38serv
ينتظر طلبة الجامعات كل سنة بلهفة الصالون الدولي للكتاب للحصول على طبعات وعناوين جديدة والتعرف على آخر إصدارات دور النشر العربية والأجنبية من الكتاب الجامعي، في مختلف التخصصات. ورغم الأسعار المرتفعة للكتب المتخصصة، إلا أن الصالون يعتبر بمثابة فرصة للطلبة والباحثين في شتى المجالات للحصول على مبتغاهم من كتب وأبحاث.بين الوفرة والسعر ضاع الطلبةلاحظنا خلال جولة ”الخبر” بين دور النشر في الصالون إقبالا واسعا من طرف الطلبة والباحثين والأساتذة على الكتب الجامعية والمتخصصة، فإقبال هذه الفئة على الديوان الوطني للمطبوعات الجامعية كان خياليا، حيث أكدت أمال، طالبة بكلية علوم الإعلام والاتصال، أنها تجد ما تريده من عناوين في الديوان، خاصة أن بعضها يعرف ندرة في المكتبات الخارجية وحتى مكتبة الجامعة، إضافة إلى أن السعر مناسب جدا. ويؤيدها في الرأي نبيل، سنة ثانية حقوق، بقوله ”نجد كل ما نريده من عناوين في المعرض، فالكتاب الجامعي متوفر بمختلف العناوين والطبعات، وكثيرا ما نضطر للبحث في المكتبات الخارجية عن مراجع لا نجدها، رغم أن بعضها محلية وصادرة من دور نشر جزائرية، وكتابها أساتذتنا، لذلك فالمعرض يعد مناسبة وفرصة للباحثين لاقتناء ما يريدونه من مراجع.وأكد ممثل الديوان الوطني للمطبوعات الجامعية، عميعلي بلقاسم، من جهته، أن جميع الكتب في جميع المجالات متوفرة وتشهد إقبالا واسعا وسعرها في متناول جميع الطلبة، مقارنة بدور النشر الأخرى، حيث لا يتعدى سعر الكتاب الواحد ألف دينار.دخلنا بعدها دار النشر الجديد الجامعي، ليكون لنا حديث مع ممثل الدار، زيان بغداد، والذي أكد أن الكتب الجامعية تعرف إقبالا كبيرا من طرف الباحثين والأساتذة كل سنة، وتعرض بأسعار مقبولة خاصة المطبوعات المحلية، فالدار تعرض كتبا من جميع التخصصات العلمية والأدبية، تلبي طلبات الباحثين وتعرف إقبالا واسعا من طرف هذه الفئة كل سنة.وارتأت بعض دور النشر الأجنبية، من جانبها، على غرار ”اوديف أنترفورم” و”هاشات”، القيام بتخفيضات هامة على القواميس وبعض الكتب المعروضة، حيث التقينا نواس عبد النور، أستاذ جامعي من ولاية الجلفة تخصص لغات، أكد أن الكتاب الجامعي متوفر في جميع طبعات الصالون، خاصة اللغات، فهو يحضر كل سنة إلى المعرض من أجل اقتناء قواميس اللغات. ويشاطره الرأي أمين الذي قال إن الكتاب الجامعي يحتل الريادة فهو متوفر بجميع العناوين والطبعات ومختلف دور النشر، إلا أن السعر يتباين من دار إلى أخرى ومن طبعة إلى أخرى، وهو ما يحتاج إلى دراسة خاصة أن المقبلين على اقتنائه هم فئة الطلبة.الكتاب العلمي يبقى هاجس الطلبةوعلى عكس ما سمعناه من آراء، عبّر بعض طلبة كلية الطب والبيولوجيا في جميع التخصصات عن استيائهم من ندرة بعض الكتب التي لم يجدوها حتى في دور النشر الأجنبية التي اعتادت على توفيرها، حيث قال محمد سنة ثالثة طب ”إضافة إلى نقص عدد من العناوين المهمة والتي قليلا ما نجدها في المكتبات الخارجية، نجد أن سعرها خيالي، الأمر الذي أدخلنا في دوامة”، كما أيده مهدي طالب بجامعة هواري بومدين تخصص بيولوجيا، يقول: ”الكتب العلمية تعرف ندرة عكس الكتب الأدبية المتوفرة كمّا ونوعا وسعرا، أما الكتب العلمية فهي نادرة كل سنة، ورغم بروز بعض دور النشر الجديدة التي تحاول توفير الكتاب العلمي، إلا أن ذلك يبقى ناقصا”.وأقر ممثلو بعض دور النشر أن الكتب متوفرة، لكن سعر بعضها مرتفع خاصة هذه السنة، مرجعين ذلك إلى ارتفاع الدولار وانهيار سعر الدينار، إضافة إلى ارتفاع سعر الورق في السوق والتجليد، ناهيك عن تكاليف الإقامة والشحن بالنسبة لدور النشر العربية والأجنبية، ما يدفعهم إلى رفع تسعيرة الكتاب، وهو ما أكده أحمد مروان، المدير العام لدار مركز الدراسات العربية للنشر والتوزيع المصرية، بقوله: ”نحن متخصصون في الكتب القانونية، وهي متوفرة بمختلف العناوين، لكن سعرها عرف ارتفاعا هذه السنة بسبب ارتفاع الدولار والتكاليف الإضافية كالسكن والشحن وكراء المساحة. وهي نفس معاناة دور النشر العربية والأجنبية . الرأي نفسه تشاطره بعض دور النشر الجزائرية، حيث أكد ممثلوها أن الكتب هذه السنة عرفت ارتفاعا في السعر، بسبب انهيار قيمة الدينار واستغناء الدولة عن الدعم إضافة إلى زيادة سعر الورق”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات