضعف مبارياتها على الإطلاق، وأثبتت بأن ما حدث في لوزوتو لم يكن كبوة جواد، إنما هو المستوى الحقيقي للمنتخب الجزائري، الذي لم يعد أداؤه ولا نتائجه تتماشى ومكانته القارية في ترتيب المنتخبات الذي تصدره كل شهر الاتحادية الدولية لكرة القدم.المنتخب الجزائري صدم الجماهير الحاضرة حين “تلاعب” به بانغورا ورفاقه خلال المباراة، خاصة في مرحلتها الأولى، إلى درجة أن كريستيان غوركوف الذي كان يعتزم استغلال المباراة لتجريب عدد من اللاّعبين وضبط طريقة اللّعب تحسبا لموعد نوفمبر ضمن تصفيات مونديال روسيا، تخلّى عن مخططه مضطرا في الشوط الثاني، وراح يوظف كل الأوراق من أجل ضمان المكسب، وكأن الأمر يتعلق بنهائي كأس أمم إفريقيا، وهو تصرّف يُثبت بأن ضغط الجماهير وانهيار المنتخب أخلط كل حسابات المدرّب الفرنسي للمنتخب الجزائري، الذي لم يعد يفكّر سوى في إنقاذ ما يمكن إنقاذه أمام جمهور الملعب الأولمبي.ولم يتوان الجمهور الحاضر في توجيه انتقاداته للاّعبين وإطلاق صافرات الاستهجان خلال اللّحظات الأخيرة من عمر المباراة، حين اقتنع بأن لا رجاء يُنتظر من المنتخب الذي اقترحه عليهم كريستيان غوركوف، إلى درجة أن هؤلاء ردّدوا خلال الشوطين، الأول والثاني، “الشعب يريد رحيل غوركوف”، قبل أن يضيف الجميع عن ترسيم الخسارة “الشعب يريد حاليلوزيتش”، وهو موقف سيضع رئيس الاتحادية محمّد روراوة تحت ضغط شديد، كونه متمسكا بخدمات غوركوف، رغم اقتناع الجميع بأنه المنتخب يتجه معه نحو الكارثة.وكشف مصدرنا أيضا بأن الخسارة المفاجئة أمام منتخب غينيا ستجعل روراوة يفكّر منذ الآن في العودة إلى ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، اقتناعا منه بأن الملعب الكبير وصرامة جمهور “المحكمة الخضراء” لملعب 5 جويلية الأولمبي، ستزيد من متاعب المنتخب وستؤثر حتما على معنويات اللاّعبين في موعد شهر نوفمبر المقبل.ورغم البداية القوية للمنتخب الوطني وإمضائه لأول هدف في الدقيقة الثانية عن طريق إسلام سليماني، مستفيدا من عمل فردي رائع من زميله رياض محرز، إلاّ أن المنتخب الغيني عاد بكل قوة في المباراة وفرض سيطرة مطلقة على تشكيلة المدرّب كريستيان غوركوف، بشكل ظهر فيه المنتخب الوطني مع مرور الوقت مهلهلا في خطوطه وعاجزا عن التحكّم في مجريات اللّعب.وكسب المنتخب الغيني، الذي يشرف عليه المدرّب الفرنسي لويس فيرنانديز، ثقة كبيرة واعتمد على خطة هجومية محضة، معتمدا على التمريرات القصيرة والسرعة في التنفيذ، ما أربك اللاّعبين الجزائريين كثيرا، ليتمكّن بانغورا من تعديل النتيجة بطريقة رائعة في حدود الدقيقة العاشرة بعد قذفة من خارج منطقة العمليات، نحو القائم الثاني، ولم يترك أي فرصة للحارس الجزائري عز الدين دوخة.وتواصل الضغط الغيني بعد هدف التعادل فوق أرضية ملعب 5 جويلية الأولمبي، حيث لعب دون أي عقدة أمام المنتخب المونديالي وكأنه يلعب داخل قواعده، ليضيف بانغورا الهدف الثاني في الدقيقة 38 بعد تلقيه لكرة في منطقة الستة أمتار، دون أن يجد مضايقة من أي مدافع جزائري، وهو الهدف الذي أسال العرق البارد على الجماهير الحاضرة بالملعب الأولمبي، وجعل المدرّب كريستيان غوركوف في حيرة من أمره بعدما اقتنع بأن المنتخب الجزائري بصدد الانهيار أمام جمهوره.وفشل المنتخب الجزائري في العودة في النتيجة خلال المرحلة الثانية من عمر المباراة، وسجل سوداني هدفا رفضه الحكم بحجة التسلّل، بينما ضاعت على منتخب غينيا فرصا لا تعدّ ولا تحصى أمام المرمى، ما جنّب “الخضر” خسارة ثقيلة، بينما ظهر جليا بأن عددا من اللاّعبين الحاليين غير قادرين على جعل المنتخب يتطوّر، لمحدودية مستوى هؤلاء، فيما يطرح تهميش غوركوف للاعبين آخرين، على غرار مهدي مصطفى سبع، عدة نقاط استفهام، كون معايير اختيار اللاّعبين لم تعد مفهومة.المباراة المقبلة لـ”الخضر” أمام المنتخب السينغالي، يوم الثلاثاء المقبل، قد تكون حاسمة بالنسبة للمدرب غوركوف وقد تحدّد مصيره أيضا بنسبة كبيرة، كون أي تعثّر محتمل ستكون تبعاته وخيمة على الطاقم الفني، وحتى على رئيس الاتحادية محمّد روراوة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات