"عبان قائد نوفمبري ولم يركب القطار متأخرا"

38serv

+ -

يرى الدكتور بلعيد عبان أن كثيرا من المغالطات ألصقت بشخص الشهيد عبان رمضان، منها القول بأنه لم ينتم إلى المنظمة الخاصة (لوس)، وأنه لا يعتبر من القادة النوفمبريين، بل مجرد ”دخيل ركب قطار الثورة متأخرا”. وحاول الدكتور بلعيد في كتاب صدر حديثا عن منشورات ”كوكو” بعنوان ”سُحب على الثورة.. عبان في قلب العاصفة” تفنيد هذه المزاعم التي روج لها خصوم عبان، استنادا لشهادات تؤكد انخراطه في النواة الأولى والراديكالية للثورة. وكشف، بناء على شهادة غير منشورة للمرحوم رابح بيطاط، أن عبان يعتبر من القادة النوفمبريين.

ذكر بلعيد عبان أن خصوم عبان رمضان يعتقدون أن فرنسا نقلت عبان رمضان من سجن ”آلبي” إلى سجن الحراش، ومن ثم أطلقت سراحه ثلاثة أشهر بعد اندلاع الثورة لكي ترمي به وسط قادة الثورة كعنصر دخيل ومخترق يعمل لصالح الاستخبارات الفرنسية.ويضيف الدكتور عبان أن هذا الطرح الذي روج له خصوم عبان ليس صحيحا، بحجة أن عبان أبدى مواقف راديكالية مناهضة للوجود الفرنسي، ولم تغيره سنوات السجن، كما أن صلته بقادة الثورة وبالخصوص مجموعة الستة التي فجرت الثورة، تبعد عنه هذه الشبهة، معتبرا أن عبان لم يكن غريبا عن قادة الثورة وعن التحضيرات التي كانت جارية للعمل المسلح، بدليل ”أنه أخبر شقيقه وهو في السجن أن الجزائر ستعرف قريبا حدثا حاسما، في إشارة منه إلى اندلاع الثورة”.ولا تتوقف الصورة الإيجابية التي رسمها المؤلف عن شخصية قريبه عبان رمضان عند هذا الحد، بل تجاوزتها إلى حد اعتباره بمثابة القائد الذي خلص الثورة من حالة التململ التي لحقت بها بضعة أشهر بعد اندلاعها.ويرى أن اللقاء الذي جرى بين عبان والعقيد عمر أوعمران في ”عزوزة” خلال شتاء 1955، جعل هذا الأخير يبدي ثقة كبيرة في قدرات عبان، لكن هذا لا يعني أن أوعمران سهل لعبان طريق العاصمة، حيث أصبح قائدا سياسيا عقب إلقاء القبض على رابح بيطاط في مارس 1955، مثلما يعتقد البعض، حيث إن عبان كان من القادة المكرسين والفاعلين منذ المنظمة الخاصة.عبان أعطى للثورة بعدا وطنياحمل انخراط عبان الفعلي في الثورة تغييرا استراتيجيا أعطى ثماره، وأعطى للتمرد صفة الثورة الحقيقية.لقد أدرك عبان، حسب المؤلف، أن ”الانتصار العسكري ضد فرنسا يعتبر من المستحيلات لو لم يكن مرفقا بعمل سياسي وأيديولوجي يعطي الثورة دفعا قويا”.وعليه، فكّر عبان، عبر المناشير التي كان يكتبها لتوزع على مستوى العاصمة، في ضرورة تجاوز الإرث الثقيل لحزب الشعب والمتمثل في اعتبار أن ”تحرير البلاد لن يتم إلا بواسطة الحزب، وبفضل القيادة المستنيرة لمصالي الحاج”، وأحل محله فكرة مغايرة تماما، وهي ”أن الثورة مهمة تلقى على عاتق الشعب برمته، وليس على كاهل فئة من هذا الشعب، مهما كانت أهميتها”.ومن هنا، انطلق عبان وفق ما جاء في الكتاب نحو تحقيق الوحدة الوطنية، وإعطاء الثورة بُعدها الوطني الذي يضمن النضال الحقيقي ضد الاستعمار.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات