38serv
أظهرت نتائج التحاليل للاّعبين الذين ينشطون في البطولة الوطنية، أجريت خلال الأسابيع المنصرمة، بأن ثمة تسع حالات يشتبه في تناولها “مواد محظورة”، ما يدفع بالاتحادية الجزائرية لكرة القدم، حسب قوانين “الفيفا”، إلى إجراء تحقيقات معمّقة مع اللاّعبين وأطبّاء الأندية التي ينتمون إليها. كشف مصدر عليم بأن قضية اللاّعبين التسعة تختلف تماما عن قضية لاعبي اتحاد الجزائر وأمل الأربعاء، يوسف بلايلي ورفيق بوسعيد على التوالي، كون هؤلاء (اللاّعبين التسعة)، ظهرت نتائج تحاليلهم التي أجرتها الوكالة الدولية للكشف عن المنشّطات بلوزان، بأنها “غير نمطية”، بمعنى غير نموذجية أو غير عادية، وهي نتيجة لا تعني بأي شكل من الأشكال بأن الأمر يتعلّق بنتائج إيجابية تستدعي فرض عقوبة عليهم. وبالعودة إلى المعنى الطبي الخالص لنتائج التحاليل التي تم إرسالها إلى الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، فإن الأمر يتعلّق بنتيجة “غير طبيعية” أو “غير نمطية” بالمعنى الأصح، ولا يتعلّق الأمر إطلاق بنتيجة “إيجابية”، كون حالات “النتائج غير النمطية” موجودة بكثرة بعد إجراء التحاليل، وهو ما يتطلّب تفسيرات من الاتحادية المعنية المطالبة بفتح تحقيق وإيفاد “الفيفا” بنتائجه، حتى يتم فهم عدم ظهور نتائج التحاليل عادية.التحاليل كشفت عن إصابة لاعب جزائري بداء السرطانوكشف مصدرنا بأن ثمة عدة أسباب لظهور نتائج التحاليل “غير نمطية، منها ما له علاقة بتناول أدوية غير مصنّفة محظورة أو منشّطة، ومنها ما ينتج عن إفرازات للجسم، يجعل نتيجة التحليل غير منطقية أو يشوبه شكوك”، وراح المصدر ذاته يقدّم بعض الأمثلة الحية عن قضايا درستها “الفاف” الموسم الماضي سرّا دون أن يعلم بها الإعلام الرياضي والجمهور الجزائري، على غرار قضية أحد اللاّعبين من الرابطة الأولى، كان محلّ تحقيق بسبب “نتائج غير نمطية” أيضا، وتبيّن بعد استدعائه من طرف اللّجنة الفدرالية الطبية بأنه كان يتناول أدوية تساعد على الإنجاب على ضوء وصفة طبية من طبيب خاص، وتم التأكد من ذلك بعد إجراء تحاليل أخرى بالجزائر وتقديم ملف طبي كامل، ليتم إشعار “الفيفا” بنتائج التحقيق ومن حسن نية اللاّعب، ما جعل الاتحادية الدولية لكرة القدم تقرر عدم معاقبته.أما الحالة الثانية، وتتعلق بلاعب آخر من البطولة المحترفة، فقد ظهرت نتائج التحليل لديه “غير منطقية”، واستغرب اللاّعب لذلك ومثل أمام اللّجنة الطبية الفدرالية. وبعدما أخذت منه عينات من الدم بغرض التحليل، تبيّن بأن ما جعل نتائج تحليله “غير طبيعية”، إصابته بالسرطان، ما سمح للاّعب، الذي لم يكن في حالة متقدّمة من المرض، بالعلاج والتعافي من الداء، بمعنى أن نتائج التحاليل عن المنشّطات هي التي سمحت بالكشف عن مرضه، وهي نتيجة جعلته، منطقيا، في منأى عن العقوبة. وبالتمكّن من معرفة الفرق الشاسع بين “النتائج الإيجابية” التي تستدعي تسليط العقوبة التحفظية بالإيقاف لسنتين، قبل المثول أمام اللّجنة الطبية، وبعدها لجنة الانضباط، وبين “النتائج غير الطبيعية” التي غالبا ما تُسفر عن “نتائج سلبية”، بمعنى التأكد من عدم تناول اللاّعب أي مواد محظورة، فإن قضية اللاّعبين التسعة من الرابطتين الأولى والثانية، التي لا تشمل أي لاعب من اتحاد الجزائر، هي بصدد التحقيق من طرف “الفاف”، المطالبة خلال الأسابيع المقبلة بإيفاد “الفيفا” بالنتائج النهاية، لفهم أسباب ظهور نتائج كل اللاّعبين محل التحقيق على ذلك النحو. بينما استبعد مصدرنا، قياسا بعدة حالات مشابهة، أن يتم التوصل إلى نتائج إيجابية، غير أنه أضاف أن ثمة احتمال وجود حالات، خلال نتائج التحليل الإضافية، تؤكد تناول اللاّعبين لبعض الأدوية دون التأكد من محتواها، ما يعرّض اللاّعب لعقوبة الإيقاف لبضع مباريات، حتى وإن لم تظهر نتائجه إيجابية، كون اللاّعب ملزم بعدم تناول أي أدوية في حال المرض دون استشارة طبيب الفريق، فيما يمكن لـ«الفيفا” معاقبة طبيب الفريق في حال السماح لأي لاعب بتناول أدوية “غير محظورة”، غير أنها تحتوي مكوّناتها على مواد منشّطة.مضاعفة عقوبة بلايلي من عدمها بيد “الفيفا”وحرص مصدرنا على التأكيد، في السياق نفسه، على أن أي هيئة قانونية، سواء “الفاف” أو “الكاف” (حسب الاتحادية المحلية والكونفدرالية القارية التي ينتمي إليها اللاّعب)، تصدر عقوبة الإيقاف في حق أي لاعب لأي سبب، مثلما هو الحال في قضايا تنازل المنشطات أو المواد المحظورة، لا يمكنها أن تضاعف العقوبة نفسها.وأوضح المصدر ذاته بأن يوسف بلايلي تمت معاقبته من طرف “الكاف” وحتى “الفاف” بالإيقاف لأربع سنوات، بعد ثبوت تعمده تناول مواد محظورة “كوكايين”، بينما لا تقل عقوبة الإيقاف عن سنتين في قضايا تناول المنشطات، ويتم الاكتفاء بالإيقاف لسنتين للاّعبين الذين يتناولون “خطأ” مواد منشّطة ويبررون ذلك. بينما يتم معاقبة أي لاعب يتعمّد تناول المنشطات ولا يعترف بذلك، أو يتناول مواد محظورة مثل المخدرات، بالإيقاف لأربع سنوات كاملة.وواصل مصدرنا يقول “الهيئة الوحيدة التي يمكنها رفع العقوبة؛ هي الاتحادية الدولية لكرة القدم، إذا قدّرت (مثلما هو الحال في قضية بلايلي)، بأن اللاّعب تمادى في تناول المواد المحظورة”، مشيرا إلى أنه يمكن لـ«الفيفا” الإكتفاء بعقوبة الهيئة القارية وعدم رفعها، غير أن الاتحادية الدولية لا يمكنها، بأي حال من الأحوال، تقليص أو إلغاء عقوبة صادرة عن هيئة قانونية، مثل “الكاف” أو “الفاف”، في حال عدم ارتكاب الهيئة أي خطأ قانوني حين فرضت عقوبتها.وعلى ضوء ذلك، فإن العقوبة القانونية للاّعب يوسف بلايلي هي الإيقاف لأربع سنوات، وكشف مصدرنا أيضا بأنه لا يمكن الجمع بين عقوبتي “الفاف” و«الكاف”، ويمكن للاّعب بلايلي العودة إلى الميادين بمجرّد انتهاء مدة العقوبة الثانية.وحسب مصدر عليم، فإن “الكاف” سترسل بنسبة كبيرة مراقبين في نهائي ذهاب رابطة أبطال إفريقيا بين اتحاد الجزائر وتي.بي مازيمبي من الكونغو الديمقراطية يوم 31 أكتوبر الجاري بملعب عمر حمّادي ببولوغين، لإجراء تحاليل على لاعبي الفريقين (لاعبان اثنان من كل فريق)، ويمكن اختيار اللاعبين بالقرعة أو عشوائيا، مشيرا إلى أن “الكاف” يمكنها ألاّ ترسل مراقبين في بعض المباريات، وهي تراهن على “عامل المفاجأة” من أجل ضبط أي لاعب يتناول مواد محظورة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات