38serv
أفاد سفير فرنسا بالجزائر، برنار إيميي، بأنه طلب من السلطات الجزائرية تعزيز التدابير الأمنية بالمواقع الفرنسية بالجزائر “خاصة مدارسنا ومعاهدنا”. ودعا رعايا بلده لتوخي أقصى درجات الحذر والحيطة “دون الاستسلام للذعر”.وذكر إيميي، في رسالة إلى الرعايا الفرنسيين بالجزائر، نشرتها السفارة، أمس، بموقعها الإلكتروني، أن الإجراءات الأمنية التي اتخذت في فرنسا لحماية الفرنسيين، بعد اعتداءات الجمعة الماضي، “تنسحب على الفرنسيين المقيمين بالخارج. فنحن لا نستبعد أن يبحث الذين ارتكبوا جريمة باريس وسان سان دوني، عن إلحاق الأذى بمواطنينا أو بمبان رمزية، خارج فرنسا”.ودعا السفير رعايا بلده المقيمين بالجزائر، إلى “التزام الحذر يوميا واحترام تعليمات السلامة الأمنية بصرامة، وإلى الهدوء والتحلي برباطة الجأش، من دون الاستسلام إلى الذعر وهو الهدف الذي يسعى إليه الإرهابيون”.وحرص السفير على المطالبة بالتقيد بالتدابير الأمنية المخصصة للرعايا الفرنسيين، سواء الصادرة عن السلطات الجزائرية أو عن وزارة الخارجية الفرنسية، من خلال النصائح الموجهة للمسافرين. وقال إن الرعايا مطالبون بمطالعة هذه النصائح بصفة دورية.وأوضح السفير إيميي أن “إجراءات استثنائية اتخذتها حكومتنا، على الصعيد الوطني، لمواجهة هذه الوضعية. فقد تم إعلان حالة الطوارئ في كامل التراب (الفرنسي)، وأجريت أعمال مراقبة منظمة في نقاط الدخول عبر الطرق وسكة الحديد والموانئ والمطارات في كامل التراب الوطني، من دون وقف نشاط المطارات والرحلات الجوية”.وعبر السفير عن امتنانه للسلطات الجزائرية، والجزائريين عموما، لعبارات التعاطف والمواساة التي وصلته على إثر أحداث باريس. وقال إن ذلك ليس غريبا عن بلد صديق، عاش أكثر من أي بلد آخر عنف الإرهاب. مشيرا إلى أن “رد فعل فرنسا على الاعتداء الذي تعرضت له، سيكون بالتواصل مع شركائها. وإنه لمن الضروري الحفاظ على برودة الأعصاب والتضامن فيما بيننا، وأن نبقى متحدين جدا هنا بالجزائر”.ومن الواضح أن طلب السفير إيميي تعزيز الإجراءات الأمنية بالمواقع الفرنسية، يأخذ في الحسبان الهشاشة التي تميز الوضع الأمني بالجزائر. فالفرنسيون يعتبرون أنفسهم أول هدف أجنبي في حال أي عمل إرهابي محتمل ضد المصالح الغربية، لعدة أسباب، أهمها كثافة المصالح الفرنسية بالجزائر قياسا إلى مصالح بقية الشركاء الغربيين للجزائر، زيادة على الأبعاد الثقافية والتاريخية التي تميز علاقة فرنسا بالجزائر.للتذكير، فالرعايا الفرنسيون كانوا أول من استهدفتهم الجماعة الإسلامية المسلحة مطلع التسعينات. ويحتفظ أرشيف السفارة بأحداث خطيرة، كاختطاف الزوج تيفنو ثم إطلاق سراحهما بعد مفاوضات مع الإرهابيين (1993)، واختطاف طائرة الخطوط الجوية الفرنسية (1994)، واختطاف وقتل رهبان تيبحيرين (1996). وعاشت فرنسا رعبا غير مسبوق في أحداث تفجيرات ميترو باريس، عام 1995، التي تبنتها “الجيا”. وحتى وقت قريب تعرضت الاستثمارات الفرنسية للاعتداء من طرف الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي قتلت فنيين فرنسيين في البويرة وبني عمران بولاية بومرداس.وباستثناء تعزيز شروط الأمن في محيط السفارة والقنصليات الفرنسية الثلاث بالعاصمة وعنابة ووهران، لم يتغير أي شيء بالأماكن التي يرتادها الفرنسيون بالجزائر، كبعض الفنادق والفضاءات الترفيهية المعروفة بصرامة الأمن فيها.أما مطار هواري بومدين بالعاصمة، كنقطة سفر ووصول الرعايا الفرنسيين العاملين بالجزائر، فلم يشهد أي شيء يشذ عن المألوف منذ وقوع الأحداث. وذكر مسؤول من مؤسسة تسيير مصالح مطارات الجزائر، لـ«الخبر”، أن إجراءات الأمن بمطار العاصمة “صارمة على طول السنة ولا حاجة لأي إجراء استثنائي، إذا وقع طارئ خارج البلد حتى لو كان في فرنسا”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات