38serv
انتقدت المعارضة اليمينية المتطرفة في فرنسا أداء الحكومة الاشتراكية، عقب هجمات باريس، وطالبت بتحرك “قوي وصارم” وحظر المنظمات الإسلامية وغلق “المساجد المتشددة”، بينما أكد رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، أن بلاده تعيش حالة حرب مع “داعش”.قالت رئيسة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة، مارين لوبان، أمس، إن التحرك القوي الصارم هو الذي يحمي الفرنسيين “الذين لم يعودوا في أمان”، معتبرة أن “اتخاذ إجراءات عاجلة أمر يفرض نفسه”، وأضافت أن الهجمات أضعفت فرنسا، وأن عليها “أن تعيد تسليح نفسها وحظر المنظمات الإسلامية وغلق المساجد المتشددة وطرد الأجانب الذين يدعون إلى الكراهية على أرضنا”.من جهته، قال رئيس الوزراء، فالس، في تصريحات لقناة “تي إف 1” المحلية: “نحن في حرب، سنتحرك ونضرب هذا العدو من أجل تدميره في فرنسا وأوروبا وسوريا”، مؤكدا أن الرد الفرنسي سيكون “بالمستوى نفسه لهذا الهجوم” وأن “هذه الحرب تخاض على التراب الوطني وفي سوريا”، منبها أن على فرنسا “أن تتوقع ردودا أخرى من الإرهابيين، وعلينا طرد كل الأئمة المتطرفين، وهو أمر نقوم به، وننتزع الجنسية من أولئك الذين يهزأون بما تمثله الروح الفرنسية، وهذا ما نقوم به أيضا”.وعلى الصعيد الميداني، تستمر السلطات الأمنية في تحقيقاتها، حول الجريمة التي أودت بحياة 129 قتيل، إضافة إلى 352 جريح، منهم 99 في حالة خطيرة، حيث تبحث الشرطة الفرنسية عن لاجئين سوريين يشتبه في علاقتهما بالهجمات، أحدهما تم العثور على جواز سفره، بينما لم تحدد هوية الشخص الآخر، مع الإشارة إلى تعاون قوي في مجال التحقيقات مع السلطات في بلجيكا التي قامت باعتقال ثلاثة أشخاص.كشف موقع “20 مينيت”، أمس، أن جهات التحقيق الفرنسية تمكنت من تحديد هوية أحد الإرهابيين المتورطين في هجوم بتاكلان، من خلال إصبعه المبتور، وقالوا إنه شاب من أصل فرنسي ويدعى إسماعيل عمر مصطفاي، وكان سيبلغ من العمر 30 عاما الأسبوع المقبل، وهو من سكان مدينة كوركورونيه، في إيسون، ووفقا للموقع، فإن الإرهابي كان متواجدا في سوريا خلال عامي 2013 و2014، كما أكد المحققون أنه دخل سوريا عن طريق تركيا.وأشارت جهات التحقيق إلى أن إسماعيل كان، مساء الجمعة، رفقة ثلاثة رجال من منفذي الهجوم داخل سيارة سوداء من طراز “بولو” فولكسفاغن، قبل أن يقتحموا بتاكلان، وكانوا مسلحين ببنادق آلية من طراز “كلاشنيكوف” ويرتدون سترات واقية، وأطلقوا النيران بشكل عشوائي خلال حفل موسيقي في مسرح بتاكلان، وقاموا باحتجاز بعض الرهائن. ويشار إلى أن إسماعيل عمر مصطفاي شاب معروف لدى جهات الشرطة، وتم توقيفه 8 مرات بسبب ارتكابه مخالفات وجنحا متعددة خلال عامي 2010 و2014، منها السياقة بدون رخصة، والاعتداء على الغير بالشتم، وكان ضمن قائمة المشتبه بهم في قضايا إرهابية سابقة، ولكنه لم يتم زجه في السجن.وأعلنت الرئاسة الفرنسية أن البلاد تقوم بالاستعادة الفورية للرقابة على الحدود وليس إغلاق الحدود في أعقاب الهجمات الإرهابية التي وقعت في باريس، بعد أن كان الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، قد أعلن عقب الهجمات حالة طوارئ في أنحاء البلاد وقال إن “الحدود ستغلق”.ودفعت تفجيرات باريس السلطات الفرنسية إلى اتخاذ قرار بتعليق العمل بتأشيرة شنغن حتى إشعار آخر، ما خلق حالة من الإرباك داخل أوروبا وحول العالم، إذ أن فرنسا ستجري تفتيشا على النقاط الحدودية لمن يدخل البلاد، وهو إجراء كانت ألغته اتفاقية شنغن منذ عام 1995 وتشمل حتى الآن 26 دولة أوروبية.كما أعلنت ألمانيا عن تشديد الإجراءات على حدودها، على خلفية أزمة تدفق طالبي اللجوء وهجمات باريس، وهي الإجراءات التي تثير تساؤلات عن مستقبل اتفاقية شنغن، وتأثير هذه القرارات على حركة السفر بين البلدان الأوروبية، والآن بالتحديد من وإلى فرنسا.في حين أعلن القضاء البلجيكي أن اثنين من منفذي هجمات فرنسا ينحدران من بلجيكا، كما أعلنت الشرطة الفرنسية ضبطها سيارة من نوع “سيات” محملة بأسلحة آلية ورشاشات كلاشنيكوف استعملت في هجمات باريس، وشوهدت في أماكن متفرقة وقعت فيها الهجمات.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات