المساعدات بقيت مقتصرة على جهات جزائرية ومنظمات غير حكومية

38serv

+ -

قال وزير التعاون في الحكومة الصحراوية، إبراهيم مختار، في هذا الحديث الذي خص به”الخبر”، إن الفيضانات التي ضربت ما يسميها بالولايات الخمس (الداخلة، سمارة، بوجدور، أوسرت، العيون) خلفت 11 ألف و440 عائلة منكوبة، تحطمت منازلها وخيمها عن آخرها. وبرغم توجيه الحكومة الصحراوية نداء استغاثة للمجتمع الدولي، إلا أن المساعدة إلى غاية الساعة بقيت مقتصرة على جهات جزائرية، وإغاثة متواضعة من قبل البرنامج العالمي للتغذية وبعض المنظمات غير الحكومية الأوروبية.كيف واجهت الحكومة الصحراوية مخلفات الكارثة الطبيعية الناجمة عن الفيضانات التي ضربت مخيمات اللاجئين؟ خلال اليوم الأول من بداية تساقط الأمطار الطوفانية، عقدت الحكومة الصحراوية اجتماعا وقررت تشكيل خلية أزمة برئاسة وزير الداخلية لمتابعة مخلفات الفيضانات، ومنذ اللحظة الأولى شرعت اللجنة في إغاثة الناس المتضررين. وقد استعنا بالجيش الصحراوي والحماية المدنية لولاية تندوف. واستمرت الأمطار 7 أيام كاملة دون انقطاع على كامل “الولايات الخمس”. وفي المرحلة الثانية تم إحصاء الأضرار الناجمة عن الفيضانات، وتوصلنا إلى تحديد عدد العائلات المنكوبة التي فقدت كل شيء، وكان عددها في الولايات الخمس 11 ألف و441 عائلة، أي منزل متحطم، سواء كان مباني أو خيما.هل وجهتم نداء استغاثة للمجتمع الدولي لإغاثة هؤلاء المنكوبين؟ وجهت خلية الأزمة نداء للمجتمع الدولي من خلال أحد مكوناتها وهو الهلال الأحمر الصحراوي، في بيان أولي نناشد فيه المجتمع الدولي لإغاثة المنكوبين جراء الفيضانات، ثم وجهنا نداء ثانيا كان أكثر تفصيلا نتحدث فيه عن حصيلة الأضرار الناجمة عن الفيضانات.فيم تتمثل هذه الأضرار؟ تمثلت الأضرار في المباني والتغذية، على اعتبار أن مخزون الأغذية الذي كان موجودا أتلفته الأمطار والسيول الجارفة إلى جانب الممتلكات المنزلية. هذا على مستوى العائلات. أما على مستوى المؤسسات، فإن الأضرار كانت بالغة في المدارس والمستشفيات والمجمعات الإدارية.هل كانت عملية الإغاثة التي وصلت إلى المناطق المتضررة إلى غاية اليوم كافية؟الإغاثة المقدمة إلى المتضررين إلى غاية اليوم غير كافية، ما وصلنا حتى غاية الساعة هو مجرد تبرعات من مختلف الجهات الجزائرية، إلى جانب إغاثة بسيطة من طرف البرنامج العالمي للتغذية وبعض المنظمات غير الحكومية الأوروبية المتواجدة بالمخيمات. فخلال ليلة البارحة وصلت أول طائرة للمفوضية السامية لإغاثة اللاجئين، تحمل خيما وبطانيات وحاويات للمياه من سعة 10 لترات. وهناك التزامات من قبل عدة حكومات بينها البرازيل، إيطاليا، إسبانيا ومنظمة الاتحاد الإفريقي ومنظمة اليونيسيف، إلى جانب بعض المنظمات غير الحكومية مثل (أوكسفام) البلجيكية والصليب الأحمر الإسباني ومنظمة (تشيسب) الإيطالية، لكن مساعداتها لم تصل بعد، رغم عملية التحسيس التي قام بها ممثل الأمم المتحدة كريستوفر روس عند لقائه بسفراء الدول المانحة بالجزائر وأطلعهم بخطورة الوضع. فهذا الأخير تفاجأ لما خلفته الكارثة وتأثر لما حدث للصحراويين خلال زيارته الى مناطق بوجدور، السمارة وأوسرت.في رأيكم، هل قام برنامج التغذية العالمي بدوره في تزويد المتضررين من هذه الكارثة بالمواد الغذائية؟ أنتم تعلمون أن برنامج التغذية العالمي هو المكلف من طرف الأمم المتحدة لسد احتياجات اللاجئين الصحراويين في الظروف العادية. وهذه المنظمة تقوم بدورها باستمرار، إلا أن تدخلها في وضعية إغاثة المتضررين لحد الساعة لم يكن في المستوى.ماهو سبب ذلك.. ولماذا؟ ممثلو هذه الهيئة على الساحة يتحدثون عن مفاجأة الكارثة وعدم حيازتها على مخزون للمواد الغذائية، بل يقول ممثلو هذه الهيئة على مستوى المخيمات وبصراحة أنهم لا يتوفرون على أي شيء يقدمونه للمتضررين.هل شرعتم في اتخاذ الإجراءات الخاصة بإعادة بناء ما هدّم في هذه المناطق؟ المرحلة التي نحن مقبلون عليها هي إعادة البناء، وذلك من خلال خطة محكمة ستقترحها خلية الأزمة على الحكومة الصحراوية، وستفتح المجالس المحلية والجهوية نقاشا في موضوع نوع البناءات، على أن ترفع تقاريرها إلى الحكومة الصحراوية، لكن لا أعتقد أننا قادرون على البناء باستخدام الإسمنت، فنحن لاجئون في أرض ليست لنا.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات