38serv
قال سفير الجمهورية الصحراوية لدى جنوب إفريقيا صالح العبد إن الصحراويين يأملون في أن تأتي زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى المنطقة بمقاربة جديدة للأوضاع في الصحراء، وإن الجبهة الشعبية في المؤتمر الرابع عشر سيكون لها وقفة جدية مع كل ما يتعلق بدور الأمم المتحدة، وتعنت المغرب وابتكار الوسائل الكفيلة باسترجاع الحق المغتصب، متسائلا في حوار مع “الخبر” “إذا كان المغاربة يقولون في دعايتهم إن الجزائر تدعم الشعب الصحراوي لأنها تريد منفذا إلى المحيط الأطلسيمن أجل تصدير حديد غار جبيلات، فماذا تريد جنوب إفريقيا؟ينزل الأمين العام الأممي بان كي مون قبل نهاية العام إلى المنطقة، ما المأمول من زيارته؟ وما الذي سيأتي به المؤتمر 14 للجبهة الشعبية الشهر المقبل؟ سيكون للجبهة الشعبية في المؤتمر الرابع عشر الذي سيعقد الشهر المقبل وقفةٌ جدية مع كل ما يتعلق بدور الأمم المتحدة وتعنت المغرب وإبداع وابتكار الوسائل الكفيلة باسترجاع حقنا. ونتمنى أن يأتي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بشيء، وأن تكون زيارته متبوعة بتقرير يعكس حقيقة الأمر الواقع، وكما قال في تقريره الماضي إنه لا بد من مقاربة جديدة للأوضاع في الصحراء، أما أن يُترك المغرب هكذا يفعل ما يشاء، فعلينا أن نقول للأمم المتحدة “كفى”، وعليها أن تتحمل مسؤوليتها.ما الذي يمكن أن يضيفه البرلمان الإفريقي في حال تحوله من هيئة استشارية إلى تنفيذية بالنسبة للقضية الصحراوية؟ القضية الصحراوية هي قضية تصفية استعمار والمغرب بلد محتل، وبالتالي ليس هناك من وسيلة في حل القضية الصحراوية إلا الوسيلة التي تم اتباعها في حل النزاعات وقضايا تقرير المصير في القارة الإفريقية من خلال تنظيم استفتاء لمواطني كل بلد، وأن تترك لهم حرية اختيار مصيرهم، وهذا هو الطريق الوحيد الذي مرت به كل الدول الإفريقية التي كانت مستعمرة، ونحن الآن موجودون في جنوب إفريقيا، وتم تصفية التمييز العنصري فيها منذ 22 سنة.أما فيما يتعلق بتحويل البرلمان الإفريقي من هيئة استشارية لدى الاتحاد الإفريقي إلى هيئة تشريعية تمثل الشعوب وبرلمانات القارة، فأنا أظن أنها مسألة تتطلب المزيد من الوقت، ومزيدا من الاندماج الإفريقي على المستوى القاري، واندماجا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا حتى نتمكن من التقارب أكثر، وبالتالي تحقيق اندماج أكبر على مستوى الحكومات والدول، ثم يأتي بعد ذلك دور البرلمان الإفريقي ليتحول إلى مؤسسة تشريعية، ولكن أعتقد أنه في كل الحالات سوف يكون مفيدا في دعم القضية الصحراوية، والاتحاد الإفريقي في السنوات الأخيرة أخذ قرارات جد هامة، ومجلس السلم والأمن الإفريقي أيضا، آخرها في نيويورك على هامش الجمعية العامة السبعين في الأمم المتحدة، حين ذكر بالقضية الصحراوية والقرارات الهامة التي اتخذت، ومنها تعيين ممثل خاص بالقضية الصحراوية وتعيين لجنة حكماء من رؤساء القارة لمتابعة الموضوع، ومطالبة الأمم المتحدة بتحديد تاريخ للاستفتاء، وقد كانت خطوات جريئة في الحقيقة، وتم اعتمادها شهر جوان الماضي، وفي القمة الإفريقية الأخيرة في جوهانسبرغ تم التأكيد على هذه التوصيات، وتم اعتمادها من قبل رؤساء دول الاتحاد الإفريقي، وأنتِ كنت مشاركة في أشغال الدورة الرابعة للبرلمان الإفريقي ورأيتِ مدى التضامن الواسع من قبل البرلمانيين الأفارقة الذين يمثلون شعوبا كثيرة مختلفة المشارب واللغات والأديان، ويجمعها شيء واحد هو العدالة والحق وإحقاقهما مع الشعب الصحراوي الذي يعاني منذ 40 سنة من الغزو المغربي. للأسف هذا الاحتلال يأتي من بلد إفريقي جار يتنكر لكل القيم من أواصر الأخوة والدين والعلاقة الإفريقية، ويمارس الاستعمار على شعب فقير وضعيف قليل العدد، لكنه قوي الإرادة.حاول المغرب مرارا تمرير شبهة ارتباط البوليساريو بتنظيمات إرهابية، واختلق أحداثا استهدفت مناطق صحراوية. كيف يتعامل الصحراويون مع هذه المعطيات؟ وكيف تتعامل الجمهورية الصحراوية مع تنامي الإرهاب في المنطقة؟ بطبيعة الحال تخوض الجمهورية الصحراوية والشعب الصحراوي نضالا وكفاحا عادلا من أجل الاستقلال، وليس لديه أدنى شك فيما يقوم به من عمل في إطار الشرعية الدولية وفي إطار ما يسمح به القانون الدولي للشعوب في ممارسة حقها في الدفاع عن نفسها، وفي الكفاح من أجل التحرر والانعتاق، والغزو المغربي كغيره من النظم الاستعمارية التي عادة ما ترمي أصحاب الحق والمناضلين بشبهة الإرهاب، وليس ببعيد عنا ما كان الاستعمار الفرنسي يقوله عن الثورة الجزائرية العظيمة ثورة 1 نوفمبر، ويصف ثوارها ومجاهديها بأنهم “فلاڤة” و “مرتزقة”، ولكن اتضح في النهاية أن الحق يعلو ولا يعلى عليه، وأن المجاهدين الشرفاء الجزائريين هم من كانوا على حق، وأن الاستعمار الفرنسي سقط وخرج وانتهت فرنسا واستقلت الجزائر.هي أسطوانة يكررها النظام المغربي، ففي كل مرة يتلقى هزيمة دولية، وفي كل مرة يحاول أن يجد له موطئ قدم بين الدول التي تحارب الإرهاب، وهو ليس لديه نافذة يدعي من خلالها أنه مساهم في محاربة الإرهاب، في الوقت الذي هو يصدّر الإرهاب، ليس على شكل تنظيمات مسلحة فقط، بل حتى في صورة تصدير المخدرات والهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، ومحاولة إيجاد أوراق الضغط على الجنوب الأوروبي من خلال هذه الهجرة، والضغط على الجيران من خلال المخدرات، وقد اتضح بالدليل أن الحركات الإرهابية الموجودة في بعض مناطق الساحل والصحراء تموّلها المخابرات المغربية وتساندها وتدعمها، واتضح هذا من خلال بعض العمليات الموجهة التي تخدم النظام المغربي، حسب ما كشفت عنه التحقيقات، فهذا دليل على أن النظام المغربي مرتبط بالإرهاب.وقد قال السيد كريستوفر روس على ما أعتقد خلال إحدى زياراته الماضية لرؤساء المنطقة “هل لديكم دليل على أن للبوليساريو علاقة بالإرهاب؟”، الكل أجاب بالنفي، بما في ذلك الحكومة المغربية داخل الرباط، وهو ما كتبه روس في تقريره ما قبل الماضي، وهو موثّق، فالحكومة المغربية تقول رسميا للأمم المتحدة إنه ليس لها دليل، وتقول للشعب المغربي أن للبوليساريو علاقة بالإرهاب من أجل تنويمه والكذب عليه.كيف تنظرون إلى دور الدول المؤثرة كجنوب إفريقيا التي خاضت تجربة نظام التمييز العنصري في إطار توسيع المطالب الشرعية للشعب الصحراوي؟ وإلى أين وصلت مساعي دعم اعتراف الدول الإفريقية خاصة في منطقة الجنوب بالجمهورية الصحراوية؟ صحيح، في الحقيقة نحن نعول كثيرا على الله سبحانه وتعالى، ثم على إرادة الشعب الصحراوي في التمسك بحقه، ولكن أيضا على أصدقاء وحلفاء قريبين منا، نشترك معهم في الجغرافيا والتاريخ ومبادئ وقيم كثيرة، ومن بين هذه الشعوب والدول الشعب الجزائري الذي لم يدعمنا فقط ماديا ومعنويا، بل من خلال استلهام قيم الجهاد والصبر من ثورته، فالشعب الجزائري مات على الحق حتى تحقيق النصر، والثورة الجزائرية عنوان عظيم في الاستماتة حتى تحقيق النصر، وكذلك في جنوب إفريقيا حيث توجد قيم أخرى نستلهمها، فالمؤتمر الوطني الإفريقي تأسس منذ أكثر من 100 سنة، وحارب نظام التمييز العنصري العتيد والقوي جدا، ومع ذلك لم يكل ولم يمل وظل وراء حقوقه الشرعية حتى نالها، فالحق لا يموت بالتقادم، نحن حاربنا منذ 40 سنة لكننا لازلنا مستعدين لأن نورث القضية لأبنائنا 40 سنة أخرى، وأحفادنا 40 سنة بعدها، ولنا أمل كبير في أن الحق سيأتي في يوم من الأيام.جنوب إفريقيا تقوم بدور كبير في دعم قضيتنا ليس سياسيا في المحافل الدولية فقط، وهذا لسبب واحد هو قناعتهم بأننا مظلومون وأننا نستحق أن تكون لنا دولة وأرض وحقوق، وإذا كان المغاربة يقولون في دعايتهم إن الجزائر تدعم الشعب الصحراوي لأنها تريد منفذا إلى المحيط الأطلسي من أجل تصدير حديد غار جبيلات، نريد أن نسأل المغاربة “ماذا تريد جنوب إفريقيا؟ هل هم أيضا يريدون منفذا إلى المحيط لتصدير ذهبهم؟”.كيف تتم مواجهة الحملات المغربية الدبلوماسية والاقتصادية والسياسية الرامية إلى استمالة عدد من الدول الإفريقية للعدول عن سياساتها الداعمة لقرار تقرير المصير؟ في الحقيقة هي عمليات شبه يائسة يعول فيها المغرب عادة على بعض الأصدقاء في القارة، إلى جانب الدعم الفرنسي، ولكنها عمليات كثيرا ما تبوء بالفشل، لأن الدبلوماسية المغربية تنتهج أسلوب الابتزاز وشراء الذمم والرشوة من أجل افتكاك بعض المكاسب المؤقتة، ولكن هذه الأخيرة تعتمد على الأفراد وضعاف النفوس، نفسهم غير طويل، بينما في القضايا العادلة إن لم تكن المواقف مبنية على مبادئ صلبة لا تزول بزوال الرجال والحكومات فستكون ضعيفة جدا، ولا أفشي سرا إذا قلت إننا في هذا الموضوع كدبلوماسيين صحراويين نستلهم من مدرسة الدبلوماسية الجزائرية كثيرا، لأنها مدرسة مبنية على مبادئ ثابتة، فالمعاملة تكون على حسب المبادئ وليس لظروف طارئة ولا مؤقتة، وثانيا هي معاملة ندية، وثالثا تقوم على المعاملة بالمثل، وهذا دائما يحفظ الكرامة والسيادة.الدبلوماسية الصحراوية تتواجد في إفريقيا بقوة، لدينا ما يزيد عن 20 سفارة في إفريقيا، وكل سفارة تغطي الدول المجاورة للدولة المتواجدة فيها، بالإضافة إلى بعثات تكاد تكون يومية وشهرية في كل بلدان القارة، وهذا ما نقوم به نحن على الجبهة الدبلوماسية. أتحدى الدبلوماسية المغربية، ورغم أصدقائهم الموجودين في القارة الإفريقية، أن يتجرأ أحدهم على مستوى قمة الاتحاد الإفريقي أن يرفع يده ويقول إن هذا الموضوع لصالح المغرب أو العكس، فأصدقاؤهم أصبحوا يستحون، ما يؤكد أن دبلوماسيتهم فاشلة.تمكن النواب الصحراويون من افتكاك 3 مناصب مهمة في البرلمان الإفريقي، فإلى جانب السويلمة بيروك النائب الثالث لرئيس البرلمان الإفريقي، نجد السيدة سنية في جانب حقوق الإنسان، وعبد الرحمن السالك في فك النزاعات.. فما دلالات ذلك؟في الحقيقة نحن نعتبر ذلك شرفا للنواب الصحراويين والقضية الصحراوية، حين اختيروا من قبل ممثلي الشعوب الإفريقية، يجب أن نقول بأن البرلمان الإفريقي وإن لم يكن هيئة تشريعية لديها سلطة القرار، فهو هيئة لديها ميزة تمثيل الشعوب الإفريقية.في الدورة العادية للبرلمان الإفريقي تمت الموافقة على توصية دعم جهود الاتحاد الإفريقي تجاه القضية الصحراوية، بل وتمت المطالبة بعزل المغرب تماما عن الأنشطة الثقافية والرياضية الإفريقية، وغلق سفارات المغرب في دول إفريقيا، لكن كيف تتم ترجمة ذلك على أرض الواقع؟ أعتقد أن هناك نقلة نوعية على مستوى مطالب الاتحاد الإفريقي بشكل عام بقرارات جدية وليس فقط البقاء على مستوى إصدار توصيات، وأولها ليس فقط في الاجتماع الأخير للبرلمان الإفريقي وإنما في القمة الماضية للاتحاد الإفريقي، حيث طالب الأمم المتحدة ومجلس الأمن بضرورة تحديد تاريخ للاستفتاء، البرلمانيون الأفارقة زادوا أكثر من ذلك وطالبوا الاتحاد الإفريقي بتحمل مسؤولياته، وكذا الأمم المتحدة، وقالوا بصريح العبارة يجب التوقف عن النفاق في التعامل مع المغرب، ويجب مقاطعة البضائع المغربية وعدم إشراك المغرب في الأنشطة الثقافية والرياضية الإفريقية، وغلق سفاراتها وعدم التعامل الدبلوماسي مع المغرب، بل وقال بعض البرلمانيين: لم لا نشكل قوة إفريقية للدفاع عن السيادة الصحراوية باستعمال القوة إذا لزم الأمر، وأعتقد أن الوقت أضحى مناسبا للقول للمغرب كفى فنحن في زمن الحريات.كيف نفسر مشاركة الدول الإفريقية في منتدى كرانس مونتانا الأخير، رغم أن الاتحاد الإفريقي دعا إلى مقاطعته لأنه يكرس منطق الاحتلال والأمر الواقع؟ليس لدي أي معلومة بأن دولة إفريقية شاركت في المنتدى بشكل رسمي، كان هناك بعض الأفارقة شاركوا بصفة شخصية، لأن توصية الاتحاد الإفريقي حول الموضوع كانت واضحة وقوية، ورأيت الهستيريا التي أصابت منظمي كرانس مونتانا، ما دفعهم إلى الكذب على العالم والقول إن إفريقيا مشاركة، وتجلت كذبتهم بالقول إن وفدا من حزب المؤتمر الوطني الجنوب إفريقي الحاكم شارك في منتدى كرانس مونتانا، وهو ما كذّبه الحزب في بيان رسمي، ولم يردوا على ذلك، وبذلك فكل ما راج كان مفبركا، ويندرج في دبلوماسية الكذب والنفاق، والمبني على الباطل لا شك أنه سيكون باطلا، وكرانس مونتانا كان فاشلا بكل المقاييس، جلبوا له بعض الأشخاص الذين لا قيمة لهم، والتمثيل الإفريقي كان منعدما، عدا بعض الأشخاص الذين يمثلون أنفسهم، وبعضهم دعي للاستمتاع ببعض الفنادق في مراكش فإذا به نقل إلى مدينة الداخلة.ما خلفية الاتهامات الموجهة من قبل المغرب بانتشار الفساد وتحويل المساعدات الموجهة للصحراويين؟ وهل لذلك علاقة بمحاولة التأثير على “المينورسو” والجزائر؟أعتقد أن هذا يدخل في إطار الحملات الإعلامية التي تقوم بها الحكومة المغربية، لكن نؤكد أن ما نقوم به يحظى بمراقبة دولية من طرف الداعمين ويجري بكل شفافية، وحتى المنظمات الدولية مؤخرا أصدرت تقريرا بأنه ليس هناك أي شبهة، وأن البوليساريو لا تتاجر بالمساعدات الإنسانية، وهي محاولات من قبل النظام المغربي لتجفيف منابع دعمنا وصمودنا في المخيمات، في الوقت الذي يأكل فيه خيراتنا ويطردنا من ديارنا. هـ.د
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات