38serv
عادت جائزة آسيا جبار في اللغة العربية للروائي الشاب عبد الوهاب عيساوي عن روايته ”سييرا دي مورتي”، فيما نال رشيد بوخروب عن روايته ”تيسليت نوغانيم” جائزة اللغة الأمازيغية، وحاز أمين آيت الهادي جائزة اللغة الفرنسية عن عمله الأدبي ”بعيدا عن الفجر”، وعرفت المسابقة مشاركة 76 عملا. أرادت الجزائر أن تؤسس لجائزة أدبية كبيرة، فاختارت اسم الروائية الكبيرة الراحلة آسيا جبار، اختيار لا غبار عليه، كيف لا وهذا الاسم عرف كيف يشق طريقه إلى العالمية، بفضل مواضيع جزائرية خالصة كتبت بقلم أكثر من مميز، لكن لما جاء موعد الإعلان عن أسماء المتوجين، تكشفت حدود ”الارتجال” في الإعداد لهذه الجائزة التي توصف بالكبيرة، مرّ المتوّجون على المنصة دون الإعلان عن القائمة القصيرة وترك المجال سريا حتى موعد تسليم الجائزة.حضر حفل توزيع جائزة آسيا جبار عدد معتبر من الوزراء، في مقدمتهم وزير الثقافة، وزير الاتصال، وزير التعاليم العالي وأيضا وزيرة البريد، ورغم ذلك فقد بدا الحفل باهتا، من خلال عرض شريط سينمائي يلخص حياة الروائية الراحلة آسيا جبار، فكان لسان حال العرض يعكس التسرع في إعداد الحفل في الصوت والصورة.لهذا فقد كان من الطبيعي أن يخرج كل من حضر حفل توزيع الجائزة بعدة أسئلة، فالاسم الكبير الذي تحمله الجائزة بلا شك يستحق أعلى مستوى من التحضير، ويستحق أيضا أن ترفع له القبعات، فآسيا جبار الروائية التي عاشت حياتها في المهجر، وصنعت مجدها الثقافي والفكري في فرنسا، تعود بعد رحيلها إلى الجزائر بعد 27 سنة، قاطعت فيها نشاطات وزارة الثقافة الجزائرية، ولم تكن وصيتها للجزائريين سوى أن ”تدفن في قبر واحد” مع والدها بمدينة شرشال.لم ينكر وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، أن هذه الجائزة تبقى ”صغيرة”، فهي كما قال: ”ليست بحجم جائزة ”نوبل للآداب”، وبالفعل فقد كانت كذلك سواء من ناحية القيمة المادية التي لم تتجاوز مبلغ 100 مليون سنتيم أو من ناحية التحضير للحفل، ليبقى السؤال: ”لماذا لا تكون للجزائر جائزة بحجم جائزة نوبل؟ هل الجزائر عاجزة عن أن تتحول إلى قطب ثقافي عربي كبير؟ متى يتوقف حج الأدباء الجزائريين إلى دول الخليج وفرنسا بحثا عن الشرعية الأدبية؟ هذه الأسئلة طرحتها جائزة آسيا جبار للرواية التي منحت في حفل متواضع جدا، يؤشر على أن الجائزة في طبعتها الأولى تم الإعداد لها بشكل سريع ومتسرع كي تكون حاضرة في الصالون الدولي للكتاب.غادر الحضور قاعة التتويج وبقيت الأسئلة وقد بدا الارتجال أيضا من ناحية اختيار موعد إعلان الجائزة، لماذا اختير موعد تسليم الجائزة قبل يومين من إسدال الستار على الصالون الدولي للكتاب؟ لماذا لم يتم الإعلان عن أسماء المتوجين ومنحهم فرصة للقاء زوار المعرض وعرض تجربتهم من خلال برمجة ندوة في إطار فعاليات الصالون المتخم بالندوات التي ناقشت كل شيء إلا جائزة آسيا جبار؟ لماذا لا نمنح القارئ فرصة اقتناء الأعمال المتوجة؟القائمون على جائزة آسيا جبار فخورون جدا بلجنة التحكيم، هم أدباء ومتذوقو الأدب، ولا يختلف اثنان أن رئيس لجنة التحكيم مرزاق بڤطاش قادر على تسليط الضوء على قلم مبدع حقيقي، كما لا يختلف اثنان في إمكانات أعضاء اللجنة الآخرين منهم المترجم والأديب سعيد بوطاجين والروائي محمد ساري، لهذا بدا كل من حضر حفل التتويج مطئمنا من ناحية الاختيار، فقد كان المراد أن يكون للجزائر موعد لميلاد لروائيين شباب، غير معرفين في الساحة الأدبية سواء على المستوى الوطني أو العربي، لهذا فقد سافرت الجائزة المخصصة للغة العربية إلى روائي شاب من ولاية الجلفة لم يجد فيها المتوج عبد الوهاب عيساوي من يتبنى عملية طباعة عمله إلا مديرية الثقافة لولاية وادي سوف، فلم تكن رواية ”سييرا دي مورتي”، المتوجة بجائزة اللغة العربية، ذات طباعة عالية الجودة، لم تكن من دار القصبة أو الشهاب أو البرزخ ولكنها خرجت من بين كثبان الرمال، على غرار الرواية الأمازيغية التي سلطت الضوء على معاناة الكاتب الذي آمن بلغته الأم، شأنها في ذلك شأن الرواية الفرنسية المتوجة بجائزة آسيا جبار التي كانت هي الأخرى مجهودا جزائريا محليا بحتا، هذه الفئة من الجائزة ”أخافت” القائمين عليها في بداية المطاف، ليتم الترويج لجائزة ”متكوبة بأي لغة عدا العربية والأمازيغية”، رغم أن قوانينها أكدت على فرنسية الفئة الثالثة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات