38serv
على بعد أسبوعين فقط عن موعد عقد مؤتمر اتحاد الكتاب الجزائريين، يعود الجدل مجددا حول شرعية الرئيس الحالي لاتحاد الكتاب، يوسف شڤرة، حيث يصر معارضوه على وصفه بالرئيس غير القانوني الذي لا يرقى إلى مستوى أن يكون على هرم هذا الاتحاد، بينما يدافع يوسف شڤرة عن شرعيته بحديثه عن عضوية 900 كاتب ضمن الاتحاد، من بينهم وزير الثقافة عز الدين ميهوبي الذي يحمل بطاقة العضوية بصفته أديبا وشاعرا. يعيش الاتحاد منذ استقالة رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين، الروائي عبد العزيز غرمول، من منصبه قبل نحو 10 سنوات، وهو الذي تأسس على يد الأديب والروائي الراحل مولود معمري العام 1963، “أتعس” حالاته. صراعات واتهامات وصلت في مرحلة ما إلى تدخل السلطات الأمنية، لتقوم بـ”غلق” مقره بشارع ديدوش مراد، ليواجه حينها الاتحاد برئاسة يوسف شڤرة تهمة “اللاشرعية”، خصوصا عند عقد مؤتمر 2009 الذي جاء بيوسف شڤرة بشكل رسمي “رئيسا” للاتحاد، بعد أن كان يسيّر ما تبقّى من مرحلة الأديب المستقيل عبد العزيز غرمول.تحمل هذه الوضعية شقين من الجدل، الأول قانوني والثاني يقوده مبدأ عام يسعى لصون وحماية كرامة “المثقف الجزائري”، فالجزء الأول عرف منعرجات خطيرة، كان يطرح السؤال: “كيف أن الاتحاد ينشط 6 سنوات دون سند قانوني أو شرعية مكتسبة بالانتخابات النزيهة؟”. وما زاد من حدة النار هو توقيع أكثر من 150 كاتب جزائري بيانا لوزارة الداخلية ضد رئيس الاتحاد، البيان الذي أكد أن الأمور لم ولن تهدأ إلا برحيل يوسف شڤرة. وترتفع موجة الغضب العام 2011، بعد وقفة احتجاج نظمت أمام مقر الاتحاد، لم تحقق أهداف من دعوا إليها، ونجح يوسف شڤرة في البقاء في منصبه، لكنه فشل في المقابل في حماية نفسه من ويلات الجزء الثاني من النقد الذي ظل يتعرض له، وقد عرف معارضوه كيفية استغلال ضعف الرصيد الثقافي ليوسف شڤرة، بالإضافة إلى عزوف أبرز الروائيين الجزائريين عن التعامل معه، ليصبح رئيس اتحاد الكتاب في مرمى “حجر النقد الأدبي”.اليوم لا يملك اتحاد الكتاب موقعا إلكترونيا، لا يملك مقرا يشرف الجزائر، بل بات رمزا للصراعات الجهوية، وفي ذيل اهتمامات السلطة بعد أن كان قبلة يلجأ إليها النظام للاستشارة، وأخذ آراء النخبة في القضايا التي تهم الدولة، فاتحاد الكتاب يقف حزينا أمام مشهد ثقافي متأزم، ويعتقد الوزير عز الدين ميهوبي أن الحل يكمن في “عقد مؤتمر جامع يلم كل الأطراف وانتخاب رئيس بطريقة نزيهة”.
3 وزراء لم يستطيعوا حل المشكلةميزانية سنوية لا تتعدى 120 مليون تزامنت الفترة التي تولى فيها يوسف شڤرة رئاسة الاتحاد مع تولي منصب وزير الثقافة ثلاث شخصيات، الأولى خليدة تومي التي لم تلتفت لمعارضي رئيس الاتحاد ولا للخلافات وحالة مقر الاتحاد الذي تراكم عليه “الغبار”، وهنا يقول شڤرة “عندما استلمت رئاسة الاتحاد كانت الميزانية صفر”، وقد تزامن ذلك مع فترة خليدة تومي التي قرّرت دعم الاتحاد فيما بعد بمبلغ قدره 100 مليون سنتيم سنويا، مع تحمل الوزارة مصاريف سفر الأدباء وتمثيل الاتحاد في الخارج، بالإضافة إلى مبلغ سنوي قدره 350 مليون سنتيم خصص للملتقى الذي نظمه الاتحاد، إلى أن جاءت فترة الوزيرة نادية لعبيدي التي لم تستمر طويلا ولكنها وقّعت بصمتها في مسار الاتحاد، من خلال تجاهلها لرئيس الاتحاد إلى درجة أنها رفضت لقاءه، وهكذا استمر الحال حتى قدوم الوزير عز الدين ميهوبي الذي شغل في وقت سابق منصب رئيس اتحاد الكتاب. الوزير الجديد الذي يحمل بطاقة “اتحاد الكتاب”، حسب تصريحات يوسف شڤرة، يمثل ليوسف شڤرة “مرحلة استقرار وطي صفحة الماضي”، كما يقول: “لقد اجتمعت الأمانة الموسعة للاتحاد مع الوزير، وكانت هناك خطوات إيجابية، حيث منحنا الوزير صلاحيات تنظيم ملتقى “مهرجان بيت القصيد الشعبي”، بمناسبة ذكرى أول نوفمبر، بمدينة الطارف”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات