38serv
أوضح الباحث الفرنسي جيل كيبال، أن العالم العربي يعرف منذ خريف 2010، تحوّلات عميقة ضمن ما يسمى بالربيع العربي، يصعب تصورها قبل ذلك التاريخ. واعتبر أن العرب يمرون حاليا بحالة من التدهور العام، ميزتها تحولات جيوستراتيجية عميقة، مرشحة لأن تأتي على اتفاقيات سايكس بيكو، وتحدث تقسيمات جديدة في المنطقة، وبإمكانها كذلك أن تمنح إيران دورا أساسيا في المنطقة وبمباركة من الولايات المتحدة الأمريكية.أوضح، جيل كيبال، الخبير الأمني المتخصص في الحركات الإسلامية، أن ما يحدث في العالم العربي حاليا يعني نهاية مرحلة ما بعد الاستقلال، وهو مرشح لأن يعيد النظر في اتفاقية سايكس بيكو، وفي الحدود التي رسمها بعد أن قامت ”داعش” بمحوها وربط الموصل بالعراق بالرقة بسوريا. وقال كيبال في محاضرة حول موضوع ”اللعبة الجديدة للقوى العظمى في الشرق الأوسط”، ألقاها، أمس، ضمن النشاطات الثقافية لصالون الجزائر الدولي للكتاب، أن الصورة التقليدية للشرق الأوسط أخذت طريقها إلى الزوال بعد الربيع العربي، وانهيار سعر البترول، الذي قد يبقى على مستواه المتدني مدة سنة أخرى. وذكر كيبال أن المعالم الجديدة للشرق الأوسط بعد الربيع العربي، تبرز بالأخص من خلال انسحاب التواجد العسكري الأمريكي من العراق، بعد عدم قدرتها على تحويل تواجدها العسكري إلى قوة سياسية بسبب الدور الفعّال لإيران.ويعتقد كيبال أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أعطت الأولوية لإيران في المنطقة، حتى تمكنها من لعب دور إقليمي وتنظيمي أمام قادة السنّة، الذين ينظر إليهم بعين الريبة، بعد تأكد تورطهم في دعم الحركات الجهادية والسلفية. وبحسب كيبال، فإن هذا الواقع الجديد يرشح إعطاء الشيعة دورا أكبر في المنطقة العربية.وأوضح الخبير الفرنسي أن ما حدث في المنطقة العربية في الشق المتعلق بعلاقة المجتمعات العربية وعلاقتها بالسلطة، أصبح يرتبط أكثر بالتوازن الجهوي، معتبرا أن المنطقة تعرف تحوّلات لا ترتبط فقط بعلاقة الحاكم بالمحكوم، بل بتوازنات إقليمية تتحكم فيها القوى العظمى. وقال كيبال إن التقارب الإيراني الأمريكي، وما يحدث حاليا في سوريا، يخدم إسرائيل بحكم أن قوات حزب الله قل تواجدها جنوب لبنان، بعد أن انتقلت للجبهة السورية، لكن ذلك لم يمنع الدولة العبرية، حسب كيبال، من إبداء تخوّفات من إمكانية تلقي ضربات إيرانية، وقال: ”أعتقد أن إسرائيل فقدت مكانتها كالابن المدلل والحليف الرئيسي للولايات المتحدة الأمريكية، عقب الاتفاق الإيراني الأمريكي”، موضحا أن إيران مرشحة حاليا من قبل واشنطن للعب دور فعّال في منطقة الشرق الأوسط.وعن سؤال حول الدور الفرنسي في ليبيا، قال كيبال: ”لم يكن بالإمكان تفادي التدخل العسكري الفرنسي آنذاك، بدليل أن الليبيين أنفسهم طالبوا بذلك لتجنب الموت المحتوم من قبل قوات مرتزقة القذافي التي كانت تحاصر بنغازي”، وأضاف ”لكن اليوم، مع مرور الوقت، قد يبدو أن ذلك لم يكن قرارا صائبا”. وذهب كيبال إلى حد اعتبار أن التواجد العسكري الأمريكي في بعض دول الخليج، أصبح مطلبا ملحا خوفا من المد الشيعي على المنطقة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات