38serv

+ -

يتواصل لهيب انتفاضة القدس في الأراضي الفلسطينية مع افتتاح الانتفاضة أسبوعها الرابع، باستخدام الشبان الفلسطينيين كافة الوسائل المدنية المتاحة لمواجهة الاحتلال، والتي استطاعت تحقيق الرعب في قلب الكيان الإسرائيلي رغم بساطتها. غير أن ثمة تساؤلات تطرح حول أسلوب المقاومة المسلحة، وهل يمكن أن يدخل على خط الانتفاضة الشعبية؟ وإلى أي مدى ستستفيد انتفاضة القدس منها لفرض معادلات قوة جديدة؟ أوضح جواد الحمد، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط، أن الأساليب التي يتبعها الشباب الفلسطيني ضد الاحتلال لا تزال في إطار العمل المدني المشروع دوليا، خاصة وأنهم يستخدمون هذه الأدوات في ضوء أن هناك أسلحة حديثة جدا قادرة على القتل بشكل مباشر. ورفض الحمد في تصريح لـ”الخبر” مصطلح “عسكرة الانتفاضة”، مبينا أن الانتفاضة هي انتفاضة مدنية والمقاومة المسلحة هي كفاح وجهاد، وأنهما مساران مختلفان لكنهما مكملان لبعضهما البعض.وأكد المحلل السياسي الفلسطيني على ضرورة إرداف انتفاضة القدس بمقاومة مسلحة نوعية ومستقلة، وهذه مسؤولية الفصائل بالذات: حركتي حماس وفتح، مبينا أن الرهانات التي يراهنها البعض على أفراد الأجهزة الأمنية بالضفة لم ولن تتحقق، لكن الرهان الأكبر على الحركات المقاومة. وأشار الحمد إلى أن “استمرار الاحتلال في إجراءاته يعطي بيئة مواتية لاستمرار الانتفاضة، والعالم يرى كيف يُقتل الفلسطيني بدم بارد”.وشاركه التقدير عمر جعارة، المختص في الشأن الإسرائيلي، وقال: “عندما تدخل المقاومة المسلحة على خط المواجهة لا يستطيع القرار السياسي أن يتجاهل الشباب الثائر، لأنه صاحب البندقية”، وأضاف “تأخر مسار المقاومة المسلحة سيكبد الفلسطينيين خسائر هائلة، على غرار الانتفاضة الأولى التي جاءت أيضا بخسائر سياسية كاتفاق أوسلو”.غير أن جعارة يرى بأن هناك معيقات تحول دون دخول المقاومة المسلحة على طريق الانتفاضة، أبرزها أن القرار السياسي بالضفة يقر بأن النشاطات السلمية هي الخيار الأوحد لمواجهة الاحتلال، وسيكون هناك صراع إرادات، لكن الخيار الأقوى سيكون للشعب الثائر. وحول حسم الأمور في ميدان السياسة أو المواجهة الواسعة، يقول عدنان أبو عامر المختص في الشأن الإسرائيلي: “الجيش الإسرائيلي ينتظر تطورات الأسبوع القادم، إما أن تحسم الأمور سياسياً مع الفلسطينيين، أو قد يضطر لاستدعاء بعض فرق الاحتياط لمواجهة الميدان”. وحول بنية المقاومة أكد الخبير العسكري اللواء يوسف الشرقاوي أن البنية التحتية لهذه الانتفاضة هي أفضل من سابقاتها، والكرة تتدحرج بشكل متسارع، ومن المتوقع أن تشهد مفاجآت خاصة مع وجود عوامل قوية في دعم الانتفاضة مثل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.وقال الشرقاوي في تصريح لـ”الخبر”: “إن وسائل المقاومة في هذه الانتفاضة متنوعة ومفتوحة على كل الاحتمالات لكنها حتى الآن تأخذ البعد الشعبي”.وعزا الشرقاوي ضعف مشاركة الفصائل في الضفة حتى الآن إلى التنسيق الأمني الذي خدش كرامة المجتمع الفلسطيني وضرب بنية المقاومة، ولذلك تحتاج الفصائل إلى وقت لإعادة تنظيم صفوفها ومحاولة زرع خلايا لعمل مسلح منظم في الضفة، واعتبر أن العمل المسلح وارد بقوة ومن المتوقع أن تشهد الضفة عمليات نوعية ومفاجآت كبيرة. وأكد الخبير العسكري أنه من الضروري استخدام السلاح، ولكن بطريقة موظفة بدقة دون عسكرة الانتفاضة، ولكن ليس بالمعني الذي قصده الرئيس عباس في خطابه الأخير، عندما تحدث عن عسكرة الانتفاضة لأنه يقصد بها هنا أنه لا يريد مقاومة. وشدد الشرقاوي على أن الفصائل تواجه صعوبات بالغة في نقل السلاح للضفة، لذا فإن الموجود في الضفة حاليا هو سلاح الاستعراض وفي حال تطورت الأوضاع سيتحول إلى سلاح مقاومة.ونوه محدثنا بأن فرص تكرار تجربة الانتفاضة الثانية والتي بدأت بتصنيع الهاون والقاذفات الصغيرة ثم تطورت لتصنيع الصواريخ في غزة، هي واردة بقوة، وانتقالها للضفة يعني أن الاحتلال سيدخل مرحلة رعب لأنه سيشل دولته.  

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات