38serv
ظهر الرئيس الفرنسي، أمس، في خطابه أمام البرلمان الفرنسي بغرفتيه، وكأنه يحشد حلفاءه في الداخل والخارج لإعلان حرب شاملة على ما وصفه بـ”الجيش الإرهابي”، في إشارة إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، وتحدث عن إجراءات عسكرية وأمنية وسياسية وقانونية سيتم اتخاذها لمواجهة “الإرهاب”، لكنه لم يتحدث تماما عن الحرب البرية في سوريا والعراق، خاصة أن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أكد قبله بدقائق، في مدينة أنطاليا التركية، على هامش قمة العشرين، أن واشنطن لن تقوم بحرب برية في العراق وسوريا. أعلن الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، أن بلاده ستكثف من ضرباتها العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية، مشيرا إلى أن 10 طائرات حربية فرنسية قامت بإلقاء صواريخ على مدينة الرقة في سوريا، استهدفت مركز قيادة لـ”داعش” ومركز تدريب، شاكرا المساعدات الأمريكية التي قدمت لهم في هذه المهمة.وتعهد فرانسوا هولاند بإرسال حاملة الطائرات “شارل ديغول”، الخميس المقبل، إلى شرق المتوسط (قبالة السواحل السورية) لمضاعفة قدرات فرنسا في المنطقة، في إشارة إلى تعزيز الضربات الجوية على معاقل تنظيم “داعش”.وشدد هولاند على جمع كل من يحارب من وصفه بـ”الجيش الإرهابي”، وقال إنه أرسل وزير دفاعه إلى دول أوروبا لتفعيل المادة التي تشدد على أنه إذا اعتدي على أي دولة أوروبية فيجب على كل الدول الأوروبية تقديم الدعم لها.وقال هولاند، في كلمة متلفزة بثت في عدة قنوات فرنسية على المباشر: “نحن لا نسعى لاحتواء “داعش” ولكن إلى تدميره”. وأضاف: “سألتقي الرئيس الأمريكي أوباما والرئيس الروسي بوتين للوصول إلى نتائج مازالت مؤجلة”، ودعا إلى اجتماع مجلس الأمن، وتابع: “سنتكلم مع الجميع، مع إيران ومع تركيا ودول الخليج”، مشيرا إلى أن “تفجيرات باريس وقعت أثناء تواجد أمريكا وروسيا ودول الجوار في فيينا” لمناقشة الوضع في سوريا.وفي هذا الصدد، شدد الرئيس الفرنسي على أن بلاده تبحث “عن حل سياسي في سوريا لا يكون فيه الرئيس بشار الأسد طرفا فيه”. مشيرا إلى أنه سيتقدم بمشروع لتمديد حالة الطوارئ وآخر لتعديل بعض مواد الدستور الفرنسي، كما تحدث عن زيادة قوات الأمن والدرك بخمسة آلاف عنصر.وأكد الرئيس الفرنسي أن الذين نفذوا هجمات باريس “فرنسيون والقتلى فرنسيون أيضا”، معتبرا أن هؤلاء الإرهابيين يريدون إشعال “حرب حضارات”، لكنه شدد على أن “حربنا ضد الإرهاب الجهادي”، على حد قوله.وتابع أن هجمات باريس تم “التخطيط لها في سوريا، والتحضير لها في بلجيكا والتنفيذ في باريس”، مشيرا إلى تعرض دول أخرى لهجمات مماثلة لـ”داعش” مثل “الدنمارك والكويت والسعودية وتركيا ولبنان”.غير أن فرنسا تعلم أنها لا يمكنها خوض حرب برية بمفردها في العراق وسوريا ضد “داعش” إلا بموافقة ومشاركة أمريكية، لذلك تحاول حشد حلفائها في أوروبا وحلف الأطلسي وأعداء أعدائها مثل روسيا وإيران لخوض حرب كونية شاملة لاستئصال “داعش”، غير أن الرد الأمريكي كان استباقيا وفاترا بحكم تجارب سابقة للولايات المتحدة الأمريكية في العراق وأفغانستان.أوباما: إرسال قوات برية لقتال “داعش” خطأوفي هذا الصدد، قال الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في كلمة له خلال مؤتمر صحفي بقمة العشرين في أنطاليا بتركيا، إن “إرسال قوات برية بأعداد كبيرة لقتال تنظيم الدولة الإسلامية خطأ”،واعتبر “أن “داعش” يعتبر وجه الشر، وهدفنا يستمر بأن علينا إضعافه ومن ثم هزم هذه المنظمة الإرهابية، وأنه وعلى الصعيد العسكري فنحن مستمرون مع شركائنا بتوجيه ضربات”.وتحدث أوباما عن امتلاك بلاده أكبر جيش في العالم، لكنه شدد على أن أمريكا “لا تستطيع توفير جيش بري يمكنه أن يواصل المسيرة إلى الموصل أو الرقة أو حتى الرمادي. وهي مدن يسيطر عليها “داعش” في سوريا والعراق.وقال الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إن استراتيجية الولايات المتحدة في القتال ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية لا تهدف إلى استرداد أراض يسيطرون عليها، بل إلى تغيير المعطيات التي منحت “لمثل هذا النوع من الجماعات العنيفة المتطرفة” فرصة الظهور. وقال أوباما: “ليس هذا بالخصم العسكري التقليدي”. وتابع: “نستطيع استرداد أراض وما دمنا نحتفظ بقواتنا هناك سنكون قادرين على الاحتفاظ بتلك الأراضي.. لكن هذا لن يحل المشكلة الأصلية المتعلقة بالقضاء على المعطيات التي تفرز هذا النوع من الجماعات العنيفة المتطرفة”. “داعش”: كما ضربنا فرنسا في قلب باريس سنضرب أمريكا في وسط واشنطنيأتي هذا في الوقت الذي وجه تنظيم الدولة الإسلامية تهديدا مباشرا للولايات المتحدة الأمريكية عبر شريط فيديو، جاء فيه “كما ضربا فرنسا في قلب باريس سنضرب أمريكا في وسط واشنطن”.من جهة أخرى، أعلن القضاء الفرنسي أنه تم التعرف على هوية منفذين جديدين لهجمات باريس، إلى جانب ثلاثة آخرين، ليرتفع عددهم إلى خمسة انتحاريين من بين ثمانية أحدهم يوجد في حالة فرار، ويعتقد أنه العقل المدبر لهذه الهجمات، ويدعى صالح عبد السلام مولود في سوريا ويحمل الجنسية البريطانية.وعلى صعيد آخر، ألقت مصالح الأمن المغربية القبض على أربعة أشخاص يشتبه بأنهم ضمن خلية تابعة لـ”داعش”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات