بطولـة "الشكــــــارة" والقتل والكوكايين!

38serv

+ -

يجمع رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم الفضيحة تلو الأخرى منذ إعلانه عن تحويل البطولة الهاوية إلى محترفة، ولا يمرّ موسم إلاّ وتلاحق “الحاج” مأساة جديدة تعرّي ما يحرص على إخفائه في كل مرّة وبكل الطرق المتاحة أمامه، وكأن قدر رئيس “الفاف” أن يكون ملزما بتحمّل تبعات أحاديته في التسيير وأن تلاحقه “العدالة الإلهية” لكشف عيوب مشروع احتراف أُطلق بخطوات عرجاء، غطّت عوراته نتائج المنتخب الوطني في عهد رابح سعدان ووحيد حاليلوزيتش.رغم مساعي محمّد روراوة لإقناع الجماهير الجزائرية والإعلام والمسؤولين على حدّ سواء بأنه تقدّم بخطى عملاقة نحو الأمام في مشروع احتراف كرة القدم الجزائرية، وحرص كل الحرص على تسويق “صورة” مشروعه بمعطيات إيجابية في الداخل والخارج، إلاّ أن كل ذلك الجهد لم يجن منه “الحاج” سوى نتائجه العكسية، كون الفضائح المتوالية التي تبعتها في كل مرة قرارات ارتجالية لذر الرماد في الأعين من طرف قرارات محمّد روراوة التي يدوّنها باسم المكتب الفدرالي، انتشرت رائحتها النتنة بين كل دول العالم، وأصبحت بطولة روراوة عنوانا لثالوث الرشوة، ثم الموت.. وأخيرا الكوكايين.منح رئيس الاتحادية كل الأولوية للمنتخب الوطني، وجعل هذا المنتخب أيضا “مستوردا” من مختلف البطولات الأجنبية، مؤشّر قوي على أن روراوة نفسه لا يؤمن أصلا بنجاعة احتراف كرة القدم الجزائرية، أو على الأقل لم يول الاهتمام اللاّزم لإنجاح المشروع، بدليل أن ديون الأندية وتصدّر مكتب لجنة النزاعات على مستوى “الفيفا” شكاوى اللاّعبين والمدرّبين الأجانب ضد الأندية الجزائرية، هي السمة البارزة كل موسم، ومع ذلك راح رئيس الاتحادية يمنح “إجازة النادي المحترف” لمجموعة من الأندية، معترفا رسميا بأن الأندية المحترفة الجزائرية تستجيب لدفتر الشروط المفروض من الهيئة الكروية الدولية، رغم أن الحقيقة غير ذلك إطلاقا. ولم يعد مشكل الديون مهما في ظل توالي الفضائح “بامتياز” في بطولة وُصفت مع مرور الوقت ببطولة “الانحراف”، فهي البطولة التي لم تخل، في عهد روراوة، من العنف داخل وخارج الميادين، وأخذت هذا العنف أبعادا خطيرة، إلى حدّ قُتل فيها اللاّعب الكامروني ألبير إيبوسي بحجر وهو يغادر أرضية ميدان ملعب أول نوفمبر بتيزي وزو، وأصيب لاعبون آخرون بطعنات خنجر في صورة عبد القادر العيفاوي بملعب سعيدة.بطولة الاحتراف في الجزائر تحوّلت إلى بطولة “الشكارة”، تباع وتشترى فيها المباريات وذمم الحكّام، فقد نخرت الرشوة كرة القدم الجزائرية، وتحتفظ الذاكرة الكروية لسنوات بمشهد الحكم الدولي المساعد منير بيطام وهو ينزع قميصه وينتقد ضغوطات مسؤولي الرابطة من أجل “الانحياز” لفريق على حساب آخر، بينما ضُبط الحكم المساعد رزقان وهو يطلب “رشوة” من مسؤولي النصرية قبل مباراة شباب قسنطينة، وهي القضية التي صنعت الحدث أكثر من أي إنجاز كروي.ولم تكن لفضائح الرشوة ومشاهد القتل والخناجر المنتشرة في الملاعب الجزائرية، لتدفع الاتحادية إلى اعتماد إجراءات ردعية كفيلة بالحفاظ على سمعة كرة القدم الجزائرية، أو حتى السلطات التي اكتفت أمام كل مشاهد الفضائح بحملات تحسيسية لا تغني ولا تسمن من جوع.ولأن الفضائح تأتي تباعا، فإن الموسم الجديد اقترح فضيحة “جديدة” على كرة القدم الجزائرية، حين أصبح “الريع” الذي يستفيد منه اللاّعبون، وسيلة لتناول المواد المحظورة، منها الكوكايين.تصريح طبيب مولودية وهران لـ«الخبر” وتأكيده على أن “الفاف” لم تبرمج، قبل فضيحة يوسف بلايلي، أي ملتقيات حول المنشطات، وغياب أطباء الأندية عن أي اجتماعات، دليل آخر على أن رئيس الاتحادية يفتقد لمشروع حقيقي لاحتراف كرة القدم الجزائرية، بعدما منح كل الأولوية لاستيراد منتخب من الخارج على الاهتمام بإعداد برنامج عمل على المستوى البعيد وإرغام الأندية على الاستجابة “قسرا” لشروط الاحتراف، وجعل سياسته تشمل كل الأقسام التي لا يختلف حالها عن حال بطولة الاحتراف.فضائح الكرة الجزائرية تجاوزت الخطوط الحمراء، وأصبح اليوم لزاما على السلطات والاتحادية على حدّ سواء، الاقتناع بأن سياسة الهروب إلى الأمام والإحجام عن فرض الإجراءات الردعية والتمسك بالإستراتيجية الوهمية لتطوير كرة القدم الجزائرية وتخليصها من آفاتها، لن تزيد الوضع سوى.. فضائح.        

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات